قال الدكتور ياسر الهضيبي، رئيس الهيئة البرلمانية لحزب الوفد بمجلس الشيوخ: لابد من تعزيز دور التعاونيات كقطاع مهم وحيوي، مما يعزز من توسيع المشاركة المجتمعية مع الدولة، مشيرا إلى أن الدستور نص على الاهتمام بدعم التعاونيات لدورها الهام في تحقيق التنمية المستدامة.
وأفاد بأن التعاونيات موجودة في أغلب دول العالم وتلعب دورا مهما كمصدر للانتمان والغذاء والحماية الاجتماعية والطاقة والخدمات الصحية والإسكان والتوظيف، ودورها في دعم الزراعة والأمن الغذائي، والظروف الاقتصادية الحالية التي تمر بها الدولة نتيجة تداعيات الأزمات الاقتصادية العالمية، تستوجب تعزيز ودعم دور التعاونيات، مطالبا بإعادة النظر في أوضاع الجمعيات التعاونية في مصر والتحديات التي تواجهها لتقوم بدورها، ولتكون داعمة لسياسات الدولة ودعم الاقتصاد الوطني وتخفيف الأعباء عن المواطنين.
وأشار عضو مجلس الشيوخ، إلى أن الأمم المتحدة أكدت أن وسائل العيش لثلاثة مليارات شخص حول العالم أصبحت أكثر أمانا من خلال التعاونيات، فهناك ما لا يقل عن مليار شخص أعضاء في التعاونيات ويعمل بها 100 مليون شخص، كما تمثل التعاونيات ما بين 3 إلى 3.5 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، وفي بعض البلدان، تكون مساهمة التعاونيات في الاقتصاد الوطني أعلى بكثير، مثل دولة كينيا تمثل نسبة 45 في المائة، ونيوزيلندا بنسبة 22 في المائة.
وأكد "الهضيبي"، على ضرورة إعادة هيكلة قطاع التعاونيات وتطوير تشريعاته وتوسيع نشاطه، لتخفيف العبء عن كاهل الحكومة من خلال المشاركة في توفير الخدمات للفئات محدودة الدخل، فالتعاونيات كان لها تاريخ طويل في خدمة المجتمع المصري وفي ضبط الأسعار وغيرها، بالإضافة إلى تعديل وتنقية المناخ التشريعى المنظم لعمل الجمعيات التعاونية، ودراسة إمكانية دمجها في تشريع واحد ينظم قطاع التعاونيات.
وطالب "الهضيبي"، بدراسة إمكانية رفع نسبة مشاركة التعاونيات مع القطاع الخاص في تمويل المشروعات لتحقيق أعلى كفاءة إنتاجية، وتبني بدائل تمويلية جديدة لهذا النشاط وتنمية قدراته البشرية بما يمكنه من التحرك بتنافسية مع القطاعات الأخري، وتعزيز المشاركة الاقتصادية، وتفعيل دور صندوق دعم الجمعيات.
كما أكد عضو مجلس الشيوخ، على ضرورة حل مشكلة التمويل للنهوض بهذا القطاع وتعظيم إنتاجه وتنويع خدماته ومساهماته، ومنحه إعفاءات وحوافز ضريبية على مستلزمات الانتاج والاستيراد والتصدير، وتسهيلات تمويلية بفوايد ميسرة، وإدراج مادة التعاونيات في المناهج التعليمية لنشر الثقافة التعاونية، وتفعيل دور المجلس الأعلى للتعاون وإعادة هيكلة جميع الاتحادات التعاونية ومجالس إدارتها.
وشدد "الهضيبي"، على ضرورة اتخاذ الاتحادات التعاونية خطوات جادة وسريعة نحو التحول الرقمي وعمل قاعدة بيانات خاصة بكل اتحاد، و تدريب وتأهيل العاملين بالجمعيات التعاونية، والاعتماد على التكنولوجيا الرقمية الحديثة داخل الجمعيات، لتحسين أدائها، وتشديد الرقابة على مجالس إدارات الجمعيات والاتحادات التعاونية لضبط الأداء، بالإضافة إلى إعادة هيكلة التعاونيات الزراعية، لدعم وتعزيز الإنتاج الزراعي والأمن الغذائي ودعم الفلاح، وتمكينها من إنشاء استثمارات ومراكز تسويق وصناعات والقيام بالتصدير وغيرها من الأعمال.
