«ألفريدو».. عندما تبدع إلهام شاهين

إلهام شاهين في «ألفريدو»
إلهام شاهين في «ألفريدو»

ما لا شك فيه أن النجمة إلهام شاهين هي واحدة من أهم نجمات الفن المصري والعربي على مدار تاريخه، ومن المؤكد أن هذه الأهمية والنجومية الفنية لم تكتسبها من فراغ، فهى موهوبة حتى النخاع، وقدمت أعمالاً فنية مهمة جداً سواء في السينما أو التليفزيون أو حتى المسرح، فمشوارها الفنى مليء بالنجاحات والتألق والإبداع والجهد الفني الذي وصل لأن تكون دورة مهرجان الإسكندرية السينمائى لهذا العام مهداة إلى اسمها، وهذا تقدير كبير جداً لأي فنان، وهى للحقيقة تستحقه وتستحق أكثر من ذلك، لما قدمته من إبداع فني في أعمالها وأدوارها الفنية.

ولكن ما قدمته إلهام شاهين مع «ألفريدو» هو شهادة تألق جديدة وإبداع متطور عما قدمته من قبل، وتشعر وكأنها فى هذا المسلسل تقول نقطة ومن أول السطر، سنبدأ مرحلة فنية جديدة ومختلفة وأكثر تطوراً وإبهاراً وعمقاً عما قدمته من قبل.

فقد قدمت إلهام دور الأم من قبل كمرحلة انتقالية لها من أدوار (الفيديت) -فتاة الشاشة المدللة- ونجحت ونجح انتقالها من مرحلة لأخرى، وبشكل بسيط أقرب إلى السهل الممتنع، ولكن مع «ألفريدو» قدمت دور الأم أو العمة -بمعنى أدق- بشكل أكثر عمقاً وأكثر تجسيداً للمشاعر، تشعر معها أنها وصلت إلى نقطة أكثر ثراءً فى تنوع الأداء والانتقال بسهولة من حالة إلى حالة، كما يقولون (وهى سايبة إيدها)، وهذه السهولة لم تكن بالسهولة التى يتخيلها البعض فهي سهلة على الشاشة صعبة جداً على من يجسدها ليظهرها بهذه السهولة أمام الجمهور الذى يقتنع أن هذه الشخصية الدرامية هى حقيقية من لحم ودم، وينسون معها تماماً أن من أمامهم هى إلهام شاهين، وهذا هو قمة الإبداع بإقناع المشاهد ان من أمامه ليست الممثلة بل هى الشخصية الدرامية ويتعامل معها على أنها هي الحقيقة وليس الخيال.

فقد جسدت الهام شاهين شخصية ثريا العمة التى اصابها الزهايمر ومع كل يوم تتطور الحالة ومع كل تطور يتطور معه توحد الجمهور وتعاطفه معها..فكان يضحك لضحكها ويبكى لبكائها ويحزن لحزنها على نفسها..واحب من احبها واحبته وكره من كرهها..فهل تصدق عزيزى المشاهد ان نسبة لاتقل عن ال50 %  ويمكن اكثر سبب نجاح احمد فهمى فى هذا العمل بسبب حبه لعمته وحب عمته له..فإلهام شاهين طوعت المشاعر الانسانية لتكون فى خدمة الشخصية الدرامية وليس العكس..فأثرت على المشاهد لدرجة انه عاش لحظة موت ثريا وكأنها لحظة موت احدا قريبا له..مشهد موجع حزين لمن يشاهده ممتع مبدع مرهق جدا لمن يؤدية.

وبالطبع هذا النجاح والابداع لايمكن ان يكون الا من خلال قصة ابداع كما تناولها الكبير الراحل د/مصطفى محمود..ورسم لها السيناريو وكتب الحوار المتألق عمرو محمود يس..واخراج عصام نصار الذى نجح فى (بروزة) هذا الكم من المشاعر المختلفة والمتغيرة فى نفس سياق المشهد وان كان يؤخذ عليه بعض الشئ هو كثرة استخدام البج كلوز اب او اللقطات الكبيرة جدا على تفاصيل الوجه وان كان لا يجب لنا ان نتدخل فى وجهة نظره كمخرج ولكن فقط علينا نقل بعض مآخذ المشاهد عليه..وان كان فى المجمل هو نجح فى نقل الصورة المكتوبة على الشاشة بشكل خطف مشاعر الجمهور.

كما أن أحمد فهمى كممثل تراه مع هذا العمل اكثر تطورا واكثر اقناعا للمشاهد فى تجسيد شخصيته الدرامية..حيث جاءت اكثر الاراء عليه انه هنا اصبح ممثلا بجد ليس مجرد مطرب بيحب يمثل فقط..وكذلك امير شاهين..اما عابد عنان فهو ممثل موهوب ومن كثرة ادوار الشر التى يجسدها على الشاشة اصبح رمز للشر فى اى عمل وللأمانة فهو يجسده بإبداع وتمكن اما ندا موسى فهى حاولت فى اداء الدور ولكنها لم تكن مقنعة لدرجة ان هناك من الجمهور ما كان يريد فريد ان يرتبط بمريم التى احبت فريد ولكنه لم يحبها، والتى جسدته إنجى كيوان بنجاح.

وفى النهاية نجح «ألفريدو» بإلهام شاهين، ونجحت إلهام شاهين بـ«ألفريدو» بأن تصبح من أهم النجمات الكبار على الساحة الفنية الآن، إن لم تكن أهمهم على الإطلاق.

ترشيحاتنا