النفط يتراجع ..وتحفيز الصين يحد من الخسائر ..وروسيا تخفض 20 دولارا للبرميل عن «برنت»

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

تباينت أسعار النفط الخام في الأسواق العالمية، بين إنخفاض في الأسواق الأسيوية، وارتفاع مخزونات النفط الأمريكية، حيث انخفضت أسعار النفط خلال التعاملات الآسيوية المبكرة اليوم الأربعاء، متراجعة من أعلى مستوياتها في ثلاثة أشهر في اليوم السابق بعد أن أظهرت بيانات الصناعة ارتفاع مخزونات الخام الأمريكية، لكن مؤشرات على تقلص الإمدادات العالمية وآمال في حفز الصين لاقتصادها حدت من الخسائر.
قال هيرويوكي كيكوكاوا، رئيس إن.إس تريدينج، وهي وحدة تابعة لنيسان سيكيوريتيز، أن زيادة مخزونات الخام الأميركية الأسبوع الماضي تسببت في بعض عمليات البيع"، مضيفا أن المستثمرين عمدوا أيضا إلى ترتيب مراكزهم قبل قرار السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي).
ارتفعت مخزونات الخام الأميركية بنحو 1.32 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 21 يوليو، بحسب أرقام معهد البترول الأميركي الثلاثاء، وتوقع محللون استطلعت «رويترز» أراءهم تراجعا قدره 2.3 مليون برميل.
وانخفضت مخزونات البنزين بنحو 1.04 مليون برميل في حين ارتفعت مخزونات نواتج التقطير بنحو 1.61 مليون برميل، ومن المقرر صدور بيانات الحكومة الأمريكية بشأن المخزونات الأربعاء.

تحرك الأسعار
تراجعت العقود الآجلة لخام برنت 26 سنتا أو 0.3 بالمئة إلى 83.38 دولار للبرميل بحلول الساعة 0315 بتوقيت غرينتش. وبلغ سعر خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 79.35 دولار للبرميل، منخفضا 28 سنتا أو 0.35 بالمئة.
وتراجعت الأسعار بعد أن بلغ خاما برنت وغرب تكساس الوسيط في جلسة الثلاثاء أعلى مستوياتها منذ 19 أبريل وسط مخاوف من تقلص الإمدادات وتعهدات السلطات الصينية بدعم ثاني أكبر اقتصاد في العالم.
وحققت أسعار النفط مكاسب أسبوعية أربع مرات متتالية مع توقعات تقلص إمدادات الخام بسبب خفض منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاء لها للإنتاج.
وأظهرت أحدث بيانات حكومية صدرت أمس أن صادرات النفط السعودية تراجعت نحو 40 بالمئة في مايو، مقارنة بالفترة نفسها قبل عام.
في غضون ذلك، تعهد القادة في الصين، ثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم، بتعزيز دعم السياسة الاقتصادية.

أسعار النفط تحصد مكاسب 
ومن ناحية أخرى حصدت أسعار النفط الخام مكاسب بأكثر من 12 % خلال الشهر الجاري حتى الآن بسبب تخفيضات إنتاج «أوبك+» إضافة إلى إجراءات التحفيز الاقتصادي في الصين، حيث حققت أفضل 20 يوما في 18 شهرا، رغم تخوف تجار التجزئة مع عودة اتجاه هبوطي بشكل متزايد بسبب جني الأرباح.
واستطلعت «الاقتصادية السعودية» أراء محللون نفطيون: الذين أكدوا إن أسعار النفط اتجهت إلى الأعلى بقوة بسبب قيود المعروض النفطي المشددة، ما مثل بالفعل خط اتجاه صعودي على المدى القريب منذ نهاية يونيو الماضي، مشيرين إلى أن اجتماع وزراء "أوبك+" المقبل في إطار لجنة مراقبة الإنتاج المشتركة في الثالث من أغسطس المقبل من غير المتوقع أن يوصي بأي تخفيضات أخرى للإنتاج هذه المرة.
وأكدوا أن سعي روسيا التي تقود دول خارج أوبك إلى تسجيل مزيد من ارتفاع أسعار النفط حتى تستمر في تقديم خصم عند مستوى أعلى من سقف أسعار مجموعة السبع، مشيرين إلى أن الاجتماع المقبل يأتي بعد سلسلة تخفيضات إنتاج الخام من قبل "أوبك+" منذ أكتوبر الماضي وعلى الأرجح سيتم خلاله تقييم حالة سوق النفط العالمية.
وفي هذا الإطار.

سوق النفط أكثر إحكاما
ويقول سيفين شيميل مدير شركة "في جي إندستري" الألمانية: إن مكاسب النفط على الأرجح ستترسخ في السوق النفطية في الشهور المقبلة، وإن منظمة أوبك+ تتوقع أن تصبح سوق النفط أكثر إحكاما في النصف الثاني من هذا العام الجاري، ما سيؤدي بطبيعة الحال إلى زيادة الضغط الصعودي على أسعار النفط. وأفاد بأن الهدف الأساس لتحالف "أوبك+" هو تحقيق التوازن في أسواق النفط، مرجحا أن توصي اللجنة الوزارية للتحالف بعدم إجراء مزيد من التخفيضات في إنتاج "أوبك+" ومحاولة تحقيق التوازن في سوق النفط العالمية هي أحد الأهداف الرئيسة للمجموعة، لذلك من الممكن إجراء خفض إضافي آخر في الإنتاج لمواجهة مخاوف الركود.
ويتفق روبين نوبل مدير شركة "أوكسيرا" الدولية للاستشارات مع أن الأخطار الجيوسياسية خاصة تصاعد الحرب في أوكرانيا تشعل أسعار النفط، في وقت كان لدى روسيا سعر التعادل المالي للنفط عند نحو 40 دولارا أمريكيا للبرميل قبل الحرب، وهو المستوى نفسه الذي يمكن أن يبدأ عنده عديد من منتجي النفط الصخري الأفضل في الولايات المتحدة في جني أرباح جيدة. 
وأوضح أنه نظرا للعواقب السلبية المختلفة للحرب في أوكرانيا فقد ارتفعت تكاليف الإنتاج بشكل باهظ، حيث إنه في أعقاب الحرب تم فرض عديد من عمليات الحظر وسقوف الأسعار على منتجات الهيدروكربونات الروسية من قبل مجموعات مختلفة تتألف من الولايات المتحدة وحلفائها مع الأخذ في الحسبان فرض سقف عام لأسعار النفط على النفط الروسي عند 60 دولارا للبرميل.

النفط الروسي المخفض يجذب بعض المشترين

أما ماركوس كروج كبير محللي شركة "أيه كنترول" لأبحاث النفط والغاز، فيوكد أن النفط الروسي المخفض يجذب بعض المشترين، ورغم العقوبات المختلفة التي لا تزال سارية هناك كثير من المشترين الراغبين في النفط الروسي المخفض خاصة الصين وهي الدولة الرئيسة، وأيضا الهند وهي مشتر ضخم للخام، منوها إلى أنه لا الصين ولا الهند ولا عديد من الدول الرئيسة الأخرى التي تشتري النفط تهتم على الإطلاق بالعقوبات الحالية التي تقودها الولايات المتحدة ضد روسيا وينجذبان نحو شراء النفط الروسي الرخيص. بدورها، تقول مواهي كواسي العضو المنتدب لشركة "أجركرافت" الدولية: إن صناعة النفط الخام تحتاج إلى استثمارات جديدة لتعويض نضوب الحقول ولدعم التنمية خاصة في الدول التي تكافح ضد فقر الطاقة، مشيرة إلى أن التقييمات الرخيصة والعوائد الجذابة تجعل مشاريع الوقود الأحفوري بمنزلة استثمارات جيدة، لافتا إلى أن مخزونات النفط والغاز أصبحت رخيصة.
وأضافت أن العوائد جيدة لمشاريع النفط كما أن تقييمات الوقود الأحفوري رخيصة، لذا وضعت عديد من شركات الطاقة الدولية عديدا من الرهانات الصعودية على النفط والغاز، موضحة أن الغاز الطبيعي المسال الأمريكي يعد أحد أكثر مجالات النمو سخونة في مجال الطاقة العالمية وذلك في أعقاب تقليص إمدادات الغاز في أوروبا في العام الماضي عندما أغلقت روسيا معظم صنابير الغاز، حيث أصبح الغاز الطبيعي المسال الأمريكي مصدرا رئيسا للغاز لأوروبا.
من ناحية أخرى، وفيما يخص الأسعار ارتفعت أسعار النفط أمس مواصلة المكاسب التي حققتها في الجلسة السابقة، إذ أدت مؤشرات على تراجع الإمدادات وتعهد السلطات الصينية بدعم ثاني أكبر اقتصاد في العالم إلى رفع المعنويات.
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت سبعة سنتات إلى 82.81 دولار للبرميل في الساعة 00:07 بتوقيت جرينتش، في حين صعد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 11 سنتا إلى 78.85 دولار.
وارتفع كلا الخامين القياسيين بأكثر من 2 %، في اليوم السابق، وبلغا أعلى إغلاق لهما منذ أبريل، وصعدا بالفعل لأربعة أسابيع متتالية مع توقعات بتقلص الإمدادات بسبب تخفيضات الإنتاج التي أعلنتها منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" وحلفاء مثل روسيا، وهي المجموعة المعروفة باسم "أوبك+".
وفي الصين، ثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم، تعهد القادة بتكثيف سياسات دعم الاقتصاد وسط انتعاش متذبذب بعد كوفيد - 19، مع التركيز على تعزيز الطلب المحلي. ومع ذلك، أكدت البيانات المخيبة للآمال في منطقة اليورو والولايات المتحدة الضعف في جميع أنحاء الاقتصاد العالمي.
وأظهر مسح أن النشاط التجاري في منطقة اليورو انكمش أكثر بكثير مما كان متوقعا في يوليو مع انخفاض الطلب في صناعة الخدمات المهيمنة بالكتلة بينما انخفض إنتاج المصانع بأسرع وتيرة منذ ظهور كوفيد - 19.
وفي الولايات المتحدة، تباطأ النشاط التجاري إلى أدنى مستوى له في خمسة أشهر في يوليو، متأثرا بتراجع نمو قطاع الخدمات.

مخزونات الخام الأمريكية
وصدرت بيانات صناعية عن مخزونات الخام الأمريكية وقدر أربعة محللين استطلعت رويترز آراءهم في المتوسط، أن مخزونات النفط الخام انخفضت بنحو مليوني برميل في الأسبوع المنتهي في 21 يوليو.
من جانب آخر، ارتفعت سلة خام أوبك وسجل سعرها 83.19 دولار للبرميل الإثنين مقابل 81.99 دولار للبرميل في اليوم السابق.
وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول أوبك أمس إن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء بالمنظمة حقق ثاني ارتفاع له على التوالي، وإن السلة كسبت نحو ثلاثة دولارات مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي الذي سجلت فيه 80.33 دولار للبرميل

20 دولارا للبرميل خفض الخصم من روسيا  
ومن ناحية أخرى قال أنطون سيلوانوف وزير المالية الروسي: إن وزارة المالية تعتزم خفض الخصم الذي تستعمله لتحديد الضرائب على صادرات البلاد من النفط الخام إلى 20 دولارا للبرميل من 25 دولارا حاليا.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وقع في فبراير قانونا بتثبيت الخصم على خام الأورال الروسي الرئيس لأغراض حساب الضرائب، وفقا لـ"رويترز".
وقال سيلوانوف في تصريحات نشرت أمس، "يبلغ الخصم حاليا 25 دولارا للبرميل عن سعر خام برنت نعتزم خفضه إلى 20 دولارا للبرميل، وندرس تدابير أخرى لتحسين حساب الضرائب على صادرات النفط".
ولم يذكر الوزير مزيدا من التفاصيل بشأن التدابير الأخرى قيد الدراسة، لكنه أضاف أن الوزارة ستجمع من إيرادات النفط والغاز ثمانية تريليونات روبل (88.5 مليار دولار) في 2023 على أساس سعر برنت الحالي البالغ نحو 80 دولارا للبرميل.
انخفضت إيرادات روسيا من النفط والخام 47 % على أساس سنوي في الشهور الستة الأولى من العام الجاري، وهو ما عزته الوزارة إلى انخفاض أسعار خام الأورال وتراجع صادرات الغاز الطبيعي.
وقال سيلوانوف: إن عجز الميزانية سيبلغ نحو 2 إلى 2.5 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي بنهاية العام.
وأضاف "لدينا موارد كافية للوفاء بالنفقات المخطط لها وستظهر موارد إضافية".
ومن المقرر أن تنخفض صادرات النفط الروسية من الموانئ الغربية بما يراوح بين 100 و200 ألف برميل يوميا الشهر المقبل مقارنة بمستويات يوليو، في مؤشر إلى التزام موسكو بتعهدها بتخفيضات جديدة للإمدادات، حسبما أفاد مصدران مطلعان على خطط التصدير أمس.
وتقلص مجموعة "أوبك+" التي تضم دول أوبك ومنتجين كبارا على رأسهم روسيا، الإمدادات منذ تشرين الثاني (نوفمبر). وتعهدت موسكو هذا الشهر بخفض الصادرات 500 ألف برميل يوميا في أغسطس، بينما مددت السعودية تخفيضات الإنتاج البالغة مليون برميل يوميا.
وبينما لم تكشف روسيا عن خط الأساس للخفض، قال محللون ومتعاملون: إن من الصعب مراقبة ذلك، لكن وفقا لمصادر تجارية وبيانات ريفينيتيف إيكون، ستزيد تخفيضات أغسطس من تخفيضات الصادرات بين مايو ويوليو التي بلغ مجموعها بالفعل 500 ألف برميل يوميا.

7.2 مليار دولار إيرادات العراق النفطية
وعلى جانب آخر بلغت إيرادات العراق من صادرات النفط في يونيو الماضي نحو 7.2 مليار دولار، بحسب ما ذكرته وزارة النفط العراقية في بيان اليوم الأربعاء، وبحسب البيان فإن صادرات نفط العراق بلغت 100.059 مليون برميل في يونيو، بمتوسط سعر بلغ 71.755 دولار للبرميل.
ويسعى العراق إلى زيادة طاقته الإنتاجه من النفط إلى ستة ملايين برميل يوميا في الفترة المقبلة، مقابل 5.4 مليون برميل يوميا حاليا، وذلك بحسب تصريحات سابقة لوزير النفط العراقي حيان عبدالغني.
وقال عبدالغني في تصريحاته الشهر الماضي إن إنتاج العراق الحالي يبلغ 4.43 مليون برميل يوميا.

اقرأ أيضا | وزير البترول: زيادة الاعتماد على الطاقة المتجددة يساهم فى تحقيق أهداف التحول الطاقى

ترشيحاتنا