أخر الأخبار

رغم دوره في أوكرانيا.. «أمير الحرب» هل دفع ثمن تمرده على الرئيس الروسي ؟

 بريجويجين
بريجويجين

لا تزال تفاصيل مقتل «بريجويجين» أمير الحرب الروسي في حادث تحطم طائرة غامضة ، فمن الواضح أن  مجموعة المرتزقة التي بناها بريجوجين جرى احتوائها أولاً ثم قطع رأسها.

وكانت هيئة الطيران المدني الروسية أفادت  بوجود 10 أشخاص، بينهم 3 من أفراد الطاقم، على متن الطائرة التي تحطمت في مقاطعة  شمال موسكو، قد لقوا مصرعهم جميعا، وأكدت الهيئة ، تواجد بريجوجين، فضلا عن دميتري أوتكين الذي يعتبر الرجل الثاني في مجموعة "فاجنر" ، على متن الطائرة ، وفتحت الوكالة الفيدرالية الروسية للنقل الجوي تحقيقا في تحطم الطائرة، فيما فتحت لجنة التحقيقات الروسية من جانبها، تحقيقا جنائيا في الحادث.

وفي أول رد فعل روسي علي مقتل بريجويجين قال بوتين أن بريجويجين كان قد عاد من أفريقيا عشية تحطم الطائرة التي كان على متنها مع عدد من رفاقه، والتي سقطت في مقاطعة تفير شمال موسكو أمس الأول.

وأوضح الرئيس الروسي أنه من المهم الانتظار حتى انتهاء لجنة التحقيق في تحطم الطائرة من عملها، متعهدا بالمضي قدما في استجلاء الحقائق "حتى النهاية".

وكشف الرئيس الروسي عن طبيعة عمل زعيم مجموعة فاجنر العسكرية بريجويجين عندما قدم التعازي لعائلات ضحايا حادث الطائرة التي كان على متنها، وقال بوتين في تصريح تليفزيوني خلال لقاء مع الزعيم الذي نصبته روسيا لمنطقة دونيتسك، دينيس بوشيلين، إنه يعرف بريجوجين منذ بداية التسعينيات.

وأضاف بوتين إن مساهمة مقاتلي فاجنر في الحرب ضد ما وصفها بـ"النازية الجديدة لن تُنسى" علي حد وصفه للحرب الأوكرانية.

ووصف بوتين بريجويجين وعمله في أفريقيا بالإنسان الموهوب ورجل الأعمال الماهر، رغم ما ارتكبه من  أخطاء، وأشار بوتين أن زعيم فاجنر حقق نتائج ليس فقط في روسيا بل وفي الخارج بما في ذلك في أفريقيا، التي اشتغل فيها بتجارة النفط والغاز والمعادن الثمينة والأحجار الكريمة، في الوقت الذي أثارت ملابسات حادث تحطم الطائرة تكهنات عديدة حول احتمال اغتياله، وبالتالي تعددت الروايات المتعلقة بتحطم الطائرة.

وبرررت عدد من الدول احتمالية اغتيال بريجويجين إلي ماحدث قبل شهرين عندما قاد تمردا فاشلا على القادة العسكريين في روسيا، وقال الرئيس بوتين في ذلك الوقت إن المسئولين عن الحادث "سيدفعون الثمن".

ونتج عن ذلك  تقليص دور فاجنر البارز في العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا بشكل كبير بالفعل في أعقاب مسيرة الانقلاب الفاشلة التي قام بها ضد موسكو، والتي أحرجت بوتين والكرملين في ذلك الوقت.

ومن الواضح  أن بريجويجين كان يحاول استعادة بعض النفوذ الذي اكتسبه من خلال عمليته في أفريقيا بناء على طلب الكرملين.

ولم يكن زغيم فاجنر وحده من لقي حتفه في الحادث،  بل كان معه ديمتري أوتكين أحد أقرب حلفائه وشخصية رئيسية أخرى في فاجنر، وضابط سابق في المخابرات العسكرية الروسية، ومتورط في تنظيم قافلة الانقلاب الفاشل نحو مقر القيادة في موسكو.

ويري عدد من المحللين إنه منذ الانقلاب الفاشل لفاجنر على موسكو، كانت التكهنات تشير إلى أن بريجويجين يعيش في الوقت الضائع. الأمر الذي دفع الكثير للتساؤل كيف سيكون رد فعل الزعيم الروسي، الذي لا يتعامل مع الخيانة بسهولة، ومن المعروف أنه يقسم معارضيه إلى فئتين: أعداء وخونة، ووعده "بتصفية الخائن" في خطاب متلفز للأمة، ولا شك أن "انتفاضة" بريجوجين وضعته في الفئة الثانية.

يذكر أن قوات التمرد آنذاك أسقطت  طائرتين عسكريتين وقتلت حوالي 15 من أفراد الخدمة الروسية، من بينهم عدد من الطيارين، ووصلت إلى ضواحي موسكو، وكشف عن هشاشة النظام الروسي الذي يعتبره الكثيرون مستقرا.

ويتوقع الخبراء أن مقتل أمير الحرب سيزيد بالتأكيد من التوترات داخل الجيش الروسي. وبينما أدانت القوات المسلحة انتفاضته إلى حد كبير، فقد ظل شخصية شعبية بين بعض عناصر القوات الذين تعاطفوا مع انتقاداته للمؤسسة العسكرية الروسية والحرب المتعثرة.

وعن مبرر احتمالية اغتياله أكدت فرنسا علي لسان المتحدث باسم الحكومة الفرنسية ، أن "ظروف" تحطم طائرة بريجويجين ، تثير "شكوكا منطقية"، هذه من حيث المبدأ حقيقة يمكن الإقرار بها"، لا نعرف حتى الآن الظروف التي وقع فيها هذا الحادث، "بريجويجين هو قبل أي شيء آخر، منفذ المهام القذرة لحساب بوتين وما ارتكبه لا يمكن فصله عن سياسة بوتين الذي عهد إليه بمسؤولية هذه التجاوزات و يترك خلفه مذابح وفوضى في دول كبيرة من العالم، وقال يتبادر إلي ذهني إفريقيا وأوكرانيا وروسيا نفسها.

 وفي نفس السياق أوضح الرئيس الأميركي جو بايدن، إنه "ليس متفاجئا" من احتمال إغتيال قائد مجموعة "فاجنر" العسكرية بهذه الطريقة، واعتبر بايدن أنه "قلما تحصل أمور في روسيا بدون أن يكون (الرئيس فلاديمير) بوتين ورائها".

واعتبر البيت الأبيض  " إن مقتل بريجويجن لم يفاجئ أحدا"،  وقالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأميركي التابع للبيت الأبيض: "،" مقتل بريجوجين ليس مفاجئا بالنسبة لنا ".

ورد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف علي احتمالية اغتيال أمير الحرب من قبل روسيا في وسائل إعلام الغرب قائلا: يجب الاسترشاد بالحقائق فيما يخص موضوع تحطم طائرة مؤسس مجموعة " فاجنر" العسكرية الخاصة يفجيني بريجويجين .

وقال لافروف "لم أتابع ما كتبوه وقالوه وأظهروه حول مقتله في وسائل الإعلام  الغربية، من الصعب جدا بالنسبة لي أن أقدم أي تعليق في هذا المقام .

أضاف لقد بدأ تحقيق للتو، وفتحت قضية والمحققون يقومون بواجبهم، ودعا لافروف إلي الاسترشاد بالحقائق لا بتصريحات وسائل الإعلام الغربية .

 

ترشيحاتنا