عبدالنبي النديم يكتب: أسرار البيوت ..بث مباشر !!

الكاتب الصحفي عبدالنبي النديم
الكاتب الصحفي عبدالنبي النديم

ظاهرة غريبة فى البيوت والمقاهي والطرقات والمواصلات العامة، انتشرت بشكل مبالغ فيه وبشدة، وهى سيطرة الشبكة العنكبوتية على كل المجتمعات في العالم، حيث أصبح التليفون المحمول صديق ملاصق لكل مواطن، لا يفارق يد الجميع وكافة الأعمار وكل فئات الشعب، فقد توغلت مواقع التواصل الاجتماعي إلى أعمق الأسرار لدى كل فرد في المجتمع، قبل أن تتوغل داخل البيوت تفضح ما فيها من أسرار لتصبح مباحة للجميع، فأسرار غرف النوم في البيوت المصرية أصبحت بث مباشر وعرض مستمر على مختلف مواقع التواصل، بعد أن وجد بعض الصعاليك فيها ضآلتهم للكسب السريع للدولارات المشبوهة، مقابل فضح أخص الأسرار داخل بيوتهم، لتحقيق مكاسب بطعم المر، ببيع عرضه وآدميته وخصوصية بيته، غير مبالي بالآثار السلبية التي يخلفها إدمان الترند على صفحات التواصل الإجتماعي.

فقد أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي مرتعا وأرضا خصبة لنشر الأكاذيب وتحقيق الأهداف الخبيثة، من بث الشائعات المغرضة لتحقيق أغراض خبيثة وزعزعة الاستقرار الاجتماعي في البلاد، بالاستخدام السيئ من خلال بث التفاهة وترويج الفن العطن والخبيث والهابط، بتمجيد الصعاليك التي نضحت بهم مجاري الفن في غفلة من الزمن، أو نتيجة الفراغ الذي يعاني منه المجتمع خاصة بين جيل الشباب، من خلال منظومة غريبة انتشرت بشكل مريب وهى «صناعة النجم الوهمي».. نعم صناعة النجم الوهمي.. من خلال تفصيل وحبك سيناريو لأحد العامة المجهولين من سواد الشعب، وبث فيديوهات له تثير العواطف والتعاطف معه، «ليركب الترند»، وتتبدل أحواله تماماً، ويصبح هذا المجهول نجما ساطعا تتخطفه كاميرات القنوات الفضائية لبرامج التوك شو، ومواقع التواصل الإجتماعي، ويتفاعل معها المجتمع بشكل يثير التساؤل عن استجابته لمثل هذه الحالات التي أصبحت عملية سطو على عقول المواطنين، لتحقيق أرباح يحققها الترند، من هذه الأمثال الهابطة التي تحقق آلآف الدولارات جراء الترند والتفاعل من مرتادي مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة.

والأكثر دهشة أن هذه الأمثال التي تطفو على سطح ترند مواقع التواصل الاجتماعي تزداد شهرة وإقبال، كلما تعمقت في الإبتذال والإسفاف والفن الهابط الغير هادف، وتحقق شهرة واسعة وجماهيرية منقطعة النظير قد تتخطى حدود الدولة، حيث أن مواقع التواصل الاجتماعي لا تعترف بالحدود بين دول العالم، حتى ناطح راكبي الترند عظماء الفنون في مختلف المجالات، وكأن مرتادي مواقع التواصل أصبحوا في غيبوبة كاملة منساقين خلف هذه التفاهات التي تفسد الآداب والذوق العام في الوطن، الأمر الذي يجب أن يخضع للدراسة بشدة، حول أسباب انتشار صعاليك الترند، الذين أفسدوا الذوق العام لدى جمهور مواقع التواصل الاجتماعي خاصة جيل الشباب.

إن انتشار هؤلاء المتاجرون بأخلاق المجتمع المصري بصفة خاصة والعربي بصفة عامة، والتي في أغلبها تدعو إلى هجر القيم والأخلاق داخل المجتمعات العربية، يجب مواجهتها بشدة وكسر الهجمة الشرسة من الغرب لنشر الأفكار الشاذة والفكر المنحل بين شباب البلد، بعد أن أصبحت عملية بيع القيم والأخلاق تجارة رابحة لصعاليك الفن الهابط، وراكبي الترند، بشن عملية مضادة للرجوع إلى أخلاق المجتمع العربي للتمسك بالمبادئ والقيم، لكسر هجمات الغرب الهشة للنيل من أخلاق المجتمعات الشرقية، فأصحاب الصفات السيئة وممارساتهم على مواقع التواصل تمثل خطورة بالغة، وآن وقت المواجهة حتى لا يكونوا مدمرين للمبادئ والقيم التي تربي عليها المواطن العربي، فإذا ضاعت القيم وتاهت المبادئ، يطغى أهل الشر ويسود الكذابين وتكثر الخيانات ويزيد الفساد.

                                                           وللحديث بقية .. ما دام في العمر بقية

ترشيحاتنا