«الذكاء الاصطناعي» يهدد عرش حقوق الملكية الفكرية لملوك الغناء

عمرو دياب ومحمد حماقي
عمرو دياب ومحمد حماقي

في الوقت الذي يحدث استخدام الذكاء الصناعي طفرات هائلة في تحليل المعلومات وسرعة الوصول إلى النتائج في بعض التخصصات، أصبح يمثل تهديدا كبيرا في عالم الموسيقى والغناء فيما يتعلق بحقوق الملكية الفكرية للمطربين، فليس سهلا أن يخترق الكلمات أو الألحان بقدر ما يعمل على نسخ قطع صوتية لتركيبها على الأعمال الجاهزة، فهو حتى الآن لم يقترب من عمل الشعراء والملحنين، لذا نرى بين الحين والآخر مطالبات من المطربين الأحياء أو ذوي الأموات بمنع استخدام أصواتهم على غير أغانيهم، فهل ننتظر قريبا تنازلا رسميا مدفوعا أو بأجر من بعض المطربين لاستباحة أصواتهم بإرادتهم قبل أن يضحون مرغمين مجانا على ذلك؟.

ما أثار القضية مؤخرا استخدام الذكاء الاصطناعي لأغنية داري يا قلبي التي كتب كلماتها الشاعر محمود فاروق وغناها ولحنها حمزة نمرة، إلا أنها بأصوات عمرو دياب وتامر حسني ومحمد حماقي ولؤي ورامي صبري، حيث نجح الذكاء الاصطناعي في تجميع عدد من النجوم الذين يصعب في الواقع أن تجدهم في أغنية واحدة، كما سمعنا منذ فترة قصيدة "شئون صغيرة" لكاظم الساهر يغنيها كدويتو مع عمرو دياب باللغة العربية الفصحى، تلك الأمثلة أقدمها كنموذج لما يحدث مع الأحياء، فماذا حدث مع فنانينا الراحلين.

النموذج الأبرز لاستخدام أصوات الراحلين تمثل في كوكب الشرق أم كلثوم حينما قرر الملحن عمرو مصطفى طرح مقطعا من أغنية جديدة بصوت أم كلثوم، وواجه هجوما من فكرة استخدام صوتها في أغاني حديثة دون موافقتها، حيث يرى مصطفى أن فكرة مطرب الذكاء الاصطناعى تهدف إلى تحرير المبدعين من قيود شركات الإنتاج، أو فكرة احتكار الأغانى من قبل بعض المطربين، الأغنية سوف تكون ملكا للشاعر والملحن والموزع، والمطرب الذي يرغب في غنائها يستطيع فعل ذلك، وإذا أراد مطرب غيره غناء الأغنية ذاتها يستطيع فعل ذلك، زمن احتكار الأغنية انتهى، ولنستعد لوجود مطرب ذكاء اصطناعى طفلا هو ذلك الـ "AI".

كما سمعنا أغنية "ذاك الغبى" لأصالة، بصوت الراحلة ذكرى، وأغنية آمال ماهر "ادينى فرصة" سمعناها بصوت إليسا، كما شاهدنا استخدامات الذكاء الاصطناعي سينمائيا ومنها منذ 14 عاما في فيلم "ولاد العم" الذي أخرجه شريف عرفة وقام ببطولته كريم عبد العزيز وشريف منير ومنى زكي، حيث قام بطل الفيلم الإسرائيلي "شريف منير" بخديعة بطلة الفيلم "منى زكي" أنها تحادث عمتها على الهاتف بينما هي تقنية استخدام بصمة الصوت كرسالة ثابتة عند الاتصال بهاتفها.

كما باع بعض فناني الأكشن الكبار حقوق استغلال وجوههم من قبل الذكاء الاصطناعى ليتم استغلاله في الإعلانات، وفعل الأمر ذاته بعض المطربين الذين باعوا أصواتهم برغبتهم بدلًا من أن تؤخذ بالذكاء الاصطناعى، وحتى الأن فإن الصوت البشري لا يعوض وهو وقود كافة استخدامات الذكاء الاصطناعي في مجال الأغنية، وقد يستطع البعض اكتشاف الفروق الصوتية إلا أنها في الغالب تمر بسلام وأصبح لها جمهورها، خاصة وأن الغناء المهرجاناتي يعتمد عليه اعتمادا كليا.

ترشيحاتنا