معابد ومدن وأديرة.. 

«علماء الآثار» يدعون لتسجيل هذه المواقع على قائمة التراث العالمي باليونسكو| خاص

واحة سيوة
واحة سيوة

دعا عدد من علماء الآثار وعلى رأسهم د. زاهي حواس وزير الآثار الأسبق بإعداد ملفات لعدداً من المواقع الأثرية المصرية لإدراجها وتسجيلها في قائمة مواقع التراث العالمي بمنظمة اليونسكو.. لتضاف جنبا إلى جنب للمواقع الأثرية المسجلة على قائمة اليونسكو بالفعل وحتى تكون على خريطة السياحة العالمية.. فهل هناك ما يمنع من إعداد مكتب العلاقات الخارجية بوزارة السياحة والآثار ملفات لعدد من المواقع الأثرية الأخرى وتقديمها لمنظمة اليونسكو العالمية خاصة أن هناك أصوات ترى أن تسجيل المواقع في اليونسكو يضع هذه المواقع تحت يد الهيئة الدولية ويقيد يد الدولة في التعامل معها.

 

 زاهي حواس يوضح

د. زاهي حواس

 الدكتور زاهي حواس عالم الآثار المصري ووزير الآثار الأسبق يوضح في تصريح خاص لموقع الأخبار المسائي أن بعض الناس تعتقد أن المواقع الأثرية المصرية المسجلة باليونسكو قليلة جدا وهذا خطأ مشيرا إلى أن هناك مواقع أثرية مصرية عديدة مسجلة على قائمة التراث العالمي باليونسكو من بينها الأهرامات من أبورواش إلى اللشت وهذا الموقع يحتوي على حوالي ١٠ مواقع.

ويضيف د. زاهي حواس أن لدينا أيضا في الأقصر وأبوسمبل حوالي ٥ أو ٦ مواقع مسجلة.. لافتاً أن لدينا أكثر من ٢٠ أو ٢٥ موقع مسجل على قائمة التراث العالمي باليونسكو وهو رقم هايل جدا.

 معبد حتحور بدندرة

ولكن د. حواس يرى أن مواقع أثرية مصرية عديدة أخرى في المنيا مثل تل العمارنة وتونا الجبل والأشمونين ومنطقة مصر الوسطى بالكامل وأيضا سوهاج والبلينا هى مناطق مهمة جدا بالإضافة لمعبد حتحور في دندرة من الممكن أن تقع هى أيضا تحت نظام اليونسكو.

د. منصور بريك

 

معبدي دندرة وأبيدوس

كما طالب عالم الآثار المصري د. منصور بريك بتسجيل منطقة آثار أبيدوس.. ومعبد ومدينة إدفو القديمة والذي يعتبر من أكمل المعابد الأثرية.. ومدينة القصير الإسلامية.. وأديرة وادي النطرون الأثرية.. ومعبد دندرة.. وكهوف وادي الجرف والتى ترجع للعصر الحجري وتحوي تصاوير ورسومات لإنسان العصر الحجري القديم وتعتبر من أقدم المواقع الأثرية في مصر.. فضلا عن مدينة شالي في واحة سيوة.. ومدينة القصر في واحة الداخلة.. وغيرها الكثير من المواقع الأثرية والتى تستحق التسجيل.

 

ديري «البويب القبلي والبحري»

د. محمد عبد اللطيف

بينما طالب د. محمد عبد الطيف أستاذ الآثار وعميد كلية السياحة والفنادق بجامعة المنصورة ومساعد وزير السياحة والآثار السابق بتسجيل دير البويب القبلى بمركز ادفو بمحافظة اسوان حيث أنهما يتمتعان بطبيعة خلابة تماثل موقع جبال الأنديز في تشيلي والمسجل على موقع التراث العالمي ويعتبران من أهم الأديرة القبطية ليس في مصر فقط وإنما في العالم أجمع وإدراجه على قائمة التراث العالمي، ووضعه على خط زيارة الأفواج السياحية بين أسوان والأقصر، خاصة أن وسيلة الوصول إليهم ممتازة جدا وهناك طريق بري ومحطة سكة حديد على بعد ٣ أو ٤ كيبو من الموقع بالإضافة إلى إمكانية عمل مرسى نيلي أسفل الأديرة على النيل مباشرة.

تبلغ مساحة ديري البويب القبلي والبحري بادفو أكثر من خمسة أفدنة ويتكون من عدد من المستويات التي ترتفع فوق مستوى الأرض بحوالي 30 أو 35 متر.

 

واحة سيوة 

ومن جانبه طالب د. خالد سعد مدير عام الادارة العامة لآثار ما قبل التاريخ بوزارة السياحة والاثار بإدراج هذه المواقع على قائمة مواقع التراث العالمي باليونسكو وهى "جبل قطراني ووادي عجبات والصحرا البيضا ووادي البجر بعد ابو منقار بالداخله.

د. خالد سعد

كما طالب د. سعد بإدراج أيضا وروافد نهر النيل بالصحراء الغربية وجبل العوينات ووادي الزرانيق جنوب سيناء وبيت الدلافين بطنضبة والغفيري ورأس بيناس الدست والمغرفة بالواحات البحرية ومحجر نزلة خاطر بأسيوط ودرب الاربعين فضلا عن كهوف وادي صورا ومدينة القصر بالداخلة منديشه ووادي الجمال بالداخلة ومنطقة غرود علم الغرد رسترا بطريق الواحات سيوه كما طالب بإدراج مثلث التعدين بالقصير وموانئ البحر الأحمر القديمة وكهف الصدمين طريق مرسي علم قفط.

 

معبد سرابيط الخادم

معبد سرابيط الخادم

الدكتور محمد عبد المقصود الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار الأسبق يطالب بإدراج موقع معبد سرابيت الخادم مشيرا إلى أنه مسجل على القائمة المبدئية ومن الممكن أن يتم طرحه ضمن قائمة مواقع التراث العالمي.

د. محمد عبد المقصود

وأوضح د. عبد المقصود أن موقع سرابيط الخادم موقع فريد لأنه يحكي تاريخ المناجم والمعبد عالي جدا فوق جبل وعلى ارتفاع ١٣٠٠ قدم.

كما أن بدايات الأبجدية والحروف جت من عند معبد سرابيط الخادم الكتابات السينائية ثم المصرية وكله من هذا الموقع والمعبد فيه نقوش مهمة جدا والموقع خلاب وياحر جدا ومازالت بيئته محتفظة بالبيئة السينائية لم تتغير والمعبد فوق جبل مساحته ٣٠٠٠ فدان فيه مناجم الفيروز كلها وفيه نقوش تحكي تاريخ مناجم الفيروز  مثل مدرجات الفيروز وهو معبد فريد وتسجيله مهم.

وهناك مواقع أخرى جديرة بالتسجيل بقائمة المواقع المسجلة كتراث عالمي باليونسكو مثل موقع دندرة وأبيدوس ومعبد اسنا ومواقع إخرى عديدة بالإسكندرية.

ولفت د. عبد المقصود إلى أن مكتب العلاقات الخارجية بوزارة السياحة والآثار يحتاج لدعم الأثريين في إعداد الملفات لهذه المواقع وتقديمها لليونسكو.

 

مدينة رشيد الأثرية

وطالب خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو المجلس الأعلى للثقافة لجنة التاريخ والآثار بتسجيل مدينة رشيد الأثرية التي تعد المدينة التاريخية الثانية بمصر بعد القاهرة التاريخية لأنها تستحق التسجيل كتراث عالمى باليونسكو.

 

موقع مدينة رشيد

 

تقع رشيد على الضفة الغربية لفرع رشيد عند مصب النيل فى البحر المتوسط وتبعد 65كم شمال شرق الإسكندرية، وكان للمدينة دورًا هامًا فى الفترة البيزنطية كأحد المراكز الدينية وكان حاكم رشيد حين دخول الإسلام هو قرماس أو قزمان، وبعد سقوط حصن بابليون ووصول خبر موت الإمبراطور هرقليوس فى 11 فبراير 641م تحطمت قوة الحاميات البيزنطية  وفى عام 642م أخضع المسلمون مدن الدلتا ورشيد والبرلس ودمياط وإحدى جزر بحيرة المنزلة وقد سقطت دون مقاومة وأصبحت رشيد فى العصر المملوكى الميناء الأول فى مصر كلها، ولقد أمر السلطان المملوكى قنصوه الغورى ببناء سور رشيد على ساحل البحر المتوسط خشية غزو العثمانيين فى عام 922هـ 1515م وكان لهذا السور بابان ، أحدهما فى الشمال وهى بوابة أبو الريش والبوابة الثانية عند مسجد أبو مندورحيث كان العمران والمزارع يمتد ما بين أبو مندور من الجربة إلى بوابة أبو الريش، وترجع معظم مبانى رشيد إلى العصر العثمانى فى القرنين الثامن عشر والتاسع عشر فيما عدا قلعة قايتباى وبقايا السور المملوكى.

 

مدينة فوة

 وأضاف د. ريحان أن مدينة فوة بمحافظة كفر الشيخ هى المدينة الثالثة من حيث الآثار الإسلامية بعد القاهرة مشيرا إلى أنها أيضا تستحق التسجيل كتراث عالمى وتضم فوة 365 مسجد أثري وقبة ومزار حسب إحصاء عام 1999، وقد تم اختيار «فوة» ضمن منظمة متاحف بلا حدود كما اختارتها اليونسكو لتكون محمية طبيعية باعتبارها المدينة الثالثة فى الآثار الإسلامية بمصر.

وأوضح الدكتور ريحان أن مدينة فوة تتبع محافظة كفر الشيخ وتطل على فرع رشيد وتبعد عن القاهرة 181كم وعن الإسكندرية 98كم، وتسمية فوه بهذا الاسم يرجع إلى إسم أحد أحفاد نبى الله يعقوب وكانت مدينة فوة عاصمة لإحدى عواصم مملكة الشمال وكانت تسمى فى عصر مصر القديمة «متليس» وفي العصر اليوناني والروماني كانت تسمى «بوي» أو مدينة الأجانب، وسبب ذلك أنها كانت مقر القناصل التجاريين والتجارة الأجنبية لأنها كانت ميناء هام علي الفرع البلوتيني أو فرع رشيد.

 

ويضيف الدكتور ريحان أن فوة كانت مركزًا تجاريًا هامًا لارتباطها بطرق التجارة بين القاهرة والإسكندرية، وتضم آثارًا مملوكية مثل جامع نصرالله وجامع أبوالنجاة وجامع القنائى وبقية الجوامع تعود إلى العصر العثماني ثم جددت فى أزمان لاحقة ووجدت بها العديد من أساليب البناء باستخدام الطوب المنجور المنجور أى المنحوت كأعمال النجارة وقد استخدم الطوب المنجور باللونين الأحمر والأسود بالتبادل فى الواجهات الرئيسية للجوامع والزوايا والقباب والمنازل والرباع والوكالات فى الأقاليم المصرية فى العصر العثمانى وتقع فوة فوق تل قديم ويبدو ذلك فى شوارعها وحاراتها الصاعدة والهابطة حيث تتفاوت مناسيبها ارتفاعًا وانخفاضًا.

 

وتضم فوة العديد من الآثار المسجلة منها 14 مسجد وهي مسجد عبد الرحيم القنائي، مسجد النميري ومسجد حسن نصر الله، جامع أحمد الصعيدي، جامع السادة الكورانين، مسجد السادة السباع  مسجد أبو شعرة، مسجد أبو المكارم، مسجد أبو عيسى، مسجد الشيخ شعبان، مسجد الشيخ موسى، مسجد العمري البرلسي، مسجد الفقاعي، وأربعة قباب هي «قبة أبو النجاة، قبة إسماعيل الغرباوي، قبة جزر الجبانة، قبة الشيخ أحمد السطوحي»، وبوابتين هما بوابة مصنع الكتان وبوابتي مصنع الطرابيش وتكية هى تكية الخلوتية وربع هو ربع الحطانية ووكالة هي وكالة حسين ماجور ومحلج هو محلج محمد علي.

ويطالب الدكتور ريحان بتحويل فوة إلى متحف مكشوف للآثار الإسلامية ووضع خطة لتطويرها ووضعها على خارطة السياحة الدولية وإعداد ملف لتسجيلها تراث عالمى باليونسكو.

 

مدينة القصر الإسلامية


 

كما يطالب خبير آثار د. عبد الرحيم ريحان أيضا بتسجيل مدينة القصر الإسلامية تراث عالمى باليونسكو وطالب ريحان بإعداد ملف تسجيل مدينة القصر الإسلامية تراث عالمى باليونسكو لأهميتها وموقعها الاستراتيجى منذ القدم وقد كانت بلاد الواحات ممرًا للقوافل التجارية، وقوافل الحجيج التي تأتي من بلاد المغرب والأندلس وكان المسلمون يمرون بها أثناء توجههم لفتح بلاد المغرب العربي، إضافة إلى ما بها من دروب صحراوية جعلت من هذه البلاد ممرًا عسكريًا وتجاريًا هامًا إلى السودان جنوبًا و منها إلى أواسط أفريقيا.

 

أهمية مدينة القصر الإسلامية

 مدينة القصر الإسلامية

وقد أعدت الدكتورة دينا سمير العزيري دراسة أثرية عن مدينة القصر التاريخية التى تقع في الشمال الغربي من مدينة موط عاصمة واحة الداخلة، على بعد حوالي 35 كم. والوصول إليها من الطريق المتجه إلى الفرافرة.

وعن أهمية مدينة القصر تشير الدكتورة دينا سمير العزيري إلى أن بنيت مدينة القصر فوق مدينة قديمة، بدليل وجود الكثير من الأحجار المدون عليها كتابات باللغة المصرية القديمة "الهيروغليفية" في أبنية هذه المدينة الإسلامية التي بنيت مبانيها بالطوب اللبن ووجود هذه الأحجار في أعمدة وبوابات البيوت يؤكد أن من بنوها كانوا يأتون بالأحجار من مكان قريب لتقوية بنايانها وشملت مبانيها منشآت دفاعية مثل البوابات، والدروب. 

 

مدينة الإسكندرية

قلعة قايتباي أحد معالم الإسكندرية

د. الحسيني عبد البصير

ويشير عالم الآثار د. الحسيني عبد البصير مدير متحف آثار مكتبة الإسكندرية إلى أن مواقع عديدة تستحق التسجيل بقائمة المواقع المسجلة تراث باليونسكو كمدينة الإسكندرية لاحتوائها على مواقع أثرية عديدة جدا سواء مواقع يونانية ورومانية أو إسلامية وقبطية ويهودية كثيرة جدا كوم الشقافة وعمود السواري وقلعة قايتباي ومعبد الياهو اليهودي والكنيسة المرقصية وفي سيوه جبل الموتى واحات الباقوطي كما أن سيوة وشالي والواحات البحرية ومعبد الإسكندر الأكبر وفي سيناء أيضا جزيرة فرعون وقلعة الجندي.

 

معايير التسجيل باليونسكو

 

د. عبد الرحيم ريحان

وحول معايير إعداد ملف للتسجيل تراث عالمى باليونسكو يكشف خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان أن هناك معايير تسجيل ممتلك تراث عالمي باليونسكو يجب أن نعد ملفاتنا وفق هذه المعايير 

المعيار الأول هو الممتلكات التي تمثل تميز فني بما يشمل الأعمال المميزة للمعماريين والبناه، ويتمثل في التميز والإبداع والعبقرية.

 

 والمعيار الثاني الممتلكات التي لها أهمية استثنائية في تطور العمارة أو المستوطنات الإنسانية في منطقة ما، وقد حدد هذا المعيار يما تتجلى فيه تأثيرات متبادلة قوية جرت على امتداد فترة من الزمن أو داخل منطقة ثقافية معينة من العالم تتعلق بتطور الهندسة المعمارية أو التكنولوجيا أو الصروح الفنية أو تخطيط المدن أو تصميم المناظر الطبيعية أو التماثيل التذكارية أو تنسيق المواقع وما يتعلق بالمستوطنات البشرية والفنون، وكذلك التأثير المتبادل بين الثقافات كإبداع طراز أو طريقة بناء جديدة.

 

أما المعيار الثالث فهو الممتلكات التي تعكس إنجاز عقلي أو اجتماعي أو فني ذو أهمية عالمية والتي تقف شاهدًا فريدًا أو على الأقل استثنائيًا على تقليد أو على حضارة لا تزال حية أو حضارة مندثرة أو عادات ثقافية مندثرة.

 

ويتمثل المعيار الرابع في الممتلكات المتميزة والنادرة التى لها طراز تقليدى أو شخصية معمارية معينة أو تعبر عن طريقة ما فى البناء وما ينتج عنه تغير اجتماعى ثقافى أو اقتصادى، أى نموذج بارز من البناء أو لمجمع معمارى أو تكنولوجى أو لمنظر طبيعى (تنسيق موقع).

 

وأشار الدكتور ريحان إلى المعيار الخامس هو الممتلكات التي لها أثرية عظيمة، وهو معيار استعمال الأراضى ويقدم نموذج بارز لمستوطنة بشرية تقليدية أو لأسلوب تقليدى لاستخدام الأراضى أو استغلال البحار يمثل ثقافة أو ثقافات معينة يمثل التفاعل بين الإنسان والبيئة لا سيما عندما يصبح عرضة للاندثار أو لتحولات لا رجعة فيها ، وهو مثال يعبر عن الهوية وله أهمية كنمط تقليدى فى العمارة أو طريقة بناء أو مستوطنة بشرية مقترنة بالطبيعة أو تخطيط المدن ما يكون عرضة للاندثار بضغوط ثقافية، اجتماعية، اقتصادية، أو أسلوب تقليدى لاستخدام الأراضى لا سيما عندما يصبح عرضة للاندثار بتأثير تحولات لا رجعة فيها، وقد ارتبط هذا المعيار بالمدن التاريخية بصفة عامة وبالزراعة.

 

بينما يتمثل المعيار السادس في الممتلكات المرتبطة بأحداث تاريخية هامة أو أشخاص أو عقائد أو فلسفة، على أن يكون مقترنًا على نحو مباشر أو ملموس بأحداث أو تقاليد حية أو بمعتقدات أو بمصنفات فنية أو أدبية ذات أهمية عالمية بارزة، أو الممتلكات المرتبطة بفهم شخصيات تاريخية أو أحداث أو ديانات أو أشخاص لها استثنائية .

 

ولفت الدكتور ريحان إلى معياري السلامة والأصالة يعتبران مكملان للمعايير الست السابقة وذلك فيما يخص مواقع التراث الثقافى أو المواقع المختلطة وتعتبر وثيقة نارا هى المرجع العلمى والعملى لتحقيق هذا المعيار، وعندما تتقدم الدولة بطلب الترشيح ضمن وثيقة الأصالة تحدد كل الصفات التى يمكن تطبيقها فى مجال الأصالة مع التأكيد على خطة الحفاظ على عدم إعادة بناء أى بقايا أثرية إلا فى ظروف استثنائية وفى حالة الاستناد إلى وثائق كاملة تفصيلية دون اللجوء إلى التخمين.

 

مواقع مسجلة وفق معايير اليونسكو

 

وأكد الدكتور ريحان أن مواقع ممفيس ومقبرتها ومنطقة طيبة ومقبرتها (الأقصر) ومعالم النوبة من أبو سمبل إلى فيلة أدرجت عام 1979 للمعيار الأول والثالث والسادس، وأدرجت منطقة أبو مينا عام 1979 للمعيار الرابع، وأدرج دير سانت كاترين تراث عالمى عام 2002 وفقًا لأربعة معايير الأول والثالث والرابع والسادس، وأدرجت القاهرة الإسلامية للمعيار الأول والثالث والرابع والسادس.

 

مواقع مدرجة بالقائمة المؤقتة

 

وأشار الدكتور ريحان إلى المواقع المدرجة على القائمة المؤقتة فى مصر والتى تحتاج إعداد الملف طبقًا للمعايير المذكورة وأحدثها مبنى المتحف المصرى بالتحرير وتشمل القائمة منطقة جبل قطرانى – بحيرة قارون بالفيوم تراث طبيعى، الوحات البحرية – الصحراء الغربية، طريق هجرات الطيور، الأودية الصحراوية، السلاسل الجبلية، بانوراما الصحراء العظيمة، آثار الإسكندرية القديمة والمكتبة الحديثة، أبيدوس مدينة الحج فى مصر القديمة – محافظة سوهاج، المعابد المصرية القديمة بصعيد مصر من العصر البطلمى – الرومانى، مقياس النيل بالروضة – القاهرة، أديرة وادى النطرون والصحراء، طريق الحج إلى مكة المكرمة بوسط سيناء، السواقى بالفيوم والبانوراما التراثية القديمة بمدينة الفيوم، مدينة رشيد، مدينة فوة، مدينة القصر، مرصد حلوان.

 

قوانين لحماية التراث

 

في النهاية يرى الباحث الأثري الكاتب د. رضا عبد الرحيم أهمية المواثيق والاتفاقيات الدولية في أن يتم تطبيقها في الدول الموقعة عليها، وذلك بتحولها إلى قوانين داخل هذه الدول، مشيرا إلى أن منظمة اليونسكو فى وضع هذه الاتفاقيات تلجأ إلى تشكيل لجان متخصصة وتشارك معها مؤسسات ثقافية غير حكومية مثل الأيكوموس والأيكوم. 

ويلفت د. رضا عبد الرحيم إلى أنه حتى الآن مازالت القوانين غير كافية لحماية التراث مشيرا إلى أن هناك سبق في بلاد المغرب العربى فى هذا الجانب مثل تونس والمغرب وسوريا أما الأردن فقد تم سن قانون للحفاظ على المعالم المعمارية، لكنه لم يدخل حتى الآن في حيز التنفيذ ،وهناك محاولات لسن قوانين جديدة فى هذا المجال فى بلاد عربية أخرى مثل الإمارات ومصر.

 

إنقاذ آثار النوبة

ويضيف د. رضا عبد الرحيم أنه منذ إنطلاق حملة اليونسكو لإنقاذ آثار النوبة فى 8 مارس سنة 1960م والتى استمرت قرابة العشرين عاما ،وتم خلالها إنقاذ ما يقرب من اثنين وعشرين أثرا تم نقلها إلى مواقع جديدة. لم تقدم مصر لليونسكو ملفا حقيقاً جادا للإستفادة من إمكانيات التعاون الدولي عبر هذه المؤسسة العريقة كما حدث في الماضى القريب.