فى عالم موازى

بعد 20 عاما من الآن .. هل يمكن إلغاء حفل «ترافيس سكوت» فى مصر بأمر نقيب الموسيقيين حمو بيكا؟

ترافيس سكوت وحمو بيكا
ترافيس سكوت وحمو بيكا

فى الوقت الذى زاد فيه الجدل واللغط حول نقابة الموسيقين وحفل ترافيس سكوت وخروج النقابة ببيانات عنترية بإلغاء الحفل وأشارت كثير من الأقلام والألسنة أنها مجرد أخذ اللقطة مع من يرفض هذا الحفل اتهاما للمطرب الشهير أنه من عبدة الشيطان، وأنه يدعو من خلال أغانيه لنشر الفكر الشيطانى.

ولكن المطرب نفسه خرج وأعلن أنه ليس كذلك وأنه مجرد فنان يحب فنه، وأنه من عائلة متدينة تتردد أفرادها دائمًا على الكنيسة بشكل منتظم وبالتالى فهو ليس كما يشاع حول حفله فى مصر، وأنه مستعد للتقدم لأى جهة للحصول على تصاريح الغناء فى مصر، ثم العودة والتراجع من النقابة بحجة أنه ليس إلغاء ولكنه انتظار للحصول على تصاريح.

ومابين هذا وذاك وجدل ورغى وصداع غير واضح المعالم أو الأعراض، وفى عالم موازى فوجئنا بصورة منتشرة على مواقع التواصل الاجتماعى تضم نقيب الموسيقيين مع مؤدى أغانى المهرجانات حمو بيكا وكزبرة وغيرهم معلنيين حصولهم على عضوية نقابة الموسيقيين، تحت أى بند أو مسمى لا نعلم!.. قد يكون تحت عنوان مؤدى أغانى مهرجانات أو مؤدى أى شئ، المهم أنهم أصبجوا كما نُشر أو أشيع تحت مظلة نقابة المهن الموسيقية.

 

أصبحوا أعضاء بالنقابة وزملاء للمطربين الكبار هانى شاكر ومدحت صالح وعلى الحجار والحلو وعمر دياب وإيمان البحر درويش شفاه الله، وغيرهم من النجوم الكبار فى عالم الغناء سواء الأحياء منهم أو الأموات، وطبعا لو صحت الشائعة وافترضنا حسن النوايا بأن هذا من اجل تقنيين العمل بالساحة الغنائية والسيطرة على محتوى مايقدم حتى لايترك مؤديه الى العبث بوجدان وعقول الجمهور من الشباب الصغير، وتحجيم الانفلات الغنائى والعشوائية الموسيقية.

 

ولكن فى النهاية اصبحنا امام امر واقع اراه من وجهة نظرى كارثى..اولا لان اصوات هؤلاء لا تصلح حتى فى الغناء فى الحمامات والمطابخ التى فى بيوتهم، فما بالنا اقتحامهم بيوت كل المصريين والعرب، أى ثقافة فنية يبثوها علينا ليل نهار، سواء من كلمات لايمكن وصفها الا بأنها كلمات لاترتقى اعلى من مستوى الحذاء، فى اطار موسيقى راقص ايقاعى يشد اذن ورؤوس المستمعين فينغرس بهم فى أرض بور لا زرع صالح للنماء الفكرى والعقلانى، ولا ماء صلح للإستخدام البشرى لان الماء فيه سم قاتل لأى ثقافة فنية من شأنها اعلاء الحس الفنى الجماهيرى والذوق والاخلاق.

 

كنا زمان نسمع أن الموسيقى هى غذاء الروح، ولكن الآن نشعر مع بيكا وكزبرة وجرجير وغيرهم من المأكولات الفنية التى غزت الساحة الغنائية وحولتها الى طبق سلطة منتهى الصلاحية (مضروب) أصبحت الموسيقى غذاء الكرش المدلدل الذى يحتاج الى مطهر وآخر خافض للحرارة.

 

والاشكالية الاخرى والاكثر كارثية انه مع الوقت هل يحق لهؤلاء المؤديين المؤدبين فى طرح كلمات اغانيهم وموسيقاهم المهرجاناتية اعضاء النقابة الجدد بالترشح لعضوية مجلس نقابة المهن الموسيقية..بل والى منصب النقيب؟!!!الذى شغله من قبل قامات وعمالقة من نجوم الموسيقى والغناء المصرى حيث كانت الانسة ام كلثوم اول من شغل منصب نقيب الموسيقيين فى مصر..ورغم خلافاتها الحادة والمشتعلة مع الموسيقار محمد عبد الوهاب على هذاالمنصب الا إنها فازت به فى النهاية حتى عام 1955 ليصل عبد الوهاب الى منصب النقيب بعد منافسة وصراع شرس مع ام كلثوم.

 

ولكن هل ترى الاسماء التى كانت تنافس على منصب النقيب حقيقي اسماء مرعبة تدل على انها نقابة فنية موسيقية قوية فنا واخلاقا..ليتوالى بعد ذلك اسماء كبيرة وعظيمة فى عالم الفن والموسيقى مثل احمد فؤاد حسن وحلمى امين وحسن ابو السعود وصولا الى هانى شاكر وايمان البحر درويش.فجميعهم فنانين موهوبين يملكون من الثقافة واخلاقيات المهنة ماجعلهم يحافظون على قيمتها لدى الجمهور الذى كان يراهم كنجوم فى السما يصعب الوصول اليهم..وكان يصعب على اى احد حتى من انصاف المواهب وليس عديمى الموهبة كما يحدث الان ان يجرؤ حتى ان يمر من امام باب النقابة التى كانت لاتعتمد الا اموهوبين فقط.

أما الآن وبإنتشار خبر ضم بيكا وشاكوش وكزبرة، وغيرهم ممن تسول له نفسه بالغناء تحت مظلة النقابة فهل يحق لهؤلاء فيما بعد ان يترشحوا لمنصب ام كلثوم وعبد الوهاب كروؤساء لنقابة من اعرق واهم نقابات الفن فى مصر والوطن العربى..وهل مثلا يعنى بعد 20 سنة ممكن ان نسمع عن الغاء حفل ترافيس سكوت بأمر نقيب الموسيقيين حمو بيكا وعضوية شاكوش وكزبرة وصاصا حفاظا على الاداب العامة والفن الراقى والكلمات المحترمة التى يغنيها مطربى المهرجانات فى وقتها المستقبلى.

 

ترشيحاتنا