كلمة الرئيس السيسي خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع رئيس موريتانيا / بالفيديو

 المؤتمر الصحفي
المؤتمر الصحفي

  
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني،
رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية الشقيقة،
السيدات والسادة الحضور،
إنه لمن دواعي سروري، أن أرحب بشقيقي، الرئيس "محمد ولد الشيخ الغزواني"، في بلده الثاني "مصر".
وأغتنم هذه المناسبة، لأعرب عن تقدير مصرالبالغ، للروابط التاريخية العميقة، التي تجمعها مع موريتانيا، في ظل علاقات الأخوة، بين الشعبين والبلدين الشقيقين.
لقد أجريت اليوم، مع الرئيس "الغزواني"، مباحثات مكثفة وبناءة تناولنا خلالها مختلف الموضوعات، الثنائية والإقليمية والدولية وقد عكست المشاورات، إرادتنا السياسية المشتركة، نحو تعزيز العلاقات المتميزة بين البلدين، والارتقاء بها في مختلف المجالات إلى آفاق أرحب وذلك من خلال تفعيل أطر التعاون، والتنسيق على المستويات كافة أخذا في الاعتبار، التحديات المشتركة التي تواجه مصر وموريتانيا ومنها تحديات تحقيق التنمية الشاملة، ومواجهة التدخلات الخارجية في المنطقة، ومكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، وصون الدولة الوطنية ومؤسساتها.
وفى هذا السياق، اتفقنا على تطوير التعاون في المجالات الاقتصادية والاستثمارية والتجارية فضلًا عن سرعة الإعداد، لعقد الدورة المقبلة، للجنة العليا المشتركة المصرية الموريتانية، خلال العام الجاري بما يخدم جهود دعم العلاقات، وتعميق الشراكة الثنائية بين البلدين وتعزيز أطر التعاون والتنسيق، إزاء كافة القضايا ذات الاهتمام المشترك.

ومن جانب آخر، تناولنا آخر المستجدات المطروحة على الساحة العربية حيث توافقنا حول أهمية دفع آليات العمل العربي المشترك، بهدف الحفاظ على الأمن القومي العربي، وحماية وحدة وسيادة ومقدرات الدول العربية.
وبحثنا أيضا، آخر تطورات القضية الفلسطينية والجهود المبذولة لحفظ حقوق الشعب الفلسطيني الشقيق، وتحقيق تطلعاته نحو دولته المستقلة، على خطوط الرابع من يونيو ١٩٦٧، وعاصمتها "القدس الشرقية".
كما تناولنا مستجدات الأزمة الليبية، حيث توافقنا في الرؤى، على ضرورة عقد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية بالتزامن وخروج جميع القوات الأجنبية والمرتزقة والمقاتلين الأجانب، بدون استثناء وفى مدى زمنى محدد، تنفيذًا للمقررات الدولية ذات الصلة.
تشاورنا كذلك، بشأن تطورات الأوضاع في السودان وأكدنا أهمية التوقف الفوري والمستدام لإطلاق النار والحفاظ على المؤسسات الوطنية السودانية، ومنعها من الانهيار وتكثيف الجهود لنفاذ المساعدات الإنسانية والإغاثية العاجلة، للتخفيف من معاناة المتضررين.
ومن هذا المنبر، فإننا نحث جميع الأطراف، على تغليب صوت الحكمة، للحفاظ على مقدرات الدولة السودانية ومصالح شعبها.
من ناحية أخرى، تناولنا ملف "سد النهضة" الإثيوبي، وتبعاته الخطيرة على الأمن المائي لدول مصب حوض النيل حيث أكدنا أن الأمن المائي المصري، هو جزء لا يتجزأ من الأمن المائي العربي وشددنا على أهمية حث إثيوبيا، على التحلي بالإرادة السياسية، للأخذ بأي من الحلول الوسطى، التي تم طرحها على مائدة التفاوض، والتي تلبى مصالحها، دون الافتئات على حقوق ومصالح دولتي المصب وذلك من أجل إبرام اتفاق قانوني ملزم، بشأن ملء وتشغيل سد النهضة.

كما اتفقنا، على تعزيز جهودنا على الساحة الإفريقية، في ظل الدور الحيوي، الذي تقوم به كل من مصر وموريتانيا، في هذا الشأن مع استمرار التنسيق والتعاون في إطار الاتحاد الإفريقي ومواصلة جهود دعم بنية السلم والأمن والتنمية، في القارة الإفريقية بما يمكنها من تجاوز التحديات، وتحقيق الرخاء والاستقرار، لسائر أبناء قارتنا العريقة.
فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني،
لقد أسعدني لقاؤكم اليوم وإنني لأتطلع إلى المزيد، من التعاون الوثيق بين بلدينا، بما يحقق مصالح شعبينا الشقيقين، ويلبي تطلعاتهما متمنيًا للشعب الموريتاني، كل الخير والاستقرار والرفاهية، تحت قيادتكم الحكيمة وأجدد ترحيبي بكم، في بلدكم الثاني "مصر".
شكرًا ليكم.

ترشيحاتنا