بسبب ضعف أسعار الغاز والخام وهدوء أسواق الطاقة..

 موجات هبوط الأسعار تقود أرباح شركات البترول العالمية للتراجع

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

حالة عدم الاستقرار في الأسواق العالمية، للبترول والغاز الطبيعي خلفت حالة من عدم الاستقرار في أرباح الشركات العالمية المتخصصة في انتاج النفط والغاز الطبيعي، بسبب ضعف أسعار الغاز والخام وهدوء أسواق الطاقة، قادت أرباح كبريات الشركات العالمية إلى التراجع بشكل كبير.

تراجع أرباح إكسون إلى 7.9 مليار دولار
فقد تراجعت أرباح شركة إكسون موبيل الفصلية للربع الثالث على التوالي، متأثرة بضعف أسعار الغاز وتقلص عائداتها من مبيعات الوقود، وانخفض صافي دخل الشركة الأميركية في الربع الثاني، إلى 7.9 مليار دولار، وهو ما يقل عن نصف الأرباح التي حققتها الشركة في نفس الفترة من العام الماضي، حينما استفادت من ارتفاع أسعار النفط والغاز بفعل الحرب الروسية الأوكرانية.
لكن إكسون قالت إنها، باستبعاد الأداء القياسي في الربع الثاني من العام الماضي، سجلت أقوى نتائجها للربع الثاني في أكثر من عشر سنوات مدعومة في ذلك بخفض التكاليف وبيع أصول منخفضة الربحية. وتعتزم الشركة خفض مزيد من التكاليف بعدما قلصتها بواقع 8.3 مليار دولار إجمالا منذ 2019.
أداء إكسون بالربع الثاني جاء أسوأ من توقعات المحللين في وول ستريت، حتى بعد خفض تقديراتهم لنتائج الأعمال بعد أن فاجأت الشركة السوق بتوجيهات أقل من المتوقع في وقت سابق هذا الشهر، وكانت آخر مرة انخفضت فيها أرباح شركة النفط العملاقة على مدار 3 فصول متتالية قبل سبع سنوات، عندما سحقت تخمة النفط الخام في جميع أنحاء العالم الأسعار.
واتبعت إكسون موبيل أداء شركتي شل وتوتال إنرجيز، حيث جاءت أرباحهم أقل من توقعات المحللين تحت ضغط انخفاض أسعار النفط وضعف هوامش تكرير النفط.
وقالت الشركة إن الأرباح من منتجات الطاقة بلغت 2.3 مليار دولار بانخفاض 1.9 مليار دولار عن الربع الأول، لكن ذلك عوضه ارتفاع الأرباح من المنتجات الكيماوية إلى 828 مليون دولار من 371 مليون دولار بفضل انخفاض تكاليف مواد اللقيم.
ويبلغ إنتاج إكسون من النفط 3.7 مليون برميل من المكافئ النفطي يوميا خلال العام الحالي وهو ما يتماشى مع الهدف السنوي للشركة ودون تغير يذكر عن مستواه قبل عام.
وبلغ الإنفاق الرأسمالي والإنفاق على التنقيب 12.5 مليار دولار في النصف الأول من 2023، وهو ما يتوافق مع توقعات الشركة للعام بأكمله التي تتراوح بين 23 مليار دولار و25 مليار دولار.

هبود أرباح OMV النمساوية بمقدار 1.29 مليار دولار

أعلنت شركة أو.إم.في، الجمعة الماضية تسجيل أرباح أساسية أقل من المتوقع خلال الربع الثاني من 2023 بفعل تراجع المساهمات من جميع أقسام الشركة فيما تتوقع انخفاض أسعار النفط والغاز، وقالت الشركة النمساوية لإنتاج وتسويق النفط والغاز وتقديم الحلول الكيميائية إن أرباح التشغيل، بدون التأثيرات الاستثنائية التي تحدث مرة واحدة والمعدلة بحسب التكلفة الحالية للتوريد، بلغت 1.18 مليار يورو (1.29 مليار دولار) خلال الفترة من أبريل إلى يونيو، بانخفاض 60 % مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
وكان محللون قد توقعوا أن تبلغ أرباح التشغيل تلك 1.27 مليار يورو، بحسب توافق في الآراء أعلنت عنه الشركة.
وتراجعت إيرادات المبيعات في الربع الثاني 39 % على أساس سنوي إلى 8.98 مليار يورو.
وتستكشف أو.إم.في وشركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) دمج كيانين مملوكين لهما لإنشاء عملاق للكيماويات بمبيعات سنوية مجمعة تزيد قيمتها عن 20 مليار دولار.
وخفضت الشركة توقعاتها لمتوسط سعر خام برنت هذا العام إلى 75-80 دولارا للبرميل، من توقعات سابقة تجاوزت 80 دولارا.

ضعف أسعار الطاقة يقود «إيني الإيطالية» لهبوط الأرباح 49%  
ومن جانبها أعلنت «إيني» الإيطالية أن ربحها الصافي المعدل للربع الثاني قد تراجع بنسبة 49 % عن العام الماضي، بما يعكس أثر تراجع أسعار النفط والغاز وضعف هوامش التكرير على نتائج أعمال معظم شركات قطاع الطاقة، وسجل الربح الصافي المعدل للربع الثاني 1.94 مليار يورو (حوالي 2.13 مليار دولار)، انخفاضا من نتيجة قوية سجلتها الشركة قبل عام بلغت 3.81 مليار يورو. لكن الربح الصافي رغم انخفاضه جاء أفضل من توقعات المحللين عند 1.6 مليار يورو.
وأشارت إيني إلى أنها ستواصل برنامج إعادة الشراء الذي تبلغ قيمته 2.2 مليار يورو، بعد الحرب في أوكرانيا العام الماضي، تحركت إيني بسرعة لاستبدال إمدادات موسكو من الغاز بالوقود الذي تستخرجه في الدول الأفريقية، مما عزز موقعها في أسواق الغاز.
وقالت إن نشاط التداول المتعلق بمحفظة الغاز الكبيرة وإعادة المفاوضات والتسويات المتعلقة بالعقود كانت العوامل وراء الأداء الجيد للوحدة في الأشهر الثلاثة الماضية.
وتم تأكيد توقعات المجموعة للأرباح المعدلة لهذا العام عند 12 مليار يورو حتى بعد الأخذ في الاعتبار ضعف أسعار النفط والغاز.
وكان كلاوديو ديسكالتسي، الرئيس التنفيذي لشركة النفط والغاز الإيطالية "إيني" قد قال في أبريل الماضي، إنه لا يتوقع حدوث أي "صدمات كبيرة" في أسواق الطاقة هذا العام.

أرباح «توتال إنرجيز» الفرنسية تهبط إلى 5 مليارات دولار
هوت أرباح شركة النفط الفرنسية "توتال إنرجيز"، في الربع الثاني إلى نحو النصف مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، وهو ما يأتي على خلفية انخفاض أسعار الغاز الطبيعي وهوامش أرباح التكرير في أوروبا وسط حالة من الهدوء في أسواق الطاقة.
وقالت "توتال" في بيان، الخميس الماضي، إن صافي دخلها المعدل انخفض بنحو 49 % في الربع الثاني من العام الجاري، إلى نحو 5 مليارات دولار، وهو ما جاء أقل من متوسط توقعات المحللين البالغة 5.2 مليار دولار بحسب رويترز.
وكانت الشركة الفرنسية حققت أرباحا في الربع الثاني من العام الماضي بنحو 9.8 مليار دولار مستفيدة من فوضى السوق التي تسببت بها الحرب الروسية الأوكرانية.
وسجلت "توتال إنرجيز" أرباحا بقيمة 6.5 مليار دولار في الربع الأول من العام الجاري.
ورغم تراجع صافي الدخل في الربع الثاني من العام الجاري، إلا أن الشركة حافظت على خططها تجاه مدفوعات المساهمين والإنفاق الرأسمالي في محاولة لكسب رضائهم بينما يتراجع بعض المستثمرين عن الوقود الأحفوري.
وتخطط الشركة -التي أعادت شراء أسهم بقيمة ملياري دولار في الربعين الأول والثاني- لإعادة شراء أوراق مالية بنفس المبلغ في الربع الثالث. وأعلنت عن توزيعات أرباح مؤقتة بقيمة 0.74 يورو للسهم.

أرباح «شل العالمية» تتراجع بـ 56%
ومن ناحية أخرى أعلنت شركة شل، تحقيق أرباح بلغت خمسة مليارات دولار في الربع الثاني من العام، في تراجع 56 % عنها قبل عام، مع هبوط أسعار النفط والغاز بعد صعودها بفعل الحرب في أوكرانيا، وزادت شل توزيعات الأرباح إلى 0.33 دولار للسهم خلال الربع كما أعلنت سابقا في يونيو.
وأعلنت عن إعادة شراء أسهم بثلاثة مليارات دولار على مدى الأشهر الثلاثة المقبلة، مقارنة مع 3.6 مليار دولار في الأشهر الثلاثة السابقة، وقال الرئيس التنفيذي وائل صوان في بيان "سنواصل إعطاء الأولوية لإعادة شراء الأسهم بالنظر إلى القيمة التي تمثلها أسهمنا".
في يونيو، أعلنت شل أنها ستعيد شراء ما لا يقل عن 5 مليارات دولار من الأسهم في النصف الثاني من العام. وقالت الخميس إن عمليات إعادة الشراء التي لا تقل عن 2.5 مليار دولار سيتم الإعلان عنها في نتائجها للربع الثالث.
خالفت أرباح شل المعدلة توقعات المحللين المقدمة من الشركة لربح 5.8 مليار دولار.
وتأتي هذه النتائج مقارنة مع أرباح ربع سنوية قياسية بلغت 11.5 مليار دولار قبل عام و9.65 مليار دولار في الربع الأول من 2023.
وأرجعت شركة شل تراجع الأرباح بشكل أساسي إلى انخفاض أسعار النفط والغاز، وهوامش التكرير، وأحجام المبيعات، مقارنة بالربع السابق، حيث ارتفعت أسعار النفط والغاز العام الماضي في أعقاب الحرب في أوكرانيا، لكن أسعار الطاقة تراجعت بحدة هذا العام مع انحسار المخاوف من حدوث نقص.
بلغ متوسط أسعار خام برنت القياسي 80 دولارًا للبرميل في الربع الثاني من عام 2023، انخفاضًا من 110 دولارات في العام السابق.
انخفضت أسعار الغاز الطبيعي المسال إلى 11.75 دولارًا لكل مليون وحدة حرارية بريطانية (mmBtu) من حوالي 33 دولارًا.
قالت شركة شل، أكبر متداول للغاز الطبيعي المسال في العالم، إن أرباح قسمها الرئيسي تراجعت إلى النصف مقارنة بالربع السابق بسبب ضعف أداء قسم التداول فيها.
خفضت شل ديونها المتراكمة إلى 40.3 مليار دولار بنهاية الربع الثاني، بانخفاض من 44.2 مليار دولار قبل 3 أشهر، وخفضت نسبة الدين إلى رأس المال، المعروف بنسبة المديونية، بنقطة مئوية واحدة إلى 17 بالمئة.
ذكرت شركة Equinor النرويجية الأربعاء عن انخفاض بنسبة 57 % في أرباح الربع الثاني.

اقرأ أيضا | خبراء البترول: تصدير الغاز المصري باسلوب الشحنات الفورية يتناسب مع قرار رئيس الوزراء لحل أزمة الكهرباء

ترشيحاتنا