الفصل العنصري بجنوب إفريقيا .. قصة ولا في الخيال

صورة موضوعية
صورة موضوعية

كثيرًا ما سمعنا عن ما يسمي بسياسة الفصل العنصري واستخداماتها غير المشروعة، ولكن ما لا نعرفه أن تلك السياسة استخدمت بطريقة رسمية وممنهجة في جنوب إفريقيا لحماية الأقلية الأوروبية.

  فمنذ عام 1948 حتي 1990 ، فرضت عليها العديد من العقوبات الدولية وأدانتها الأمم المتحدة ولم ترفع إلا في 8 أكتوبر 1993، بعد إقرار القوانين للقضاء عليها. 


خلال ثلاثة قرون ، عانت جنوب إفريقيا من الاستعمار،  حيث استوطنها الهولنديين والألمان و الفرنسيين في القرن ال17 ، حيث عرفوا باسم " البوير" ولاحقا "أفريكان ".

مع حلول القرن التاسع عشر احتلت الإمبراطورية البريطانية جنوب القارة، في حقبة شهدت حروب صعبة بينها وبين السكان الأصليين من ناحية و"البوير" من ناحية أخري.

 ولأول مرة تعرف البلاد سياسة " الأبرتايد  apartheid" ، حيث أدخلها الاستعمار البريطاني بإصدار القوانين في مستعمرة الكاب ومستعمرة ناتال التي يقطنها البيض و الملونون " الآسيويين من الهنود والباكستان" ، ما أسفر عن تنظيم حركة السود المناهضة للاحتلال. 

نالت البلاد استقلالها من الاستعمار البريطاني في عام 1911 ، ولكن رغم استقلالها إلا أنها لازالت حتي الآن ضمن دول الكومنولث ، لتبدأ مرحلة جديدة من سياسة الفصل العنصري الممنهج. 

مع وصول "الحزب الوطني اليميني الأفريكاني الأبيض " إلي الحكم في 1948، بدأ نظام "الأبرتايد" في تطبيقه بصورة رسمية و معلنة ، وكان من أهدافه استمرار حكم العرق الأبيض في جنوب إفريقيا.

الفصل العنصري والتصريح البغيض 

استندت هذه السياسة على مباديء الفصل العنصري بين المستوطنين البيض الحاكمين وبين السكان السود أصحاب الأرض الأصليين، بإصدار القوانين المقيدة لحركة السود ، وعدم التواجد في المناطق التي يقطنها البيض دون تصريح موقع بالمرور،  أما في مستعمرة الكاب وناتال فكان يحظر تواجدهم مع حلول الظلام.


- حظر الزواج بين البيض والسود

- عدم إدارة أي نشاط تجاري أو مهني في المناطق المسماة ب"جنوب أفريقيا البيضاء".

- الفصل في القطارات.
- لم يسمح للسود بالعيش في مناطق البيض أو العمل إلا كخادمين مع وجود تصريح أطلق عليه 

- أما المستشفيات ، للسود فكانت مكتظة بالمرضي لكثرة أعدادهم تارة ولنقص عدد الموظفين بها تارة أخرى، وذلك بالمقارنة مع مستشفيات البيض. 

- عدم نزول الشواطئ المخصصة للبيض.


- ليس لهم الحق في الاقتراع وحصرها في أوطانهم البعيدة.

شجاعة كلارك ونهاية الأبرتايد 

في عام 1990 ترأس الحكومة البيضاء «فردريك دي كلارك» الذي فاجأ العالم بإعلانه أن سياسة الأبرتهايد قد فشلت، وينهي أربع عقود من العنصرية الممنهجة.


 - ألغى جميع قوانين الفصل العنصري، وأطلق سراح نيلسون مانديلا المحكوم عليه بالسجن مدي الحياة.


- نسق كلارك مع مانديلا لإجراء انتخابات حرة يشارك فيها، ولأول مرة، كل الأعراق في البلاد،  فاز حزب «الكونغرس الوطني الأفريقي» بأغلبية ساحقة في الانتخابات التي تمت عام 1994، ليصبح مانديلا أول رئيس اسود يقود البلاد.


إدانات الأمم المتحدة 


- أدانت الجمعية العامة للأمم المتحدة الفصل العنصري بصفة سنوية ، منذ عام 1952 وحتى عام 1990 باعتباره مخالفا لأحكام المادتين 55 و 65 من ميثاق الأمم
المتحدة.

- أدانه مجلس الأمن بشكل منتظم منذ عام 1960 .

-وفي عام 1966 أطلقت الجمعية العامة على نظام الفصل العنصري وصف جريمة ضد الإنسانية.


اقتصاد جنوب إفريقيا


تعتبر دولة جنوب أفريقيا الأكثر تطوراً من الناحية الصناعية في قارة أفريقيا، وتشمل الصناعة مختلف القطاعات من الزراعة للخدمات المالية إلى السياحة بالإضافة إلي الاقتصاد غير الرسمي الكبير .

انضمت لمجموعة البريكس مع روسيا والبرازيل والهند والصين وفي مجموعة العشرين التي تعرف باسم G20،  ورغم أن البلاد تمتلك ثاني أكبر اقتصاد في القارة الإفريقية لكنها لازالت تعاني من أشد حالات التفاوت الطبقي المتوارثة من مرحلة الفصل العنصري.

ترشيحاتنا