الميديا الغربية .. غزو غزة يقود أمريكا إلي كارثة استراتيجية 

جانت من الغزو الاسرائيلي لقطاع غزة
جانت من الغزو الاسرائيلي لقطاع غزة

 

دفعت الحرب الدائرة في غزة العديد من الميديا الغربية، حول تصور السيناريوهات القادمة في محيط غزة.

حيث يري الدكتور مارك لينش، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة جورج واشنطن، في مقال بمجلة فورين أفيرز، 

إن الغزو الوشيك لغزة سوف يشكل كارثة إنسانية وأخلاقية واستراتيجية، فهو لن يضر بشدة بأمن إسرائيل على المدى الطويل ويلحق بالفلسطينيين تكاليف بشرية أو التهجير القسري الجماعي لا يمكن تصورها فحسب، بل سيهدد أيضًا المصالح الأمريكية الأساسية في الشرق الأوسط، وفي أوكرانيا، وفي منافسة واشنطن مع الصين على النظام في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.

 فقط إدارة بايدن - التي أطلقت يد إسرائيل في الدفاع عن نفسها- يمكنها الآن منع إسرائيل من ارتكاب خطأ كارثي. 


ويضيف، بعد أن أظهرت تعاطفها مع إسرائيل، يجب على واشنطن أن تركز على مطالبة حليفتها بالامتثال الكامل لقوانين الحرب.

 ويتعين عليها أن تصر على أن تعمل إسرائيل على إيجاد السبل الكفيلة بنقل المعركة إلى حماس على نحو لا يؤدي إلى القتل الجماعي وتهجير المدنيين الفلسطينيين الأبرياء.

 إن أولئك الذين يحثون إسرائيل على غزو غزة لتحقيق أهداف متطرفة يدفعون حليفتهم إلى كارثة استراتيجية وسياسية، لاسيما مع حرب أوكرانيا  والمعايير الأخلاقية التي تنادي بها الولايات المتحدة وتجاهلها المتعجرف لنفس المعايير في غزة والضفة، سوف تلمسه دول الجنوب العالمي. 

 كما أن خطر انتشار الصراع كبير بشكل مثير للقلق، خاصة في الضفة الغربية ولبنان، ولكنه من المحتمل أن يكون أوسع بكثير.

 فمنذ الغزو الأميركي للعراق لم يكن هناك مثل هذا الوضوح المسبق حول الفشل الذريع المقبل. 


أمامؤسسة بروكينجز فيري مدير مركزها لسياسة الشرق الأوسط، ناتان ساكس، 
أن إسرائيل تقترب من عملية برية بالقطاع، ولكنها ستواجه عوائق بسبب المنطقة الحضرية شديدة الكثافة السكانية، وسط استعدادات من حماس لهذا الاحتمال، من خلال دمج تحصيناته داخل سكانه ، ما يزيد من القيود الإسرائيلية للحفاظ علي الرهائن المحتجزة.

 وفي مثل هذه الظروف، من المرجح أن يكون عدد القتلى بين السكان المدنيين في غزة مرتفعاً للغاية. 


وإذا تمكنت إسرائيل من استعادة السيطرة على قطاع غزة بالكامل والإطاحة بحماس، وهو ما قد لا يكون هدفها النهائي نظراً للتكلفة، فسوف يتبقى لها أيضاً سؤال بلا إجابة: كيف يمكنها أن تحكم قطاع غزة بعد حماس؟ إن استئناف الاحتلال الإسرائيلي من شأنه أن يشكل فرصة لمزيد من إراقة الدماء، كما أن البدائل لحماس غير واضحة.


وأضاف، أن السلطة الفلسطينية في رام الله، التي تدعي أن غزة جزء من أراضيها، سوف تكره أن يُنظر إليها على أنها تسير على خطى الجيش الإسرائيلي، خاصة في ضوء أزمة الشرعية العميقة التي تعاني منها بين سكانها.