بعد تطويره.. مسجد السيدة نفيسة مزار مفتوح للسياحة الدينية

.
.

 

 

منذ قرابة عام ونصف، وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي بترميم وتجديد مقامات وأضرحة "آل البيت" على أن يتم تطوير هذه الأضرحة بشكل متكامل يشمل الصالات الداخلية بالمساجد، والتأكيد على الاهتمام بها من زخارف معمارية، تتناغم مع الطابع التاريخي والروحاني للأضرحة والمقامات، وذلك جنباً إلى جنب مع تطوير الخدمات والمرافق المحيطة بمواقع الأضرحة، بما في ذلك الطرق والميادين والمداخل المؤدية لها.

وفي سباق مع الزمن، انتهت محافظة القاهرة من أعمال تطوير مسجد السيدة نفيسة، وشرفت العاصمة، اليوم الثلاثاء، بافتتاح الرئيس عبد الفتاح السيسي لمسجد السيدة نفيسة.

تطوير المسجد

شملت أعمال تطوير مسجد السيدة نفيسة، مقصورة المسجد ، والضريح والمنطقة المحيطة، حيث تم رفع كفاءه أعمدة الإنارة المحيطة بميدان السيدة نفيسة، وزيادة المسطحات الخضراء ورفع كفاءة الحدائق وتقليم المزروعات بصورة جمالية لتحسين صورة الهوية البصرية، ودهان نقطة شرطة السيدة نفيسة، إلى جانب رفع الإشغالات وكافة المخالفات، وترميم كافة المباني المحيطة بالمسجد.

رحاب آل البيت

بمناسبة افتتاح مسجد السيدة نفيسة عقب تطويره، أكد اللواء خالد عبد العال محافظ القاهرة، أن محافظة القاهرة تشهد  أكبر عملية تطوير منذ انشائها  لمنطقة «رحاب آل  البيت»، وتجديد شباب وجه القاهرة الحضاري والتاريخي،  وتحظى تلك المواقع باهتمام بالغ من القيادة السياسية، حيث تمتد أعمال التطوير من سور مجرى العيون والفسطاط والسيدة عائشة والسيدة نفيسة ومصر القديمة والحسين والسيدة زينب  وشارع الاشراف "بقيع مصر" ، لاستعادة المظهر الحضاري والقيمة التاريخية لتلك المواقع، الشاهدة على عبق التاريخ وأصالة وجمال القاهرة ووضعها على خريطة المزارات السياحية الدينية.

المساجد والأضرحة

تمتد خطة تطوير مسارات مزارات «آل البيت» من مسجد السيدة عائشة، ( عروس آل البيت، بنت جعفر الصادق، بن محمد الباكر بن علي زين العابدين بن الحسين)، إلى مسجد السيدة نفيسة، زوجة أخيها، إسحق المؤتمَن (السيدة نفيسة بنت الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب)، أي من مسجد حفيدة الحسين، إلى مسجد حفيدة الحسن، وحتى مسجد السيدة زينب (عقيلة بني هاشم، ابنة الإمام علي بن أبي طالب، وأمها السيدة فاطمة الزهراء بنت الرسول صلى الله عليه وسلم)، مارًا بعدد من المساجد و الأضرحة ومزارات تاريخية،  التي تعد إرثًا حضاريًا مميزًا، وجهت الدولة كل جهودها لإحيائه والحفاظ عليه.

أهمية التطوير

يستهدف فتح الساحات الرابطة بين مساجد آل البيت، وتشمل المرور على أشهر أضرحة آل البيت، والتي تشهد إقبالًا كبيرًا من المواطنين، خاصة السائحين  زوار مدينة القاهرة ، وكذلك رصف الأرضيات بالبازلت، وتطوير ورفع كفاءة الإنارة وترميم ودهان واجهات العقارات، ورفع كفاءة وتطوير الشوارع الرئيسة، ومد خطوط الصرف الصحي.

القاهرة الفاطمية

أكد محافظ القاهرة على أن تطوير مسارات مساجد آل البيت، يتم من خلال تقديم صورة طبق الأصل كمحاكاة لعصر القاهرة الفاطمية بكافة تفاصيله، واستحضار الصورة الذهنية لجميع عناصره، تماشيًا مع الطابع التاريخي الأثري لهذا العصر، وبمواصفات عالمية وأنظمة حديثة، ومن خلال تقديم الدعم الإداري والفني وبجودة مستدامة، تليق بمكانة المزارات لنشر الوعي للأجيال القادمة، بالتعريف بقيمة مساجد آل البيت وتاريخها والسيرة الذاتية لأصحاب هذه المقامات الرفيعة.

مسار آل البيت

ونوه عبد العال عن أن مسار آل البيت يربط بين مساجد (السيدة زينب والسيدة نفيسة والسيدة عائشة)، مرورًا بباقي مزارات آل البيت بشارع الخليفة، وأيضا بآثار تاريخية هامة  مثل (مسجد ابن طولون، ومتحف جاير اندرسون، مرورا بقبة شجرة الدر)، كما يشمل مسجد السيدة رقية، وضريح محمد أنور.

ترميم المآذن

وأشار محافظ القاهرة إلى أن أعمال التطوير، تشمل ترميم للمآذن والمساجد الواقعة في محيط قلعة صلاح الدين ضمن أعمال التطوير.

متحف مفتوح

ويهدف المخطط إلى تحويل المنطقة إلى متحف مفتوح يعيد للمنطقة عمقها التاريخي، كما يهدف المخطط إلى إعادة القيمة التاريخية للمنطقة ، حيث شملت  أعمال التطوير رفع كفاءة المنطقة المحيطة بمسجد السيدة نفيسة، بالإضافة إلى تطوير مسار شارع الأشراف البادئ من السيدة زينب حتى مسجد السيدة نفيسة.

المزارات السياحية

ولفت محافظ القاهرة الي أهمية ميدان السيدة عائشة ـ بداية تطوير مسار آل البيت ـ والذى يتوسط منطقة تراثية مهمة، يحيط به عدد من المناطق الأثرية، التي تعد من أهم المزارات السياحية بالقاهرة كمنطقة آثار القلعة، ومنطقة الفسطاط ومجرى العيون وكذلك منطقة مجمع الأديان.. كما أن الميدان يضم 3 مساجد أثرية وتراثية مهمة، هي مساجد السيدة عائشة والمسبح والغوري، والتنسيق مع وزارات الآثار والأوقاف لتطويرها بالمحيط الخارجي لها.

إحياء تراث القاهرة

وأشار اللواء خالد عبد العال إلى أن أعمال تطوير مسجد السيدة نفيسة التي شرفت العاصمة بافتتاح فخامة السيد الرئيس لها برفقة سلطان طائفة البهرة هو مصدر فخر لمحافظة القاهرة التي شهدت خلال 9 سنوات طفرة غير مسبوقة في كافة القطاعات ولاسيما قطاع احياء تراث القاهرة واستعادة قيمتها العظيمة على خريطة السياحة العالمية ، فالقاهرة تضم على ارضها درر من كنوز العمارة الاسلامية التي تميزها عن سائر عواصم العالم.

يذكر أن مسجد السيدة نفيسة يعد أحد أعرق المساجد التاريخية بالقاهرة؛ لأنه يضم مقام السيدة نفيسة بنت الحسن، حفيدة النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

ويعد مسجد السيدة نفيسة أول مساجد "آل البيت" في مصر، التي تضم مساجد: السيدة زينب والحسين والسيدة عائشة والسيدة سكينة والسيدة رقية وغيرها.

وعندما جاءت السيدة نفيسة إلى مصر، نزلت في دار تقع بشارع شجرة الدر بالمنطقة المعروفة حاليًا باسمها، ولما ضاق عليها الدار وشغلها الناس عن العبادة أرادت أن ترحل إلى بلاد الحجاز لولا تدخل حاكم مصر.

وكان حاكم مصر وقتها هو السّري بن عبدالحكم، فسألها عن سبب انزعاجها، فحكت له، فأمر بتخصيص يومين في الأسبوع لزيارتها من قبل أحباب "آل البيت"، وخصص لها دارا قبل أن يتحول إلى مشهدها ومسجدها.

ويقول المؤرخ المسلم أبو العباس المقريزي إن أول من بنى على قبر السيدة نفيسة في القاهرة هو عبيد الله بن السري، والي مصر للدولة العباسية، وأعيد بناء الضريح فى عهد الدولة الفاطمية وأضيفت له قبة.

وفي سنة 714 هجرية، أمر الناصر محمد بن قلاون بإنشاء مسجد بجوار الضريح، ثم تم تجديد الضريح والمسجد معا بعد ذلك.

وفي سنة 1173 هجرية، نشب حريق بالمسجد، وأتلف قسم كبير منه، فأمر الخديو عباس الثاني بإعادة بنائه.

تعلو المسجد منارة تم بنائها على الطراز المملوكي، ويتوسط جدار القبلة محراب مكسو بالقاشاني الملون.

وعلى يمين المحراب باب يؤدي إلى ردهة مسقوفة بوسط سقفها شخشيخة حليت بنقوش عربية ومن هذه الردهة يصل الإنسان إلى الضريح بواسطة فتحة معقودة وبوسطه مقصورة نحاسية أقيمت فوق قبر السيدة نفيسة.

ترشيحاتنا