انسحاب محمد سلام من موسم الرياض بين الإشادة والهجوم 

محمد سلام
محمد سلام

 

تأجيلات عدة لفعاليات ثقافية شهدتها الأيام الماضية تضامنا مع طوفان الأقصى الذي يستمر للأسبوع الثالث على التوالي، إلى جانب إلغاء حفلات غنائية ومهرجانات سينمائية وعروض مسرحية، في المقابل استمرت عروضا وبدأت أخرى بعيدا عن المظاهر الاحتفالية، صورة مبهمة لدور الفن في مواجهة الأزمات والكوارث الإنسانية يطرح تساؤلا هاما هل الفن مادة ترفيهية أم تثقيفية؟ وفي محاولة للإجابة عنه تابعت ردود الأفعال عبر وسائل التواصل والإعلام المختلفة، ليتضح أنها نسبية ولا تخضع لمعايير، فقد يتعرض فنانا لهجوم شرس إذا قدم عرضه ثم للإشادة إذا أشار إلى دعمه لفلسطين رمزيا أو من خلال كلمة، ويحظى حدث ثقافي بالإشادة لإدارته التي قررت تأجيله وهجوما من فريق يرفض اعتبار الأحداث الفنية للمتعة والترفيه فقط ويطالبون بعدم التأجيل. 

فمنذ الساعات الأولى لهذا اليوم والإشادات بالفنان محمد سلام لا تنقطع بعد انسحابه من عرض مسرحيته "زواج اصطناعي" في موسم الرياض، فيما اعترض عددا غير قليل على تصرفه واصفينه "غير مهني" لتأخير قراره لأخر يوم قبل سفره إلى الرياض، والموقف الحرج الذي يتعرض له زملاءه والجهة المضيفة، وانضم عدد كبير من الفنانين لقائمة المحتفلين بموقفه واصفين إياه بالنقاء والرجولة.  

واكتسب محمد سلام تأييدا كبيرا لقراره عقب عرض الفيديو الذي صوره ونشره على صفحته الانستجرامية، فقد جاء أداؤه مؤثرا بعيدا عن الافتعال ومعللا لقراره مجيبا على الهجمات التي قد يتعرض لها، كالتأخير في الإعلان ليكون ليلة سفره إلى السعودية وقال أنه انتظر إلغاءا من القائمين على موسم الرياض حتى اللحظات الأخيرة، وأن العرض كوميدي راقص وهو مالا يستطيع فعله وسط الوضع الصعب الذي يعيشه الفلسطينيين، إلا أن قرارا كهذا يضع إدارة المهرجان في حرج وأيضا فريق عمل المسرحية، وقد يدفع ضريبة موقفه في الأيام المقبلة إلا أن الأنسانية طغت على متطلبات الحياة. 

بينما أغلق المطرب تامر عاشور التعليقات على إعلان حفلته القادمة يوم 3 نوفمبر بأبو ظبي ضمن مهرجان الفن الجميل بعد الهجوم الكبير الذي تعرض له، وكان النجم عمرو دياب قد أعلن إلغائه حفلتين كان مقررا إقامتهما خلال الأيام المقبلة كما تبرع لسكان غزة بمبلغ كبير، وسافرت ليلى علوي وحسين فهمي ومدحت العدل إلى الإمارات للمشاركة في تعبئة المساعدات التي سترسل إلى غزة، بينما قدم النجم محمد صبحي أخر عروض مسرحيته "عيلة اتعمل لها بلوك" بمدينة سنبل، مختتما العرض بصور لغزة ودماء الأبرياء والمسجد الأقصى رافعا علم فلسطين مع النجمة وفاء صادق وسط احتفاء كبير من الجمهور. 

وفي وقت سابق أعلنت مهرجانات سينمائية تأجيل فعالياتها التي كان مقررا أنطلاقها خلال شهري أكتوبر ونوفمبر إلى موعد يحدد لاحقا، منها القاهرة والجونة وقرطاج وعنابة، كذلك كان مصير مهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية بينما لم تؤجل حتى اليوم مهرجانات أخرى إقامة فعالياتها، متمسكة بالبعد عن المراسم الاحتفالية لحفلات الافتتاح والختام، وعروض المسرح مستمرة دون انقطاع للتأكيد على أهمية ما يقدمونه، ودور الفنان في المحن والأزمات قد يعادل دور الجندي في المعركة ويتوقف ذلك على جودة ما يقدم. 

 

ترشيحاتنا