خبير آثار يرصد معالم مسجد الحسين بعد تطويره فى عهد الرئيس السيسى

ارشيفية
ارشيفية

ارتبط المسجد الحسينى ومشهده بالقاهرة بروحانيات المصريين وليالى شهر رمضان الكريم .. وهو المسجد الذى شهد على حقب تاريخية هامة فى تاريخ مصر، وقد قام المهندس فاروق شرف خبير الترميم الدولى بإعداد دراسة تاريخية معمارية عن معالم المسجد بحكم مشاركته فى أعمال ترميم سابقة.
يشير المهندس فاروق شرف إلى إنشاء المسجد فى العصر الفاطمي 549 هـ – 1154 م تحت إشراف الوزير الصالح طلائع بن روزيق أحد القادة الفاطميين فى فترة منتصف القرن السادس الهجرى فى عهد الخليفة الفاطمى الظافر بأمر الله .. والمشهد هو المكان الذى يدفن فيه الشهيد.
وأضيفت على المسجد توسعات في العصر الأيوبي، حيث أنشأ أبو القاسم بن يحيى بن ناصر السكري المعروف بالزرزور، منارة على باب المشهد سنة 634هـ، 1236م، تعلو الباب الأخضر، وقد تَهَدَّمَ معظمها، ولم يبقَ منها إلا القاعدة المربعة، وعليها لوحتان تأسيسيتان (وقد جددت وهي الموجودة الآن).
احترق هذا المشهد في عهد الملك الصالح نجم الدين أيوب سنة 640هـ، 1242م، وقام بترميمه بعد هذا الحريق القاضي الفاضل عبد الرحيم البيساني، ووسَّعَهُ وألحق به ساقية وميضأة، ووقف عليه أراضي خارج الحسينية قرب الخندق، ( تقول بعض أبحاث المؤرخين: إن الذي أحرق المشهد هم اليهود بمصر).
ويلقى خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو المجلس الأعلى للثقافة لجنة التاريخ والآثار، رئيس حملة الدفاع عن الحضارة المصرية الضوء على هذه الدراسة موضحًا أن العصر المملوكى شهد توسعات الملك الناصر محمد بن قلاوون ببناء إيوانان وبيوت للفقهاء العلوية حتَّى جاء الأمير (عبد الرحمن كتخدا)، فقام بإصلاحات كثيرة؛ ففي سنة 1175هـ ، 1761م أعاد بناء المسجد، وعمل به صهريجًا وأضاف إليه إيوانين، كما جدد المشهد والقبة المقامة على الضريح وزينت هذه القبة من الداخل بالنقوش الملونة التى يتخللها التذهيب كما رتَّب للقائمين عليه مرتبات كثيرة ظلَّ معمولًا بها حتى سنة 1206هـ، 1792م.
فى العصر العثماني 1863م أمر السلطان سليمان خان ( ثانى من حمل لقب أمير المؤمنين من آل عثمان) بالتوسعة نظرًا للإزدحام فى المريدين .. أمّا فى عهد الخديو إسماعيل فكانت التوسعة والتجديد والترميم وكان ذلك بدون المأذنة والتى تم إكتمالها بعد خمس سنوات.


أمر الخديوي إسماعيل بعمارته وتشييده على أتم وأحسن نظام، وقد استغرقت هذه العملية بإشراف راتب باشا عشر سنوات؛ إذ تمت سنة (1290هـ)، وفي سنة 1939م أمر الملك فاروق الأول بإصلاح أرضية القبة وفرشها بالرخام.


أمَّا في عهد ثورة 23 يوليو سنة 1952م فقد عنيت عناية خاصة بتجديد مسجد الحسين، وزيادة مساحته وفرشه وإضاءته، حتى يتسع لزائريه والمصلين به، وقد بدأت هَذِهِ التجديدات سنة 1959م، وتمت سنة 1963م، فقد زادت المساحة من 1500 م2 إلى 3340م2.


تم توسيع ساحة الصلاة حتى بلغت 3340م2 وإنشاء مبنى إداري للمشهد والجامع، وأيضًا مكتبة في الجهة الشرقية على امتداد القبة ومصلى للسيدات، وفي السنوات الأولى من ثمانينيات القرن العشرين قامت هيئة الآثار المصرية بإجراء أعمال ترميم وتجديد للمشهد الشريف والجامع الحسيني، وهو التجديد الذي تم فيه تغيير قبة المشهد التي ترجع إلى أعمال الأمير عبدالرحمن كتخدا التي أجراها بالمشهد سنة 1761م.

وأقامت وزارة الأوقاف واجهة جديدة تتقدم الواجهة القديمة بحيث تَلِيقُ بمنزلة صاحب المقام، وجعلت طول هذه الواجهة (45 مترًا) وعرضها (8أمتار)، ورُوعِيَ في الواجهة الجديدة أن تكون أقصرَ من القديمة.


ويضيف الدكتور ريحان بأنه بناءً على توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى فى مارس 2022م بضرورة تطوير أضرحة ومساجد آل البيت وملحقاتها والساحات أمامها على أعلى مستوى تم تطوير مسجد سيدنا الحسين رضى الله عنه.


والمسجد من الخارج، طوله 58.5 مترًا وعرضه 12.5 مترًا، مبني بالحجر الأحمر على الطراز الغوطي .. أما منارته فقد بنيت على نمط المآذن العثمانية فهي اسطوانية الشكل .. ولها دورتان وتنتهي بمخروط وطول المأذنة 70 مترًا.


وللمسجد ثلاثة أبواب من الرخام الأبيض الكارارا من الجهة الغربية ( تقع على خان الخليلى ) وباب من الجهة القبلية ( أمام الساحة وبجوار المأذنة ) ويسمى الباب الأخضر.. وباب من الجهة البحرية يؤدي إلى صحن به مكان الوضوء وبابان من الناحية الشرقية أولهما يسمى الباب الأخضر بجوار المأذنة الفاطمية الأثرية المسجلة والباب الآخر يؤدى إلى بيت الصلاة.


ويشتمل المسجد من الداخل على خمسة صفوف من العقود المحمولة على أعمدة رخامية عملاقة من الرخام التركى الأبيض المجزع بخطوط رمادية غير منتظمة ثم محراب المسجد، ويجاور المنبر الخشبى بابان يؤديان إلى القبة ( المشهد ) وثالث يؤدي إلى حجرة المخلفات النبوية التي بنيت عام 1311.


وينوه الدكتور ريحان من خلال الدراسة إلى الغرفة الشريفة وكيف وصلت مقتنياتها إلى مصر، فقد كانت عند بنى إبراهيم بالمدينة المنورة ثم اشتراها في القرن السابع الهجرى أحد بني حنا الوزراء ونقلها إلى مصر وبنى لها رباطًا على النيل عرف برباط الآثار، وهو المعروف الآن بجامع أثر النبي، بنو حنا من الأسر العريقة في الإسلام، واسم جدهم حِنَّا بكسر الحاء المهملة وفتح النون المشددة ، 


ولما تولى على مصر الخديو عباس حلمي باشا سنة ١٣٠٩هـ، رأى أن ينشىء للآثار حجرة خاصة فتم إنشاؤها سنة ١٣١١هـ وراء الحائط الشرقي للمسجد الحسيني والحائط الجنوبي لقبة المشهد، وجعل لها بابان، باب إلى المسجد وآخر إلى القبة، وجعلت خزانة الآثار بحائطها الجنوبي، وهي باقية فيها إلى اليوم .


وتضم الحجرة النبوية 


1- قطعة من قميصه الشريف عبارة عن ثلاثة قطع من النسيج وهى من القطن المصري .. أهدته إليه زوجته السيدة ( ماريا القبطية ) .


2- قطعة من بقايا عصا ويقال أنها العصا التى دخل بها مكة (صلى الله عليه وسلم) وكان يشير بها إلى الأصنام فيتم تحطيمها .. وقد تبين من الفحص أنها من خشب 

( الشحوط ) وهو نوع من خشب الأرز الذى كان ينمو على جبال بلاد الشام 3- 


4- سيف الرسول صلى الله عليه وسلم ويقال أنه سيف العضب ومعنى العضب أى الحاد والذى أهداه للنبى الصحابى سعد بن عبادة وذلك فى غزوة أحد.


5- ي عدد أربعة شعرات من دقن وشعر الرأس وهى بطول من ٧ : ١٠ سم وهذه الشعرات مثبتة فى قطعة من الشمع وموضوعة داخل صندوق من الفضة الخالصة.


6- مصحف سيدنا على بن أبى طالب كرم الله وجهه ويتكون من ٥٠٤ من الصفحات الورقية المكتوبة بمداد يميل الى السواد أما الخط فهو گوفى بسيط نقطت حروفه بنقط حمراء.


  7- المكحلة والمرود فقد كان المصطفى صلى الله عليه وسلم يكتحل بهما عند النوم وكان الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) يستخدم الأثمد المفيد لعلاج ضعف البصر وإلتهاب العين فهو يقتل الجراثيم وينبت الرموش ويعمل على إلتئام الجروح.


وهذه الآثار قد حفظت جميعها فى أربعة صناديق من الفضة ملفوفة فى قطع من الحرير الأطلسى الأخضر الموشى بخيوط من الذهب والفضة.


وأخيرآ يوجد بالغرفة مصحف سيدنا عثمان بن عفان رضى الله عنه وهو من جلد غزال والذى يزن 80 كيلوجرام وإرتفاعه 40سم وعدد صفحاته 1087 ومساحة الصفحة ٥٠ سم فى ٧٠ سم والصفحة 12 سطر كتبت بحبر دم الغزال وقيل المسك وبخط مكي يعود إلى القرن الهجري الاول, .. أما حروفه فليست منقوطة أو مطموسة و هناك فواصل بين السور وهي عبارة عن رسومات نباتية متعددة الألوان.

ترشيحاتنا