الرأى الكويتية: واشنطن ترمي بكين في أحضان موسكو

الرئيس الروسي مع الرئيس الصيني
الرئيس الروسي مع الرئيس الصيني

نشرت صحيفة «الراى» الكويتية تقريراً مطولاً بعنوان "واشنطن ترمي بكين في أحضان موسكو".

وقالت الصحيفة ما لم تخطط له الولايات المتحدة هو الدعم الاقتصادي والالتفاف الذي حصلتْ عليه موسكو، حتى من حلفاء أمريكا مثل جنوب أفريقيا والبرازيل والهند وكذلك من الصين.

وتشكل هذه الدول، مع إيران، حلفاً تحت عنوان منظمة شنغهاي الاقتصادية الذي بدأ يفعل وينمو بوتيرة أسرع فرضتْها المواقفُ الغربية بعقوباتها الآحادية على بعض من هذه الدول الأعضاء. إلا ان للصين مصلحة إستراتيجية في استمرار الحرب في أوكرانيا، حتى ولو لم تعلن ذلك جهاراً، مهما ارتفعت العقوبات الأمريكية عليها.

وأضافت الصحيفة إن الحرب على روسيا من خلال أوكرانيا قلبتْ الميزان بالنسبة لأمريكا لتصبح أكثر عداءً تجاه الصين خوفاً من تلاحم روسي - صيني.

وتجلى الموقف الأميركي بقوة بعد الأشهر الأولى من الحرب حيث أظهرت العقوبات الأميركية القاسية - التي بلغت أكثر من 6500 طالت كل القطاعات العسكرية والاقتصادية والمالية والغذائية والبحرية والجوية - عدم فعاليتها المرجوّة رغم الأضرار التي لحقت بالاقتصاد الروسي.

وشددت الصحيفة أنه إذ برزت تدابير خاصة كانت موسكو اتخذتْها قبل الحرب بإنشاء تحالفات مع دول آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية وبتعاون مالي ونفطي وغازي ما جعل من وطأة العقوبات أقلّ قسوة.

واتخذ المصرف المركزي الروسي تدابير فورية أوقفت تدهور العملة الروسية وفتحتْ نظام التحويل المالي على النظام الصيني بعدما أوقفت أميركا نظام SWIFT.

وكذلك قدمت الصين التسهيلات لاستخدام بطاقاتها الاعتمادية للمواطن الروسي، بعد انسحاب فيزا وماستر كارد وأميركان إكسبرس من الأسواق الروسية.

وخفّضت موسكو الضرائب ودعمت القطاعات المختلفة التي كان من المفترض أن تنهار جراء العقوبات الغربية.

وأشارت الصحيفة لم يتوقع الكرملين استغناء أوروبا وأمريكا عن مصادر الطاقة الروسية من نفط وغاز رخيص يستحيل استبداله بنفس المواصفات لأن ذلك من شأنه ان يضر الاقتصاد الأوروبي الذي يعتمد على روسيا في مجال الصناعة خصوصاً.

ومع هذه النتائج غير المتوقَّعة وصمود روسيا، اتجهت أمريكا نحو الصين، تجرّ خلفها حلف «الناتو» الذي استطاعت واشنطن إعادة بث الحياة فيه بعد موت سريري وتململ أوروبي من جدوى إبقائه وخصوصاً بعد انتهاء الحرب الباردة وانفتاح روسيا على الغرب عسكرياً واقتصادياً.

وبدأت واشنطن تقرع طبول الحرب، رغم عدم قدرتها على مواجهة الصين عسكرياً لتجنُّب إحداث جروح قاتلة للدولتين.

وبدأت تشير إلى بكين مهددة إياها على نحو غير مسبوق، وتحشد «الناتو» وحلفاءها للوجود بقوة في بحر الصين واعتبارها عدوَّةً ما تسبَّب بتوتر في منطقة بحر الصين بأكملها، ناهيك عن بناء القواعد العسكرية الجديدة الاضافية في الفيلبين ودفع اليابان لزيادة ميزانيتها الدفاعية استعداداً لمواجهة خيالية.

وأعلن وزير البحرية الأميركية كارلوس ديل تورو ان «الصين تستطيع مشاهدة هذه المناورة لتعلم أن الحلفاء متلاحمون مع بعضهم البعض، تجمعهم قِيَم أساسية مشتركة».

إذاً هي رسالة موجهة «لردع الصين»، كما قال وزير الدفاع لويد أوستن، وليس لشنّ الحرب عليها لأن ذلك لم يعد متاحاً بسبب نتائج الحرب مع روسيا التي ما زالت دائرة والتي تستنزف أميركا وحلفاءها من دون إخضاع الكرملين.

إلا ان الرياح تجري بما لا تشتهيه السفن الأمريكية. إذ من مصلحة الصين القومية استمرار الحرب بين أميركا وروسيا بالواسطة ليستمرّ الاستنزاف الذي استفادت منه بكين في الماضي.

فالحرب الباردة التي بدأت بعد الحرب العالمية الثانية واستمرت عقوداً قدمت فرصة للصين لاستعادة عافيتها والوصول إلى المستوى الاقتصادي العالمي.

وختمت الصحيفة بقولها إذا استمرّت الحرب بين روسيا وأمريكا في أوكرانيا لسنوات طويلة أخرى، فإنها فرصة أخرى لتنامي قوة ردع الصين.