الأمين العام يحث المجتمع الدولي على الالتزام بحل الدولتين باعتباره أساسا للسلام في الشرق الأوسط

غزة
غزة

 


شدد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيوجوتيريش  على ضرورة أن يلقي المجتمع الدولي بثقله خلف حل الدولتين لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي "بصورة نهائية". وحذر من عواقب زيادة التصعيد في المنطقة.
وفي حديثه في المنتدى الاقتصادي العالمي السنوي في دافوس بسويسرا، اليوم الأربعاء، جدد الأمين العام إدانته
باستمرار القصف الإسرائيلي العنيف الذي خلف عشرات الآلاف من القتلى المدنيين، في وقت يحذر فيه العاملون في المجال الإنساني، باستمرار، من مجاعة وشيكة وانتشار الأمراض بين 1.9 مليون نازح في غزة.
وقال السيد جوتيريش إن الصراع قد امتد بالفعل إلى المنطقة الأوسع، منبها إلى أن المواجهة الشاملة بين إسرائيل ولبنان، "ستكون بمثابة كارثة كاملة"، مشيرا إلى أن تبادل إطلاق النيران باستخدام الصواريخ والأسلحة على الحدود مع إسرائيل تسبب في مقتل العديد من الأشخاص.
وشدد الأمين العام على ضرورة "تجنب أي تصعيد بأي ثمن"، مشيرا إلى أن الهجمات التي شنها الحوثيون في اليمن على السفن في البحر الأحمر أثبتت أن جميع الجهود المبذولة حتى الآن لحل أزمة غزة "لم تكن كافية".
وأضاف: "ومن المهم جدا معالجة الوضع الإنساني في غزة، ومن المهم جدا أن يكون هناك وقف إنساني لإطلاق النار... ولكننا بحاجة إلى إيجاد التزام كامل، وبصورة نهائية، من المجتمع الدولي بحل الدولتين في إسرائيل وفلسطين باعتباره أساسا لشرق أوسط مستقر وسلمي لمصلحة الجميع".
وأوضح الأمين العام للأمم المتحدة أن الطريقة الوحيدة لكي يعيش الإسرائيليون والفلسطينيون معا في أمان "هي أن يكون لكل منهما دولة".
وفي المنتدى الاقتصادي العالمي السنوي في دافوس، تحدث أنطونيو جوتيريش عن أهمية احترام السلامة الإقليمية للدول، ولا سيما أوكرانيا، بعد نحو عامين من الغزو الروسي واسع النطاق. وأضاف قائلا: "من الغزو الروسي لأوكرانيا، إلى السودان، ومؤخرا غزة، تتجاهل أطراف النزاع القانون الدولي، وتدوس على اتفاقيات جنيف، بل وتنتهك ميثاق الأمم المتحدة ".
وأشار إلى أن الانقسامات الجيوسياسية أصبحت تشكل تهديدا كبيرا للاقتصاد العالمي "المتعثر". وفي نداء لزعماء العالم والقطاع الخاص لمنع المزيد من الإضرار بثقة الحكومات والمؤسسات التي تشكل الأساس المتين للتعاون العالمي، حث الأمين العام على دعم إصلاحات المؤسسات المالية "لإعادة العالم إلى المسار الصحيح لتحقيق مزيد من الأمن والرخاء والسلام".
وفي كلمته في منتدى دافوس، قال جوتيريش إن العديد من مصائب العالم حدثت نتيجة للفجوة بين "الأغنياء وبقية العالم"، في نداء من أجل "مفاوضات جادة" بين الدول الصناعية والاقتصادات الناشئة "الغارقة في الديون".
وأشار إلى أن بلدان الجنوب العالمي أصيبت بالشلل بسبب ارتفاع أسعار الفائدة لدرجة أنها لم تعد قادرة على حماية مواطنيها في المستقبل في وقت أصبح فيه تنفيذ أهدافر التنمية المستدامة أكثر أهمية من أي وقت مضى.
وقال الأمين العام إن العديد من الدول لا تزال مصرة على رفع انبعاثات الغازات الدفيئة، مبينا أن "صناعة الوقود الأحفوري أطلقت للتو حملة أخرى بملايين الدولارات لعرقلة التقدم والحفاظ على تدفق النفط والغاز إلى أجل غير مسمى".
وقال إن عددا من الدول بدت "عاجزة عن العمل معا" لوقف التهديد المناخي، بينما في سويسرا (مكان انعقاد منتدى دافوس) "تختفي الكتل الجليدية أمام أعيننا".
مشيرا إلى شركات التكنولوجيا الكبرى، حث الأمين العام للأمم المتحدة أيضا على اتخاذ إجراءات ضد "العواقب الخطيرة غير المقصودة" التي يفرضها الذكاء الاصطناعي، والتي تفتقر - مثل تغير المناخ - إلى "استراتيجية عالمية فعالة" للتعامل معها.
وقال الأمين العام أمام الحضور في دافوس إن تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي توفر إمكانات هائلة للتنمية المستدامة، "لكن صندوق النقد الدولي حذر للتو من أنه من المحتمل جدا أن يؤدي ذلك إلى تفاقم عدم المساواة". وتطرق إلى سعي شركات التكنولوجيا لتحقيق الأرباح التي تنطوي على "تجاهل متهور" لحقوق الإنسان والخصوصية الشخصية.
وشدد على أنه في مواجهة مشاكل القرن الحادي والعشرين هذه، إلى جانب الانقسامات الجيوسياسية المستمرة، "فلا عجب" أن الناس في كل مكان يفقدون الثقة "في الحكومات والمؤسسات والأنظمة المالية والاقتصادية".
وعلى الرغم من أن الغزو الروسي لأوكرانيا وأزمة الشرق الأوسط يمثلان تهديدات خطيرة للسلام والأمن العالميين لأنهما تسببا في انقسام بين الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن، بطريقة لم نشهدها منذ سنوات، أعرب السيد جوتيريش عن تفاؤله بإمكانية إحراز تقدم في المجالات الرئيسية الأخرى للتعاون العالمي.
وقال الأمين العام إنه يمكن إنجاز الكثير في مجال الاقتصاد والمناخ وفي مجال التكنولوجيا بفضل "نظام عالمي جديد متعدد الأقطاب يمنح فرصا جديدة للقيادة والتوازن والعدالة".
وأكد أن هذا النظام متعدد الأطراف، الفعال والشامل للجميع، ضروري لتجنب "وباء الإفلات من العقاب" الذي جعل بعض البلدان "تفعل كل ما يلزم لتعزيز مصالحها الخاصة بأي ثمن".  كما انتقد أيضا عدم المساواة "الفاحشة" حيث تفيد تقارير بأن أغنى الرجال في العالم يكسبون 14 مليون دولار في الساعة.
"وفي الوقت نفسه، أصبح أكثر من نصف العالم- أي ما يقرب من خمسة مليارات شخص- أكثر فقرا"، حسبما قال الأمين العام.