هل اقتربت الحرب الإسرائيلية على غزة من نهايتها ؟.. خبير يجيب

الحرب الاسرائيلية على غزة
الحرب الاسرائيلية على غزة

بينما تدور رحى المعارك بشراسة على أرض قطاع غزة بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال الاسرائيلي، نشهد وجود ما يمكن أن نسميه "تحولاً" في التصريحات من الجانبين الإسرائيلي والأمريكي.


فمع الأخذ في الاعتبار أن الدولة العبرية لا تسمح بالنشر إلا في إطار يخدم عمليتها العسكرية القائمة، لكن ما نلمسه بين فينة وأخرى هو دلائل على "إنهاك" أصاب قوات الاحتلال و"الدولة" من طول مدة القتال.


ففي نهاية ديسمبر الماضي أعلنت وسائل إعلام إسرائيلية، سحب لواء "جولاني" من القطاع تحت مزاعم إعادة تنظيم الصفوف وذلك بعد تكبده خسائر كبيرة.


أيضاً أعلن الناطق باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي دانيال هاجاري منذ أيام قلائل أن بعض جنود الاحتياط  سيعودون إلى عائلاتهم ووظائفهم خلال الأيام المقبلة. لكنه أشار الى أن الحرب ستستمر بين إسرائيل وحركة حماس طيلة العام الحالي.


من هذه الدلائل أيضاً فداحة الخسارة التي مني بها اقتصاد دولة الاحتلال.


حيث تدخل البنك المركزي بضخ 30 مليار دولار لوقف انهيار العملة المحلية "الشيكل"، وتخصيصه 15 مليار أخرى كدفعة ثانية في هذا الإطار، كما تضرر الاقتصاد أيضا بسبب الإعلان الرسمي عن الحرب، والتعويضات التي سيتم دفعها للعمال والمتضررين ماديا، إضافة إلى تكاليف إجلاء السكان من شمال إسرائيل ومحيط غزة، هذا بالإضافة إلى التأثير السلبي على الاستثمار داخل دولة الاحتلال.


كل هذه "الدلائل" على ما يبدو دفعت لحدوث تحول في "لغة" المسئولين الإسرائيليين" والأمريكان وهم الأوصياء على إسرائيل.


حيث زعم وزير الحرب في حكومة الاحتلال يوآف جالانت، منذ يومين، أن الشؤون المدنية في قطاع غزة سيديرها فلسطينيون من غير أعداء تل أبيب، وستسيطر عليه إسرائيل أمنيا، مشيرا إلى تشكيل قوة عمل متعددة الجنسيات بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية ودول أوروبية وعربية تتولى إعادة تأهيل غزة
وقال في تصريحات نقلتها إذاعة جيش الاحتلال، أن تل أبيب ستحافظ على حرية العمل العسكري في قطاع غزة دون قيود.


في نفس السياق قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الابيض، جون كيربي، الأربعاء الماضي، إن الولايات المتحدة تشك في قدرة إسرائيل على القضاء بشكل كامل على حركة حماس الفلسطينية، لكنها واثقة من قدرتها على القضاء على التهديد من جانبها.


وأضاف كيربي، في إفادة صحفية: "هل يمكن تدمير أيديولوجية؟ لا.. هل يمكن تدمير حركة؟ ربما لا.. ولكن هل من الممكن القضاء على التهديد الذي تشكله حماس على الشعب الإسرائيلي ؟.. بالتأكيد".


وأوضح المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الابيض، أنه وفقا للتقديرات الأمريكية فإن إسرائيل قادرة على تحقيق هدفها من خلال العمل العسكري.


في هذا السياق أكد هاني سليمان مدير المركز العربي للبحوث والدراسات أن مسألة قرب انتهاء الحرب هى عملية مشكوك فيها، بصرف النظر عن وجود العديد من المؤشرات.


وأضاف خلال حديثه لـ «الأخبار المسائي» أن عنصر الوقت ربما ليس في صالح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على اعتبار وجود ضغوط من الداخل الاسرائيلي، كما أن الجرائم بات يعلمها العالم وهذا ليس في صالح الدولة العبرية، وبالطبع هذا لا يعني خسارة نتنياهو الآن وإنما هو أمر واقع.

فهناك كم من الخسائر على المستوى الإعلامي ومستوى الصورة، وخاصة المظلومية التي كانت تروجها إسرائيل والترويج لكونها الدولة الأكثر أمناً واستقراراً، وهجرة اليهود، فهذه الحرب ستكلف تل أبيب ضريبة كبيرة جداً.


وقال سليمان أن العملية العسكرية الاسرائيلية غير واضحة وغير محددة المعالم وهناك شكوك حول الأهداف المعلنة والخفية، وحتى المعلن لم يحقق منه شىء.


بالإضافة لذلك، هناك صراع مؤسسات بالداخل الإسرائيلي ومحاولة من نتنياهو لتحميل بعض المؤسسات نتيجة ما حدث في السابع من أكتوبر الماضي.


وشدد سليمان أنه من المؤكد بأن المشهد معقد، برغم وجود إدارة جو بايدن في موقف حرج، لكن الإدارة الأمريكية قالت لاسرائيل عليكم أن تنتهوا من ذلك سريعاً.


ومصر بدورها تحاول الوصول لحل مشترك وأرضية مشتركة، وطرحت المبادرة الاخيرة ذات الثلاث محاور، لكن مع اغتيال صالح العاروري ربما تجمد الأمر نوعا ما.


وحذر سليمان من أن إسرائيل مستمرة في القضاء على قطاع غزة، ومسألة تهجير الفلسطينيين حاضرة بالنسبة لها.


وأعاد سليمان التأكيد بأن المشهد في التوقيت الحالي من الصعب فيه الحديث عن انتهاء الحرب، وبالتالي سيكون هناك معطيات أخرى هى من تفرض نهايتها.