رفض مهاجمة الشيخ الشعراوى والتدخل فيما لا يعنيه

زيارة مناحم بيجن لمصر ولقاءه الرئيس السادات يوم عيد ميلاده

ميلاد السادات
ميلاد السادات

في مساء يوم السبت الموافق 19 من نوفمبر1977م، هبطت طائرة الرئيس أنور السادات في مطار بن جوريون  فى إسرائيل وكانت ليلة باردة ومظلمة أيضا، وكان قبلها بعشرة أيام وتحديدا يوم التاسع من نوفمبر من عام 1977 ، فجر السادات قنبلته التاريخية أمام مجلس الشعب ، عندما قال في خطابه في ذلك اليوم إنه مستعد للسير حتى نهاية العالم وحتي الكنيست ذاته من أجل السلام، ومن أجل توفير دم جندي مصري واحد!

وقبل هذه الزيارة بثلاثة ايام، اعلن رئيس اركان الجيش الاسرائيلي مردخاي جور، عن رفع حالة الطوارئ الى الدرجة القصوى، بعد ان سيطر عليه هاجس خطير عن احتمال وجود خدعة قاتلة في هذه الزيارة، فقد تهبط الطائرة الرئاسية المصرية في مطار بن جوريون، وبدلا من ان يطل منها السادات، يخرج اعضاء فرقة كوماندوز مصرية فيفتحون النار على كل الحاضرين لاستقبال السادات، فيجهزون على كل القيادات الاسرائيلية، التي كان من الطبيعي حضورها تلك اللحظة التاريخية ، لكن الطائرة المصرية هبطت في مطار بن جوريون، ولم يكن بها سوى الرئيس انور السادات بنفسه، ليكتب اول شهادة ميلاد رسمية لاسرائيل.

السادا وبيجن فى حديث خاص

ثم تبعتها  زيارة مناحم بيجن لمصر فى 25 ديسمبر من عام 1977 ، وكان في نفس هذا التاريخ هو يوم ميلاد ارئيس السادات ، وكانت زيارة بيجن مجرد حلقة في مسلسل طويل من المفاوضات المصرية الإسرائيلية برعاية أمريكية من أجل التوصل إلى معاهدة سلام بين البلدين ، وقد حصل السادات وبيجين بسببها على جائزة نوبل للسلام.

وخلال اللقاءات التي أجراها السادات خلال زيارته إلى القدس المحتلة، دار حوار بينه وبين بيجين ، حيث كان السادات يجلس بين رئيسة الوزراء جولدا مائير وقتها

 ورئيس حزب الليكود مناحم بيجن، حيث كان السادات دائمًا ما كان يصف جولدامائير بالعجوز عند الحديث عنها ، وفي حوار جمع بيجن والسادات، قال بيجن: "أعتقد أننا يجب أن نضع الاساسيات هنا في القدس، الليلة أو غدا، لمباحثات صريحة وجدية لكل المشاكل العالقة، وإذا كان الرئيس (السادات) جرئيا، ليدعوني إلى القاهرة، سنكمل فيما بعد".

بيجين والسادات فى القاهرة

ليقاطعه السادات قائلاً: "الحقيقة أنا أخطط لأدعوه إلى سيناء" ليشكره بيجن على الدعوة قبل أن يتدارك كم هي مذلة له ولإسرائيل ويقول: "شكرًا سيدي.. إلى أين"، ليؤكد السادات: "سيناء".

في أحد الأيام، فوجئ الكاتب الراحل أنيس منصور باستدعاء الرئيس الراحل أنور السادات له ليبلغه عن أمر يخص الإمام الراحل “الشعراوي”، حيث كان الرئيس السادات تلقى خطابا من مناحم بيجين، رئيس وزراء إسرائيل حينها، والذي تضمن شكوى من الشيخ محمد متولي الشعراوي، مدعيًا أن الشيخ الشعراوي يهاجم اليهود ليلا ونهارا بدون مناسبة وخاصة في آخر حلقتين من برنامجه.

ومن المواقف والسيجال الدائر بين السادات وبيجين ، تلك التى طلب منه فيها بيجين أن يوقف برنامج خواطر إيمانية مدعيا أنه يهاجم اليهود وكلف السادات الكاتب أنيس منصور بمتابعة الأمر، ولكنه لم يجد شيئا، مما نقله “بيجين”، مشيرا إلى أن الشيخ الشعراوي كان أحد الخبراء في البلاغة القرآنية، وكان يمتاز بقدرته على تحليل المعاني الإلهية في القرآن الكريم، والتي تناولت الأديان الأخرى ، ، وهو ما جعل الرئيس السادات يشعر بالغضب، كونه رأى أن “بيجين” يحاول التدخل فيما لا يعنيه.

وكلف الرئيس السادات أنيس منصور بالسفر إلى إسرائيل، ليوجه رسالة إلى “بيجين” على لسانه، قائلاً: “قل لبيجين على لساني إذا لم يكف عن الإدعاء بأن محمد متولي الشعراوي يهاجم اليهود وليس الصهاينة، فإنه سينشر خطبة وزير التعليم الإسرائيلي على جميع القنوات في مصر والعالم العربي على أوسع نطاق، ويوقظ الكراهية النائمة عند ملايين المسلمين” ، حيث أن وزير التعليم الإسرائيلي قال في خطبة له موجها كلامه الى القيادة المصرية قائلا : “لن يتحقق السلام بيننا إلا إذا حذفتم بعض آيات من القرآن الكريم”.

وعلى الفور، أرسل أنيس منصور رسالة الرئيس السادات لرئيس الوزراء الإسرائيلي مناحم بيجين، مؤكدًا أنه قدم الرسالة لـ”بيجين”، ومنذ ذلك قرر أن يكف عن مهاجمة الشيخ الشعراوي، استطاع أن يخرس وزير التعليم في إسرائيل.

وفى مقابلة تلفزيونية تجمع الرئيس السادات بمناحم بيجن، أجرتها المذيعة باربرا والترز عام 1977 ، تحدث السادات خلال لقائه مع باربرا عن اتفاقية السلام مع مصر واسرائيل، قائلا: “أنا أؤيد السلام الكامل، ولكن ليس تفسير السلام الكامل لإسرائيل.. تعريفي للسلام هو هذا (دعونا ننهي حالة الحرب هذه)”.

كما أكد السادات أيضا خلال المقابلة، أنه يريد السلام مع إسرائيل بشرطين، الأول أن تعيد إسرائيل الأراضي التي احتلتها منذ العام 1967، والشرط الثاني هو تأسيس الدولة الفلسطينية الشرعية.

ترشيحاتنا