هل أصبح سعد وهنيدى وحلمى ورمزى موضة قديمة.. أم أن الاستسهال أصابهم بـ«الوخم» الفنى؟!

محمد سعد
محمد سعد

سؤال ملح ومهم وخطير يسأله جمهور محمد هنيدى ومحمد سعد وأحمد حلمى وهانى رمزى، بل وأحمد آدم الذى اختفى تماما عن الساحة الفنية اللهم حفنة من البرامج التى يظهر فيها كضيف، هل كان هؤلاء المضحكون الذين أضحكوا الملايين من المشاهدين وحققوا الملايين من الإيرادات  فى شباك التذاكر، والتى قلبت حال السينما فى فترة من الفترات، فبعد أن كنا نسمع ان اعلى فيلم للزعيم عادل امام يحقق ايراد المليون جنيها فكنا ننبهر كمشاهدين ويفرح ويمرح ويهلل المنتجين.

ولكن مع هذا الجيل الجديد والذى ظهر تحت مسمى المضحكين الجدد اصبح العادى ان تتخطى ايرادات افلامهم العشرين وال30 مليون جنيه..واصبحوا ايقونة الضحك الجديدة عند المشاهد ولكن المثير للدهشة وكما يقال ان الوصول للقمة يبدو سهل ولكن الحفاظ عليها هو الصعب جدا..فلم ينجح ايا منهم ان يستمر على قمة النجومية حتى الان او كما فعل النجم عادل امام الذى يتألق ويزداد تألقا مع كل جيل جديد..مما جعل الكثير من محبيهم قبل جمهور الجيل الجديد يتسألون هل تحول هؤلاء الى موضة قديمة ولم يعرفوا ان يواكبوا شكل ومضمون الجيل الجديد من المشاهدين بمفرداتهم وتفاصيل حياتهم التى اكيد ستختلف عن جيل التسعينات من القرن الماضى و بداية الالفية الجديدة؟؟

ام ان موهبتهم م تسعفهم للاستمرارية حيث انها موهبة مؤقتة نجحوا من خلالها من باب التغير والتمرد على جيل سابقيهم من النجوم..ومع الوقت انشكفوا وظهرت موهبتهم على حقيقتها؟؟

ولكن الاجابة ليس هذا او ذاك..فهم نجوم موهوبين ولاغبار عليهم كنجوم شباك نجحوا فى حفر اسمائهم بأفلام كوميدية كبيرة فى تاريخ الفن العربى..فهم كما يقال معجونين بفن الكوميديا والاضحاك..يمتلكون من الادوات التمثيلية ماجعلهم يصلوا الى قمة هرم الكوميديا المصرية والعربية وان يكون لهم محبين بالملايين من المحيط الى الخليج..ولكن المشكلة الحقيقية تتلخص فى الاستسهال..فجميعهم فى الفترة الاخيرة استسهلوا الشغل واعتمدوا على انهم كدة كدة ناجحين وافلامهم ستحقق اعلى الايرادات..فأرتكنوا على ماضى جميل لم يسعفهم فى الحاضر ولن يسعفهم فى المستقبل..فالحكاية ببساطة انهم كانوا زمان يختاروا السيناريو ويشتغلوا عليه بالثلاث والاربع شهور ثم يقوموا بالتحضير للفيلم ككل فى مدة مماثلة لهذه المدة ثم يبدؤا فى التصوير ليكون وقت الشغل والتحضير والتصوير يقارب العام فكان العمل يخرج مخدوما ثقيلا فكرا وفنا يحترم المشاهد فيحترمه المشاهد ويتحمس له ويهلل له ويضعه فى موضع الايقونة الفنية والرمز..

وأول من بدأ الاستسهال كان محمد سعد الذى بالتبعية اول من فقد نجوميته وعرشه على قمة الكوميديا بل ومع مرور الوقت اصبح مايقدمه للجيل الجديد فن سخيف من وجهة نظرهم لعدم محاولاته لتغير جلده والتطوير ومواكبة فكر الشباب الجديد..ومع الوقت يلحق به هنيدى الذى قدم مؤخرا مجموعة افلام لاعلاقة لها بالكوميديا فقط هو استخفاف واستسهال والارتكان على إفيهات متركبة غلط وليست فى اماكنها ظنا منه انه بذلك سيضحك على المشاهد..وكذلك هانى رمزى الذى قدم سلسلة اعمال تعتمد على فكرة الكباريه السياسى ونجح فيها جدا ولكن مع الوقت تخلى عن هذه النوعية من الاعمال وبدأ يرتكن على كوميديا الايحاءات والافيهات الجنسية التى مع الوقت (قفلت) الجمهور منه..ليأتى اخرهم احمد حلمى الذى كان يرى فيه الجميع انه الامل فى الاستمرارية لنجومية فنان يسعى دائما نحو التطوير لنفسه ولفنه..ولكنه ايضا مع الوقت اصيب بعدوى الاستسها فقدم خيال مآتة وكذا عمل اصاب الجمهور منه بصدمة وشعور بأنه اصبح لا يركز فى الفن فقط هو يعمل ليقول انه مازال موجود..والتواجد فقط لايعنى النجاح لأن هذا التواجد ان لم يكن يقدم جديد وتطور فى كل تفاصيل العمل الفنى بما يتماشى مع فكر جمهور السينما الجديد سيكون نقمة على الفنان وليس نقمة.

والسؤال هنا هل ممكن ان يلحق هؤلاء النجوم انفسهم ويعودوا من جديد الى عرش الكوميديا؟ الاجابة ممكن جدا بشرط ان يركزوا ويغيروا من جلدهم الفنى ويطوروا ادائهم وادواتهم ويتعبوا فى شغلهم كما كانويفعلوا زمان..ويبتعدوا تماما عن فكرة الاستسهال فى اختيار اعمال وسرعة التصوير الذى يصنف على انه (كروتة) فنية..خاصة وانه لم يظهر بعد النجم الشاب الذى يستطيع ان يزيحهم او ان يسيطر على الساحة بموهبته وقدرته على فن الاضحاك..فأغلب الموجودين من الشباب حاليا وعلى رأسهم طبعا على ربيع هم نوعية الممثلين اصحاب الريأكش الواحد لايملكون من الموهبة الا القدر القليل الذى يساعدهم الان على التواجد والان فقط وليس بعد سنتين ثلاثة لانهم (فاضين) من جواهم فنا وفكرا وثقافة..فقط هى حلاوة روح بيقضوا بها يومينهم يجمعوا بها شوية قرشنات وكل سنة والجمهور والفن مش طيب..لذا عودة حلمى وجيله مهمة جدا لإعادة الامور الى نصابها من جديد لعل يظهر معهم جيل جديد من الكوميديانات يتكسبوا منهم الخبرات كما تكسبوها هم ممن قبلهم وتستمر عجلة الكوميديا بشكلها المنضبط الصحيح.
 

ترشيحاتنا