بعد أن خذل هنيدي وسعد جمهورهما.. أكرم وأمين وماجد فرسان رهان «الكوميديا» الجدد

هشام وأكرم وأمين
هشام وأكرم وأمين

مع كل جيل جديد من الجمهور يظهر نجوم كوميديانات جدد يتحدثون بمفردات هذا الجيل ولغته وإيفيهاته، وتعرف كيف تفك شفرة الضحك الجديدة لديه، مثلما فعل نجيب الريحاني وعلى الكسار مع جيلهم، ثم جاء إسماعيل ياسين وزملاؤه نجوم الكوميديا في عصرهم، وبعدهم عادل إمام وزملائه، ليأتي بعدهم هنيدي وجيله من المضحكين الجدد، ومن تبعهم مثل حلمي ورامز وسعد، وهو الجيل الذى يبدو أنه لم يعد يعرف فك شفرة الضحك لدى الجمهور.

ليظهر جيل مسرح مصر الذى نجح في فك هذه الشفرة لفترة من الزمن، ولكن مع الوقت وعدم تطور أدائهم وتطوير موهبتهم في فن الإضحاك أصبحوا فجأة، وبسرعة جدا، موضة قديمة، أو على أحسن تقدير سنيدة، ونجح منهم حمدي الميرغني ومصطفى خاطر، أما علي ربيع ورغم كم الفرص التي حصل عليها في أدوار البطولة إلا أنه لم يستطع أن يكون أحد ركائز فن الإضحاك والكوميديا.

وهناك نجوم كوميديانات كثيرة وعلى رأسهم بيومي فؤاد ومحمد ثروت وأحمد فتحي ومحمد سلام، يقدمون كوميديا متميزة خاصة بوجودهم جميعا في عمل فني واحد، ويكون الرهان عليهم في مثل هذه الحالة كسبان.

ولكن أين نجوم الضحك الذين يثق فيهم الجمهور ويجعل منهم أيقونة الجيل الجديد؟

مع استمرارية المحاولات ومع تطور الأداء وتطوير الموهبة وضحت معالم نجوم كوميديا الجيل الجديد الذين نجحوا حقا في فك شفرة الضحك لدى هذا الجيل، ويأتي على رأسهم أكرم حسنى وأحمد أمين وكذلك هشام ماجد، حيث أن ثلاثتهم لكل منه لغته الخاصة ومذاقة المتميز في كيفية إضحاك الجمهور بلا ابتذال أو إسفاف أو استسهال، وتشعر معهم كم الجهد الذي يبذلوه بداية من اختيار الفكرة التي على أساسها يُبنى سيناريوهات أعمالهم، وكيف أنهم يرسمون الضحك بشكل مبرر وليس مدبر.

كما تشعر أن لكل منهم مدرسته الخاصة والمختلفة عن الآخرين، فهم من مدرسة الأداء السهل الممتنع، أداء يبدو أنه طبيعي جداً وسهل جداً لدرجة أن المشاهد يرى أنه يمثل وهو (سايب إيده)، وأن التمثيل سهل جداً وأي حد ممكن يمثل، ولكن الحقيقة أن سهولة أدائهم ناجمة عن بذل جهد كبير وصعب لكى يظهر على الشاشة بهذه السهولة في الأداء، وكم الإقناع في أن هذه الشخصية الدرامية طبيعية جداً ومن دم ولحم وعادى نقابلها في الحياة الحقيقية.

نجح أكرم حسني في كسب ثقة الجمهور الذي يراه الآن أحد أيقونات فن الضحك، سواء في السينما أو التلفزيون، فمنذ بداية عمله كممثل وبأدوار صغيرة المساحة وهو يسعى لترك علامة وبصمة لدى المشاهد الذي أصبح يردد إيفيهاته ويتناقلها، ومع الوقت وبانتقاله إلى مرحلة أدوار السنيد أصبح هو فاكهة هذه الأعمال الفنية، إلى أن وصل إلى أدوار البطولة المطلقة وأصبح له جمهوره الخاص الذي يثق في قدرته الفنية على أداء أي شخصية كوميدية وبمنتهى الإبداع، والدليل فيلمه الأخير «العميل صفر» الذي تخطت إيراداته الـ20 مليون جنيه مع أول أيام عرضه بدور العرض السينمائي، ما يؤكد أنه أصبح أحد أهم كوميديانات الفن الصرى حالياً، بل وأنه عند مشاهدته تشتم فيه رائحة نجوم الزمن الجميل: فؤاد المهندس وعبد المنعم مدبولي وغيرهم ممن أثروا فن الضحك في مصر.

وكذلك أحمد أمين هذا الفنان (المعجون بمية الفن)، وهو لم يكتف بتقديم نفسه ككوميديان من طراز مختلف وفريد بل أنه غامر وقدم عملاً مثل «جزيرة غمام» بدور لا يُقدم عليه إلا فنان واثق من موهبته في فن التشخيص، فهو كما يقول النجم الكبير لطفى لبيب بمصطلحه الشهير عندما يجد ممثل شاطر وصل إلى قمة الإبداع فيصفه بأنه «ممثلاتى»، فأحمد أمين «ممثلاتى» نجح في أدوار الكوميديا نجاحاً مبهراً مثلما قدم في مسلسل «الصفارة» على سبيل المثال، ونجح فى تقديم أدوار التراجيديا العميقة كما قدمها في مسلسل «جزيرة غمام».

إذن نحن أمام حالة فنية متنوعة وفريدة ونجاح لم يكن يأتي بالصدفة أبداً.

ونفس الكلام على هشام ماجد هذا الفنان الوسيم الذى كان يمكن حصره في أدوار الفتى الوسيم فقط، ولكنه تمرد على الشكل ليقدم مضمون كوميدي يملك شفرة النجاح الجماهيري، فقط هو يحتاج ثقة المنتجين أكثر ليقدم أعمالا أكثر وأكثر لأنه يستحق أن يكون أحد أهم الكوميديانات الموجودين حالياً.

فهؤلاء الثلاثة هم الآن أيقونة هذا الجيل، هم المضحكون الجدد والحقيقيون الذين يملكون من الموهبة وفن الابداع ما لا يملكه غيرهم في الفترة الحالية، ويظل الباب مفتوحاً لظهور غيرهم ولكن بشرط أن يفعلوا كما فعل هؤلاء الثلاثة وهو احترام عقلية المشاهد أولا والتعامل معه بفن حقيقي وإبداع مستمر وتطور وتطوير في الأداء والبعد عن الاستسهال أو الاعتماد على نجاحات حدثت صدفة، فمثلاً هناك أسماء مثل عمرو وهبة وطه الدسوقي وحتى محمد سلام الذين يسيروا على نفس دربهم فقط يحتاجون أن يستمروا على تطوير أدائهم حتى يكتسبوا ثقة الجمهور، خاصة وأن أصبح لهم جمهور يحبهم حاليا ومتحمس لهم.

ترشيحاتنا