«الجارديان» البريطانية: الروس يخشون الفوضى في حال خسارة الحرب

فلاديمير بوتين
فلاديمير بوتين

 

 

نشرت صحيفة «الجارديان» البريطانية مقالا للكاتب أناتول إيفين، يؤكد فيه إن قِلة من الروس كانوا يريدون الحرب في أوكرانيا، لكنهم لن يقبلوا بهزيمة روسيا أيضا.

وأضاف أن الكثيرين يخشون من أنه في حالة فوز أوكرانيا، سيتم الإطاحة بفلاديمير بوتين، مما سيطلق العنان للفوضى ويؤذن بعصر جديد مرعب.

لكنه شدد على أنه من المحتمل جدا "أننا لن نعرف أبدا على وجه التحديد كيف أو لماذا قُتل يفجيني بريجوجين، زعيم مجموعة المرتزقة الروسية فاجنر".

وقال إنه من المحتمل جدا أيضا أنه تم اغتياله، على الأرجح بأمر من فلاديمير بوتين، ولكن ربما بأمر من أعدائه في وزارة الدفاع الروسية، الذين ربما كانوا يحلمون بهذه اللحظة لفترة طويلة واعتقدوا أنهم يستطيعون عمل هذا، وقتله مع الإفلات من العقاب.

حيث ركزت معظم التعليقات الغربية حول عملية الاغتيال على خوف بوتين مما سيسببه موت بريجوجين على النخب الروسية، أو على كشف مدى هشاشة النظام الروسي.

وهذا ليس خطأ تماما، ولكنه يتجاهل العديد من المخاوف القديمة المنتشرة على نطاق واسع داخل المؤسسة الروسية ــ بل وبين الشعب الروسي عموما ــ والتي قد تؤثر على الكيفية التي ستسير بها الأحداث: الخوف من الهزيمة، والفوضى، والخوف من الروس بعضهم البعض. وما أثار قلق أغلب أفراد النخبة حقا هو فشل بوتين في التحرك في وقت مبكر لإنهاء الخلاف العام بين بريجوجين ووزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو، وأن التمرد المسلح الذي قام به بريجوجين هدد بحدوث انقسام داخلي كارثي في روسيا، مما قد يؤدى إلى الهزيمة في أوكرانيا.

إن نتيجة الحرب أمر محوري في تفكير الجميع. إذا حكمنا من خلال الإخفاقات الأخيرة للعمليات الهجومية الأوكرانية، كما أن استمرار تماسك النظام الروسي والدولة، سيمنح الجيش الروسي فرصة جيدة للدفاع عن خطوطه الحالية.

فمن المحادثات التي أجريتها، يبدو أن أغلبية النخبة والروس العاديين سيقبلون وقف إطلاق النار على طول خطوط المعركة الحالية ولن يرفضوا أي اقتراح من بوتين أو حتى موافقته على اقتراح أخرين بوقف إطلاق النار واعتباره أنه انتصار روسي كاف.

وقال الكاتب إن العناصر القومية المتشددة في المؤسسة والجيش لن تكون سعيدة للغاية، لكن أملهم في النصر التام في أوكرانيا أصبح ضعيفا بعد سقوط بريجوجين والخطوات المصاحبة التي اتخذها بوتين للحد من نفوذه، بما في ذلك إقالة جنرالين واعتقال الزعيم القومي المتطرف والقائد السابق لميليشيا دونباس إيجور جيركين. ومع ذلك، فمن الواضح أن بوتين لا يزال خائفا من نفوذهم وإعجابهم المستمر ببريجوجين، وهذا بلا شك هو السبب وراء إقامة جنازة صغيرة له.

 

ترشيحاتنا