تعتبر النباتات الطبية والعطرية كغيرها من النباتات الأخري كالمحاصيل التقليدية أو محاصيل الخضر والفاكهة وغيرها تحتاج إلى إلى مقومات أو عناصر قيام الزراعة وهي المناخ الملائم والأرض المناسبة والعمالة المدربة ورأس المال اللازم لمقابلة الانفاق على مستلزمات الإنتاج هذا بالإضافة إلى الأسواق المفتوحة لتصريف المنتج .
وقد حرصت مصر على إقامة العديد من المهرجانات السنوية للنباتات العطريه والطبية والزينة اهمها مهرجان الزهور الذى تنظمه وزارة الزراعة والذى يعد الأقدم في المنطقة العربية حيث بدأ الإحتفال بمهرجان الربيع فى عهد السلطان حسين عام 1914 تحت إشراف جمعية فلاحة البساتين لكن تم افتتاح المعرض بشكل رسمى عام 1934 تحت إشراف وزارة الزراعة اى منذ 109 عامًا
وتعد النباتات العطرية مصدرا هام و اساسيا فى صناعة الادوية بالإضافة إلى صناعات اخري ذات قيمة اقتصادية ويعد مشروع تجهيز وتعبئة النباتات الطبية والعطرية من المشاريع التصديرية المهمة حيث تصدر مصر حوالى 85% من إنتاجها
كما تتوافر العديد من النباتات الطبية والعطرية التي تنمو بصورة كبيرة في صحارى ووديان مصر حيث اقلمتها وإخضاعها لظروف ونظم الزراعة المكثفة ومعظم هذه النباتات تتميز بوجود اسواقا واسعة لها بالخارج مثل انواع الخلة والحنظل والسكريات والعرقسوس وانواع الخردل والحبوب العطرية فضلاً عن معظم النباتات العطرية كالورد والياسمين والفل والزنبق والعطر والريحان وغيرها
و يتميز المناخ المصرى فى إنتاج النباتات الطبية والعطرية من حيث الضوء والحرارة على مدار السنة والوقت الذي يقف فيه نمو النباتات وإنتاجها فى بعض البلدان الأوربية أما للانخفاض الملحوظ في درجة الحرارة وتراكم الثلوج غير الملائمة للانتاج .
كما تعتبر مصر من أهم الدول المنتجة والمصدرة لعجينة الياسمين حيث يصل حجم الإنتاج المصرى لعجينة الياسمين من 60 - 65% من الإنتاج العالمى لعجينة الياسمين وغالبا ما يرتبط إنتاج العطور بمواعيد حصاد الزهور ومواسم إنتاج الزهور، حيث يبدأ موسم الياسمين من الأول من يونيو وحتى نوفمبر.
لذا نظم معهد بحوث البساتين ندوة عن زراعة الياسمين بقرية شبرا بلوله التابعه لمركز قطور بمحافظة الغربية وذلك للتعريف بأهمية زراعة محصول الياسمين في مصر وقد شارك فيها الدكتور احمد حلمي مدير معهد بحوث البساتين بمركز البحوث الزراعيه و الدكتور ايمن حموده استاذ النباتات الطبيه والعطريه بمعهد بحوث البساتين والدكتور خالد علي أبو شادي وكيل وزارة الزراعة بالغربية وعدد من المزارعين، والمصنعين وتم
خلال الندوة مناقشة مشاكل المزارعين، وايجاد سعر عادل لمحصول زهرة الياسمين.
وقال الدكتور أحمد حلمي ان قطاع زراعة الياسمين و تصنيع منتجاته من الصناعات الهامة و الواعدة و التي تتميز بها مصر عالميًا دون غيرها من الدول ، و تتركز هذه الزراعة بشكل كبير في قرية شبرا بلولة بمركز قطور بالغربية و القرى المحيطة بها .
وأوضح مدير معهد بحوث البساتين أن الياسمين البلدى هو الصنف المنزرع فى قرية شبرا بلولة والقرى المجاورة لها بمركز قطور ذو المواصفات المطلوبه تصديريا الذى يتميز بقوة الرائحة و تواجد بعض المركبات العضوية به دون غيره لافتا الى أنه وتم المرور على زراعات الياسمين بالقريه وفى ختام الندوة تم فتح باب المناقشة للرد على أسئلة واستفسارات الحاضرين .
ومن جانبه قال الدكتور ايمن حموده استاذ النباتات الطبيه والعطريه بمعهد بحوث البساتين ان قرية شبرا بلولة تتميز بتواجد خبرات صناعة الياسمين وإستخلاص عجائن و زيوت الياسمين والتى تحظى بالقبول في مختلف دول العالم المنتجة لأفخر أنواع العطور وخاصة فرنسا وألمانيا وسويسرا والولايات المتحدة الامريكية وباقي الأسواق الدولية.
ومن جانبه قال الدكتور خالد علي أبو شادي وكيل وزارة الزراعة بالغربية تبلغ المساحة الكلية لزراعات الياسمين فى محافظة الغربية طبقا لإحصائيات وحصر مديرية الزراعة بمحافظة الغربية لعام 2023 حوالى 676 فدان ويعتبر مركز قطور ومركز بسيون مناطق تركيز زراعات الياسمين .
واضاف ان أبوشادي ان مساحة زراعات الياسمين فى مركز قطور تبلغ 465 فدان تبلغ مساحة زراعات الياسمين فى مركز بسيون 211 فدان.
جدير بالذكر أن الحجر الزراعي المصري يسعى الى تكويد واعتماد جميع المحاصيل التصديرية بما فيها النباتات الطبية و العطرية ونشر ثقافة التكويد وتطبيق الممارسات الزراعية الجيدة على كل الزراعات المصرية بمعني إعطاء كل كيان تصديري رقم كودي مميز مثل الرقم القومي للمواطن وهذا الرقم لا يتكرر وكل مزرعة تُعتمد للتصدير يتم اصدار رقم كودي لها لمعرفة جميع المنتجات الصادرة منها وتمييزها عن غيرها لإثبات تطبيق المزرعة للممارسات الزراعية الجيدة ومطابقة المزرعة المكودة للمواصفات المطلوبة من الدول المستوردة
