دفعت الحرب الدائرة في غزة، العديد من المطالبات العربية والدولية بوقف إطلاق النار ، وتأسيس الدولة الفلسطينية بالعودة إلي حدود 67، استنادا إلي القرار الأممي رقم 242 لعام 1967 ، ما أثار التساؤلات حول ماهية هذا القرار؟
في أعقاب نكسة 1967 والتي أسفرت عن هزيمة الجيوش العربية واحتلال العدو الصهيوني لكل فلسطين ومناطق عربية جديدة منها سيناء وقطاع غزة الذي كان يقع تحت الإدارة المصرية، والضفة الغربية التي تديرها المملكة الأردنية، ومرتفعات الجولان بسوريا.
شد وجذب
ما دعي مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، إصدار القرار رقم" 242" في 22 فبراير لعام 67، وتضمنت الفقرة أ " انسحاب الجيش الإسرائيلي من الأراضي التي احتلت في النزاع الأخير" .
ونصت الفقرة باللغات الفرنسية والإسبانية والروسية والصينية: الأراضي ، أما النص باللغة الانجليزية " أراضي" دون "أل التعريف"، إذ تعد النسخة الانجليزية والفرنسية هما النسختان المعتمدتان في مجلس الأمن.
وجاءت الفقرة "ب" متضمنة الاعتراف بإسرائيل ونصت علي : " إنهاء جميع ادعاءات أو حالات الحرب، واحترام سيادة ووحدة أراضي كل دولة في المنطقة والاعتراف بذلك، وكذلك استقلالها السياسي وحقها في العيش بسلام ضمن حدود آمنة ومعترف بها، حرة من التهديد بالقوة أو استعمالها".
"أل" التعريف و النسخة الانجليزية و الفرنسية
ومن هنا جاء الخلاف علي نص القرار، في تركيز الدول العربية والمحايدة على النقطة" أ" والاعتراف بالنسخة الفرنسية ، متمسكين بها في أنها النسخة المفهومة والمنطقية لقرار مجلس الأمن وهو ما أعلنه ممثلي فرنسا والاتحاد السوفيتي والهند وغيرها، كما طالبوا دولة الاحتلال بالانسحاب من المناطق التي احتلتها.
فيما ركز الاحتلال الإسرائيلي وحلفاؤه علي النقطة "ب" في الاعتراف بالدولة الإسرائيلية وحدودها، وركز على كلمة "أراض" والتي ذكرت في النسخة الانجليزية، كما لم يعد بالانسحاب من كل الأراضي التي احتلها، ليظل القرار بعد مرور 56 عام أسير الأدراج.
ويعد هذا القرار منذ صدوره صلب كل المفاوضات والمساعي الدولية العربية لإيجاد حل للصراع العربي الإسرائيلي والكثير من القرارات التي أتت بعده تذكره حتي وقتنا الحالي.
بداية الصراع العربي الإسرائيلي
ويرجع تاريخ الصراع العربى الإسرائيلى إلي أواخر عام 1947، وتحديدا في 29 نوفمبر بإصدار الأمم المتحدة القرار رقم 181 بحل الدولتين الفلسطينية واليهودية وإنهاء الانتداب البريطانى، ووضع القدس كمنطقة دولية وهو الأمر الذى رفضه العرب، وبدأ حينها الصراع العربي الإسرائيلي بالحرب من شهر مايو 1947 إلي مارس 1948.
وخلال الحرب الدائرة ، غير الاحتلال هوية الفلسطينيين الذين رفضوا ترك منازلهم ، ولم يعد أمامهم سوي الانصياع لقوانين الكيان الصهيوني وعرفوا فيما بعد ب" عرب 48".
ثم تطور الصراع بالعدوان الثلاثي في 1956 ، وبعدها نكسة 1967 وحرب 73 ثم حرب لبنان 79.
