بعد استخدام «باسم يوسف» لها باقتدار وتصدرها الترند

«خبير آثار» يكشف أشهر الألفاظ التي استخدمها المصري القديم في التعبير عن شعوره

د. أحمد بدران أستاذ الآثار كلية الآثار جامعة القاهرة
د. أحمد بدران أستاذ الآثار كلية الآثار جامعة القاهرة

بعدما تصدر حديث السوشيال ميديا عقب إستخدام الإعلامي باسم يوسف له.. لفظة «غير لائقة» عبر من خلالها بإقتدار عما يريد المواطن المصري والعربي التعبير عنه بدقة لما يحدث على الساحة العالمية والأراضي الفلسطينية على وجه الخصوص.

 

يذكر أن هذا اللفظ يستخدم حاليا بين الشباب للتعبير عن حالة الغضب الشديد والغيظ عما يدور من ظلم في الأراضي الفلسطينية بحق الشعب الفلسطيني المظلوم.. ولإستنكار تصريحات أو أخبار غير منطقية وغير معقولة.

 

المفاجأة أن هذا اللفظ الذي تناولته وسائل إعلام غربية ثبت أن المصريين القدماء هم أول من استخدموه وإليكم التفاصيل..

 

يؤكد الدكتور د. أحمد بدران أستاذ الآثار المصرية بكلية الآثار جامعة القاهرة أن الكلمات العامية «إحيه» أو كما تقولها العامة الآن والمنتشرة على السوشيال ميديا فهى كلمة عبر بها المصري القديم عن الحزن والألم وشدة الحسرة والضيق والإعتراض القوي.. والتعبير عن الرأي.

 

أيضا لفظ «يمأأ» من «يمأأ عينيه» من «مآه» بمعنى يدقق أو ينظر بتمعن فهى مأخوذة من مأأه باللغة المصرية القديمة أو لفظ «فط» بمعنى «قفز» وهى مأخوذة من «فتفت» وكلمة «بطبط» أى جلس عليه أو ضغط عليه وهى من «بتبت» وكلمة «كركر»  و«كحكح» من كح و«همهم» و«لملم» كلها منأخوذة من ألفاظ مصرية قديمة صرف.

ويشير د. أحمد بدران إلى أن الشعب المصري لا يزال بروحه وأفكاره وسلوكياته يحافظ عليها الإرث الذي أخذه عن أجداده سواء في المأكل والمشرب والملبس وفي كلماته حافظ عليها.

 

ويضيف أستاذ الآثار المصرية أنه في إطار الربط ما بين الأصالة والمعاصرة ما بين القديم والحديث وما بين المتوارث في لغتنا العربية من اللغة المصرية القديمة لغة الأجداد يوجد الكثير من المفردات والكلمات المتداولة حتى الآن سواء في الفصحى أو اللغة أو اللهجة الدارجة العامية تؤكد على تواصل الخط الزمني ما بين الأحفاد وما بين الأجداد وما بين المصري الحديث والمصري القديم مشيرا إلى أن العادات بصفة عامة نجد أن المصري مازال يحتفظ في كثير من الأمور بأصوله وجذوره وهويته في عاداته مثل عادة السبوع بعد الولادة وعادة الأربعين عند الوفاة وعادة الأكل على الأرض أو على الطبلية وحب العيش عند المصري القديم فالعيش كان طعام رئيسي حتى أن الخبز كان يقدم قرابين للمعبودات والمصري الوحيد هو الذي أطلق عليه عيش لأ العيش هو الحياة.

كما أن المصري القديم كان يرتدي الملابس البيضاء في كل مناسباته والآن حتى في أيام الجمعة المصلين يرتدون الجلاليب البيضاء.

ويلفت د. أحمد بدران أن كثير من العادات التي نحتفظ بها كالخروج للمتنزهات والجلوس على نهر النيل والإرتباط بالنيل والأرض وحب البلد كل ذلك مأخوذ من الحضارة المصرية القديمة كما أن المصري القديم ارتبط ببيئته وبموطنة.

أما حول المفردات فيشير د. بدران إلى أن العديد من أسماء الأماكن الجغرافية في مصر لا تزال تحتفظ بمسمياتها المتوارثة من مصر القديمة كأبوصير في سقارة وبني سويف والإسكندرية وكلها مأخوذة من بئر أوزير أو مكان أو مقر عبادة المعبود أوزير أصبحت أبوصير.

كما أن الفيوم وهى محافظة في بداية الصعيد مأخوذة من المسمى المصري القديم «با يم» بمعنى النهر ثم أصبحت الآن الفيوم.. أيضا أسوان من سون لأنها كانت سوق لسلعة العاج.

نفس الأمر في أسماء الشهور مثل شهر «توت» للمعبود «توت» و«جحوتي» رب الحكمة والكتابة والثقافة وشعار جامعة القاهرة.. وشهر «مسرة» الذي يسير كل ترعة عسرة من كلمة مسيرع بمعنى ولادة رع.. وغيرها.

ويشير د. أحمد بدران إلى أن الكثير جدا من الكلمات سواء في الفصحى والعامية وأسماء الأماكن والأشخاص مثل بيومي من «با يم» والنهري مرتبط بالنهر أو إيزيس أو رمسيس كلها مسميات مأخوذة من كلمات وأسماء مصرية قديمة ولها دلالات فالكثير جدا من الكلمات نستخدمها في العصر الحديث وكلها مستمدة وجذورها وأصلها وهويتها ومدلولها ومغزاها من الحضارة المصرية القديمة وحتى اللفظ الذي استخدمه «باسم يوسف» فهو خير مثال على ذلك فهى كلمة يستخدمها القدماء للتعبير عن الألم والحزن والحسرة الشديدة.

ترشيحاتنا