الدكتور منجي بدر يكتب: مؤتمر شنغهاى الصين تتربع على قمة العالم لانهاء مرحلة القطب الواحد

الدكتور منجي بدر
الدكتور منجي بدر

 أكد زعماء «منظمة شنغهاي للتعاون» فى قمتهم الافتراضية يوم 4 الجارى أن تكتلهم الأمني والسياسي الأورو - آسيوي غير موجّه ضد أي دول أخرى، ويرحب بتعاون أشمل مع الجميع، ويعارض حل القضايا الدولية والإقليمية على أساس آيديولوجي وبفكر تصادمي ، وفى نهاية القمة وقعت بلدان منظمة شنغهاي للتعاون على بيان مشترك أكدت فيه أن المنظمة ليست موجهة ضد الدول الأخرى والمنظمات الدولية وهي منفتحة على التعاون الواسع معها وفقا لأهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة وميثاق منظمة شنغهاي للتعاون والقانون الدولي وعلى أساس مراعاة المصالح المشتركة والمواقف المشتركة من حل المشاكل الإقليمية والعالمية وتؤيد الدول الأعضاء احترام حقوق الشعوب في الاختيار المستقل والديمقراطي لطرق تنميتها السياسية والاجتماعية والاقتصادية ومبادئ الاحترام المتبادل للسيادة والاستقلال ووحدة أراضي الدول ومساواة الحقوق والفائدة المتبادلة وعدم التدخل في الشئون الداخلية وعدم استخدام القوة أو التهديد باستخدام القوة تعد أساسا للتطور الثابت للعلاقات الدولية.

  وتأسست منظمة شنغهاى للتعاون في 15 يونيو 2001، وتضم المنظمة حاليا 9 دول: روسيا وكازاخستان والصين وقيرغيزستان وطاجيكستان وأوزبكستان كدول مؤسسة وأيضًا الهند وباكستان اللتان انضمتا إلى المنظمة عام 2017. كما انضمت إيران يوم 4 الجارى إلى المنظمة وأصبحت العضو التاسع بالمنظمة.

  وأشار رئيس الوزراء الهندي خلال افتتاحه لقمة منظمة شنغهاي للتعاون ال 32 والتى استضافتها الهند    إنه يجب ألا تتردد المنظمة في إدانة الدول التي تدعم الإرهاب. 

   ودعا الرئيس الصيني أعضاء منظمة "شانغهاي" للتعاون، التركيز على التعاون الـ"براجماتي" لتسريع التعافي الاقتصادي،وتعزيز تضامنهم وثقتهم المتبادلة وإن "الاتجاه التاريخي للسلام والتنمية والتعاون المربح للجميع لا يمكن وقفه، ومعارضة الصين لتصرفات الهيمنة والطغيان والتنمر، وإقامة علاقات الشراكة القائمة على الحوار بدلا من المجابهة والتحالف لصيانة سلام العالم واستقراره، والعمل على تسوية الخلافات عبر الحوار وتجاوز التنافس عبر التعاون، وتبادل الدعم الثابت للجهود في تحقيق التنمية والنهضة، ووضع سياسات خارجية بشكل مستقل ، وضرورة الحذر من قيام القوى الخارجية بالتحريض على «الحرب الباردة الجديدة» وإحداث المواجهة بين المعسكرات في المنطقة، ورفض قيام أي بلد بالتدخل في الشئون الداخلية وتخطيط «الثورة الملونة»، والتحكم في مستقبل البلاد والعباد.

   كما دعا الرئيس الصينى لتعزيز المواءمة بين مبادرة التعاون في بناء مبادرة «الحزام والطريق» بالجودة العالية والاستراتيجيات التنموية للدول ومبادرات التعاون الإقليمي، والدفع بتحرير التجارة والاستثمار وتسهيلهما على نحو معمق، والإسراع في بناء البنية التحتية للمعابر والممرات اللوجستية الدولية الواقعة في المنطقة، بما يضمن الاستقرار والانسياب لسلاسل الصناعة والإمداد الإقليمية.

 أما الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فقد أكد إن روسيا تتعرض لحرب هجينة يرافقها فرض عقوبات غير مسبوقة , وأنه على دول منظمة شنغهاي العمل على تعزيز المبادلات التجارية بينها بالعملات المحلية،وطالب أيضاً بتعزيز التعاون الأمني بين دول المنظمة.

  هذا ، وقد أوضحت مداخلات الزعماء وخاصة الرئيس الصينى خلال قمة شنغهاى الافتراضية تصميم الصين نحو الزحف للتربع على قمة العالم ومزاحمة الغرب بسياسات واستراتيجيات تنموية واختيار نمط التعاون الدولى لتحقيق السلام والتنمية المستدامة وتوازن فى سياساتها الخارجية بين المصلحة الصينية وعدم التدخل فى الشئون الداخلية للدول واحترام تاريخ وثقافات وحضارات الدول وخاصة دول الجنوب وعدم الغطرسة والتعالى فى مناقشة الشئون الدولية .

  انها خطوات حثيثة من الصين لتحقيق مبدأ تعدد الاقطاب عالميا والعمل على انهاء مرحلة القطب الواحد.

 وعلى الجانب الاخر ، فقد اعتمدت الاقتصادات الغربية بعد وصولها لمرحلة الرفاهية على القطاع الخدمى بنسبة أكبر من القطاع الانتاجى ، والاعتماد على طبع الدولار مقابل استيراد سلع وخدمات الدول الاخرى وقد لاأكون متجاوزا اذا أشرت الى أن تفسخ المجتمعات الغربية أخلاقيا هى بداية الانحدار الفعلي للاقتصاد  وللحضارة الغربية وقد يكون ذلك خلال فترة قد لاتتجاوز ال 50 عام القادمة ، 

  ونرى أن تصميم الصين على القيام بدور فاعل عالميا فى الوقت الراهن ، بالاضافة الى نتائج قمة باريس فى يونيو الماضى بعنوان نحو ميثاق تمويلى عالمى جديد والتى شارك فيها الرئيس السيسي والتى أكدت على ضرورة تغيير النظام العالمى القائم ، سوف تساعد بالانتقال الى نظام عالمى جديد متعدد الاقطاب ،

 وأما بخصوص الأمة العربية فهى فرصة سانحة لكى تكون أحد العناصر الفاعلة فى تشكيل النظام العالمى الجديد بشرط الحشد المجتمعى وتنحية الخلافات بأنواعها وليكن محتوى ومحور دستور مصر هو التنمية والمنافسة العالمية لان مصر هى الدولة المؤهلة للقيادة فى المنطقة .

  كاتب المقال وزير مفوض ومفكر اقتصادى 

   عضو الجمعية المصرية للأمم المتحدة 

ترشيحاتنا