سوريا تشيع ضحايا الكلية الحربية وتعلن الحداد.. وإدانة دولية للهجوم الإرهابي

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

شيّعت سوريا، صباح اليوم الجمعة، الدفعة الأولى من ضحايا الهجوم الذي نفذته طائرات مسيرة على الكلية الحربية في مدينة حمص فور انتهاء حفل تخريج ضباط أمس الخميس، مما أوقع عشرات الضحايا من عسكريين وأفراد عائلاتهم.

وكان قد ذكر التليفزيون السوري، أن هجوما إرهابيا بطائرات مسيرة وقع على حفل لتخريج دفعة من ضباط الكلية الحربية في مدينة حمص بوسط البلاد، وتسبب في مقتل 123  شخصا على الأقل ، أكثر من نصفهم من الضباط الخريجين إضافة إلى 14 مدنيا على الأقل، كما  أصيب 150 آخرون  بجروح وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، ، فيما حمّل الجيش السوري "تنظيمات إرهابية" مسؤولية الهجوم. 

وتجمع العشرات من أهالي الضحايا منذ الصباح الباكر أمام المستشفى العسكري في حمص، وسط أجواء من الحزن الشديد والوجوم.

 وأجريت مراسم التشييع على دفعات لقرابة 30 قتيلا من عسكريين ومدنيين بحضور وزير الدفاع  السوري علي محمود. 

ولم تتمكن سيدة ارتدت ثوباً أسود اللون مرقطاً بورود بيضاء وغطت رأسها بوشاح أبيض من تمالك نفسها، وبدت كأنها تهذي من شدة الحزن على مقتل ابنها. وقالت، بينما كان أحد الضباط ينادي على العائلات لمواكبة جثامين أبنائها في سيارات الإسعاف "لا تستقل يا ابني السيارة، لا تذهب يا حبيبي، إبق بقربي، هذا النوم لا يليق بك". وكانت مقاطع فيديو تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي قد أظهرت حالة من الذعر والفوضى أثناء الاستهداف، وضحايا يسقطون أرضا وجرحى يستغيثون.

وأعلنت الحكومة في خطوة نادرة منذ اندلاع النزاع عام 2011 الحداد الرسمي وتنكيس الأعلام لمدة 3 أيام بدءاً من الجمعة، حزناً على ارواح الضحايا. 

ودعت وزارة الأوقاف كافة المساجد في البلاد إلى إقامة صلاة الغائب على أرواح الضحايا.

ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم حتى الان، في حين اتهم الجيش السوري الخميس التنظيمات الإرهابية المسلحة المدعومة من أطراف دولية معروفة بالوقوف خلف الاستهداف عبر مسيّرات تحمل ذخائر متفجرة، وأكد أنه سيردّ بكل قوة وحزم على تلك التنظيمات الإرهابية أينما وجدت. وكثيرا ما تلجأ الفصائل المسلحة المسيطرة على جزء من الأراضي السورية إلى استخدام الطائرات المسيّرة لاستهداف المواقع العسكرية السورية.

ورداً على الهجوم، بدأت القوات الحكومية منذ الخميس قصف مناطق تحت سيطرة هيئة تحرير الشام وفصائل أخرى متحالفة معها في محافظة إدلب وريف حلب الغربي المجاور، وفق ما أفاد المرصد السوري، ما أسفر عن مقتل 15 مدنياً، في حصيلة جديدة.

ونددت وزارة الخارجية  السورية من جهتها بـ"الجريمة النكراء"، مطالبة "الأمم المتحدة ومجلس الأمن بإدانة هذا العمل الإرهابي الجبان". 

ودانت عدّة جهات دولية وحزبية رسمية الهجوم الإرهابي بالطائرات المُسيّرة، على الكلية الحربية في حمص.

واعلنت الخارجية المصرية إدانتها بأشد العبارات في بيان صدر اليوم الهجوم الإرهابي الذي استهدف الكلية العسكرية في حمص وأسفر عن سقوط عشرات الضحايا والمصابين، وتقدمت بصادق تعازيها ومواساتها إلى حكومة وشعب دولة سوريا الشقيقة وأسر الضحايا، داعية أن يتقلبهم الله برحمته ومعربة عن تمنياتها بالشفاء العاجل للمصابين، وجددت موقفها الراسخ الرافض لكافة أشكال العنف والإرهاب وترويع المواطنين داعية المجتمع الدولي لتكثيف الجهود من أجل اجتثاثا الإرهاب من جذوره، وتجفيف منابع دعمه وتمويله. 

ومن جهته أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس عن "قلق بالغ" إزاء الهجوم والقصف الانتقامي من قبل القوات الموالية للحكومة، وأعرب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك في إيجاز صحافي عن أن "الأمين العام يشعر بقلق بالغ" إزاء الهجوم على الكلية العسكرية، مبديا في الوقت ذاته قلقه "من القصف الانتقامي من جانب القوات الموالية للحكومة على مواقع عدة في شمال غرب سوريا". وأكد إدانته بشدة "لجميع أعمال العنف" وحثه "الأطراف كافة على احترام التزاماتها" و"ضرورة حماية المدنيين والبنى التحتية المدنية".

ومن جهته، دان وزير الخارجية الفنزويلي، إيفان خيل، "إدانةً مطلقة" الهجوم الإرهابي آملاً "باستعادة السلام المطلق بسرعة في جميع أنحاء الأراضي السورية".

كما أعلنت وزارة الخارجية اليمنية في صنعاء إدانتها "بأشد العبارات" للهجوم الإرهابي الذي استهدف حفل تخرج ضباط الكلية، مُجدّدةً تأكيد موقف الجمهورية اليمنية الثابت "المناهض للتطرف والإرهاب بكافة أشكاله وصوره"، ومُشيرةً إلى أنّه يُعتبر تهديداً للأمن والسلم الدوليين، ومنافياً لقيم الدين الإسلامي الحنيف.

ونشرت وكالة أنباء الإمارات، أنّ دولة الإمارات تدين الهجوم الإرهابي الذي استهدف الكلية الحربية في حمص.

كما أدانت وزارة الخارجية الإيرانية بشدة الهجوم الإرهابي محمّلةً الداعمين للجماعات الإرهابية مسؤولية هذا الحادث المأساوي. وأجرى وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، اتصالاً هاتفياً بنظيره السوري، فيصل المقداد، مساء الخميس،  أعرب فيه عن إدانة طهران بشدة للحادث الإرهابي المأساوي، مقدماً تعازي إيران له للحادث الذي وقع في الكلية الحربية في مدينة حمص.