تصاعد دلائل الإبادة الجماعية الإسرائيلية والتطهير العرقي للفلسطينيين بغزة والضفة

صورة موضوعية
صورة موضوعية

 

 

في تقرير بموقع ريسبونسبل ستيت كرافت، ذكر بيلار بول الباحث في جامعة جورج تاون، أن ادعاءات إسرائيل بتبرير العملية العسكرية لتدمير حماس في منطقة يقطنها أكثر من 2 مليون ونصف فلسطيني ، لا ينبغي أن تؤخذ على محمل الجد بأي حال من الأحوال. 

وقال أنه ، لا يمكن تدمير حركة حماس بالقنابل والغزو البري، وحتى لو أمكن ذلك، فإن العملية تؤدي إلى تفاقم أمن المدنيين الإسرائيليين في المستقبل، ولا تعززه.

وأشار إلي تزايد الأدلة بأن إسرائيل متورطة في ما لا يقل عن شهرين من التطهير العرقي للفلسطينيين الذين يعيشون في قطاع غزة.

 

 لاسيما مع الحجم الهائل والطبيعة العشوائية للهجمات العسكرية الإسرائيلية، إذ تسوية أحياء بأكملها بالأرض وإيقاع خسائر في صفوف المدنيين تفوق كثيراً أي خسائر عسكرية، مع عدم وجود أدلة تذكر على أي نتيجة إيجابية غير الاستيلاء على بعض الأنفاق الفارغة وعرضها، لا يمكن وصفها بأنها عملية تركز بشكل حاد على تدمير حماس.

 

 ويزعم المسؤولون الإسرائيليون أن عمليتهم في غزة أدت حتى الآن إلى مقتل 5000 من مقاتلي حماس وهو رقم باعتراف المسؤولون لديهم بأن هذا تقدير مبتذل، وليس لدى العالم الخارجي أي وسيلة لمعرفة ما إذا كان هذا التقدير قريبًا من الصحة أم لا. 

 

ولكن مع افتراض صحة الأرقام ، ووفقاً لتقديرات الجيش الإسرائيلي نفسه، بلغ عدد الجناح العسكري لحماس نحو 30 ألف مقاتل في بداية هذه الحرب، ما يعني أنه لا يزال هناك 25 ألف مقاتل لم يتم القضاء عليهم بعد. 

 

وأشار ، أن أحدث التقديرات للعدد المتزايد بسرعة لإجمالي الضحايا الفلسطينيين جراء الحرب حتى الآن إلى بلغ أكثر من 16 ألف قتيل، من بينهم أكثر من 5000 طفل.

 

ومع تزايد التطهير العرقي في الضفة الغربية وقطاع غزة النشاط الوحشي المتزايد لجيش الدفاع الإسرائيلي، والخطاب الإسرائيلي الرسمي، والعنف الذي يقوده المستوطنون، يزيد من صعوبة إنكار سياسة تهدف إلى طرد الفلسطينيين.

 

 وبالوتيرة الحالية، وفي ظل الأساليب التي تتبعها إسرائيل، فإن إتمام المهمة المفترضة المتمثلة في تدمير الجناح العسكري لحماس سوف يترتب عليه مقتل ما يقرب من 100 ألف فلسطيني، بما في ذلك أكثر من 30 ألف طفل. 

 

وهذا لا يشمل الأضرار الناجمة عن ملاحقة إسرائيل لبقية أعضاء حماس إلى جانب جناحها العسكري، بما في ذلك القيادة العليا التي تعهدت إسرائيل بقتلها، فضلاً عن الإدارة المدنية التي تديرها حماس في قطاع غزة، والتي تعهدت إسرائيل بقتلها. 

 

هذا غير أنها لا تعتبر أن معدل الخسائر في صفوف المدنيين بسبب العمليات العسكرية الإسرائيلية التي تتصاعد حاليا في الجزء الجنوبي من القطاع - المكتظ الآن بأولئك الذين فروا من الشمال - من المرجح أن يكون مرتفعا على الأقل مقارنة بالعمليات السابقة في الشمال. 

كما يشيرون بقوة إلى أنه بالإضافة إلى القضاء على حماس، فإن قتل المدنيين ودفع أكبر عدد ممكن من الفلسطينيين إلى الخروج من غزة هو هدف إسرائيلي، وإن ادعاء الجيش الإسرائيلي بأنه استخدم التحذيرات لمحاولة تقليل الخسائر في صفوف المدنيين لم يعد أكثر من مجرد مزحة قاسية. 

 

إن إسرائيل لا تكلف نفسها عناء استخدام ممارساتها السابقة المتمثلة في "الطرق على السطح" المتمثلة في استخدام ذخيرة صغيرة لتحذير شاغلي المبنى من أنه على وشك التدمير - كما لو كان من المقبول قصف منزل شخص ما طالما أنه كذلك. أُبلغ قبل دقائق قليلة أنه سيتم قصفه. 

 

ومزيد من الأدلة على أهداف إسرائيل في غزة تأتي من الأحداث المتزامنة في الضفة الغربية، وعلى مدى الشهرين الماضيين، استخدم المستوطنون الإسرائيليون هناك، الذين يتصرفون إلى حد كبير بموافقة السلطات الإسرائيلية، العنف والترهيب لطرد السكان الفلسطينيين القدامى من قراهم. 

 

وهناك خطاب القادة السياسيين الإسرائيليين، الذي وصفه بعض المراقبين بالإبادة الجماعية مثل، قول وزير الدفاع يوآف غالانت: “سوف نزيل كل شيء”. في هذه الأثناء، قال نائب رئيس الكنيست نسيم فاتوري عن الفلسطينيين في غزة: "اطردوهم جميعاً"، في حين قال وزير الزراعة آفي ديختر: "نحن الآن ننشر نكبة غزة"، واقترح وزير التراث أماشاي إلياهو أن تفكر إسرائيل في إسقاط سلاح نووي على غزة. 

 

يضاف إلى كل هذا دليل على وجود تخطيط داخل الحكومة الإسرائيلية خلال أكتوبر الماضي، عن اقتراح من وزارة المخابرات بنقل جميع سكان قطاع غزة إلى شبه جزيرة سيناء المصرية، ليتم إيواؤهم أولاً في خيام ثم في مدن مبنية بشكل دائم. 

 

ولم يوضح هذا الاقتراح كيف ستتغلب إسرائيل على معارضة مصر القوية لأي عملية نقل للسكان على هذا النحو، لكن تقارير أخرى أكدت أن القادة والدبلوماسيين الإسرائيليين كانوا يقترحون بهدوء على الحكومات الأخرى نقل عدة مئات الآلاف من سكان غزة إلى مصر. 

 

وزعم الإسرائيليون أن هذا سيكون تحركًا مؤقتًا طوال مدة الحرب الحالية، لكن محاوريهم رفضوا الفكرة نظرًا لاحتمال أن يصبح مثل هذا التهجير، مثل عمليات التهجير السابقة للفلسطينيين، دائمًا.  

 

وتطرق الكاتب ، إلي تقرير نشرته صحيفة "يسرائيل هيوم" الإسرائيلية ، أن اقتراحاً قد تم طرحه بهدوء مع أعضاء الكونجرس الأمريكي يقضي بنقل مليوني من سكان غزة إلي مصر و العراق وتركيا واليمن. 

من خلال استخدام الولايات المتحدة المساعدات كورقة ضغط، وذلك وفقا للكاتب.

 

ويبدو الأمر على نحو متزايد وكأن إسرائيل تحاول إخراج الفلسطينيين أنفسهم من المعادلة من خلال الموت والتهجير، إن الاستراتيجية الواضحة التي تتبناها إسرائيل ليس من المرجح أن تحقق السلام للإسرائيليين أو لأي شخص آخر مقارنة بمناوراتها السابقة، ما دام هناك منفيون غير راضين.

 

 وقد أظهرت إدارة بايدن بعض العلامات على إدراك ما يجري، حيث صرحت نائب الرئيس الأمريكي كامالا هاريس، متحدثًا في اجتماع المناخ في دبي، أنه “لن تسمح الولايات المتحدة تحت أي ظرف من الظروف بالترحيل القسري للفلسطينيين من غزة أو الضفة الغربية”.

 

 وبدأت الولايات المتحدة في فرض حظر على منح تأشيرات الدخول للمستوطنين الإسرائيليين المتهمين بارتكاب أعمال عنف في الضفة الغربية، لكن هذه العلامات لا ترقى إلى مستوى فصل واشنطن بشكل كامل عن السياسات والممارسات البغيضة، وهو الانفصال الضروري لتجنيب الولايات المتحدة المزيد من الازدراء الدولي الذي تعرضت له بالفعل من خلال ارتباطها بالسلوك الإسرائيلي.