الديون والانتخابات الأمريكية والنفط ..تعيد تشكيل الاقتصاد العالمي في 2024

أرشيفية
أرشيفية

ناقش تقرير صحيفة "الجارديان" وضع الاقتصاد العالمي خلال عام 2024، مشيرًا إلى أن نقاطًا ستًّا ستعمل على تشكيل الاقتصاد العالمي. وتتمثل هذه النقاط في توقعات خفض أسعار الفائدة، أسعار النفط، أزمة الديون، التخفيضات الضريبية، الحرب الباردة بين الصين وأمريكا، ونمو الذكاء الاصطناعي.

وأشار التقرير حول أسعار الفائدة، إلى أن الفائدة المرتفعة المتبناة من جميع البنوك المركزية الكبرى في العالم -بخلاف بنك اليابان– كان لها تأثير كبير؛ حيث بدأ التضخم يتراجع في الاقتصادات المتقدمة. لكن، مع التباطؤ الجاري في الولايات المتحدة والركود الذي يمثل تهديدًا في المملكة المتحدة ومنطقة اليورو، يتركز الاهتمام على بدء خفض تكاليف الاقتراض.

وأوضح التقرير، أن أزمة ديون البلدان النامية تتصاعد منذ بداية الوباء؛ حيث تواجه تلك الدول ضغوطًا مزدوجة ناتجة من ضعف النمو وارتفاع أسعار الفائدة. فقد شهدت البلدان التي اقترضت بمعدلات كبيرة بالدولار الأمريكي خلال عام 2010 ارتفاعًا كبيرًا في مدفوعاتها، ووفقًا للبنك الدولي. كما واجه العالم 18 تخلفًا سياديًّا خلال السنوات الثلاث الماضية -أكثر من العقدين الماضيين مجتمعين-.

أيضًا يظهر جانب التخفيضات الضريبية المتوقعة قبل الانتخابات بقوة، حيث إن "جيريمي هانت" وزير المالية البريطاني، سيعمل على خفض ضريبة الدخل، بعد خفض مساهمات التأمين الوطني. وربما يكون "هانت" قادرًا على خفض الضرائب؛ نتيجة استفادة الوضع المالي للحكومة من انخفاض أسعار الفائدة في السوق وتراجع التضخم، مما يقلل مدفوعات فوائد الديون.

وأفاد التقرير حول الحرب الباردة الدائرة بين الولايات المتحدة والصين، أنه من غير المرجح أن تتحسن العلاقات بين الولايات المتحدة والصين، حتى مع احتمالية فوز "ترامب" في الانتخابات الأمريكية. كما أن ضعف توقعات النمو الأمريكي خلال النصف الأول من عام 2024 مع زيادة أسعار الفائدة، يقابله على الجانب الصيني، تراجع في معدلات النمو بعد نهاية الإغلاق الوبائي.

ورغم المشكلات الكبيرة التي تواجهها كل من بكين وواشنطن وتحول تركيزهما على الوضع الاقتصادي الداخلي، فمن المرجح أن تزداد الحرب الباردة بين أكبر اقتصادين في عام 2024. وقد يتعاظم الخطر الأكبر مع الغزو الصيني لتايوان؛ مما يشعل الحرب الباردة.

ويمثل النمو المتزايد للذكاء الاصطناعي أحد المجالات التي تشتد فيها المنافسة بين الولايات المتحدة والصين. حيث يرى الكثيرون أن الذكاء الاصطناعي لديه القدرة على رفع قدرة البلدان الإنتاجية. لكن على الجانب الآخر، تتزايد المخاوف من الآثار المترتبة على الذكاء الاصطناعي، حيث من المحتمل أن تؤدي الآلات الذكية إلى تركيز الثروة والسلطة، وتعطيل أسواق العمل، والتأثير على الانتخابات، وحتى تشكيل تهديد وجودي للبشر.

وبالختام ذكر التقرير، أن ارتفاع أسعار النفط سيكون له تأثير كبير. فقد ارتفع سعر خام برنت من 84.58 دولارًا إلى 94 دولارًا قبل أن يتراجع، وسط آمال في أن تقتصر الحرب على غزة. لكن، في الأسابيع الأخيرة ظهرت مؤشرات على تطور صراع واسع في الشرق الأوسط، كما ظهرت مخاطر تهدد عمليات الملاحة بالبحر الأحمر. لذا، فإن إغلاق مضيق هرمز سيؤدي إلى عجز مقداره 20٪ من الإمدادات العالمية.