انفض مولد دراما رمضان.. ونجح من نجح وتراجع من تراجع، ولا أريد أن أقول فشل، لأن كل عمل فنى به إيجابياته وأيضا به سلبياته، فليس هناك عمل ناجح بشكل مطلق، أو أن هناك عمل غير ناجح بشكل مطلق، كما أن هناك أعمال تنجح جماهيريًا وبشكل ساحق رغم ضعف مبرراتها الدرامية والتى تحولت الى دراما مدبرة.
ولكن صناعها نجحوا فى عمل الخلطة التى يحبها جمهور هذا النجم أو ذاك أن يكون عليها، والتى من خلالها غازل النجم غريزة الانتقام لدى المشاهد كما فى "جعفر العمدة" مثلا، والذى حقق أعلى نسب المشاهدة، رغم أن من يراه يشعر أنه شاهده من قبل فى أعمال البرنس والأسطورة وغيرها من أعمال محمد رمضان نفسه.
ولكن فى النهاية نجح المخرج تقديم الخلطة التى يحبها الجمهور وبالتالى فهذا العمل قدم فن يحبه جمهور ما، فضلا عن أن محمد رمضان نفسه بعيدا عما يقدمه من فكر يختلف عليه الكثير إلا أنه لا يختلف عليه اثنين أنه فنان موهوب، ونجح بالمسلسل الذى لو قام غيره ببطولته ما كان نجح مثل هذا النجاح.
وفى نفس الاطار والشكل والتيمة الدرامية التى تعتمد على البطل الشعبى "الهيرو"، قدم مصطفى شعبان مسلسل "بابا المجال" والذى فوجئنا فى أحد الاستفتاءات أنه حصل على جائزة أسوأ ممثل وهذا طبعا لا يليق ليس بموهبة مصطفى شعبان بشكل عام، والذى لايختلف عليها أحد حيث أنه فنان معجون بمية فن موهوب تتلمذ على يد نجوم كبار وعظام مثل الراحل نور الشريف وغيره من نجوم هذا الزمن الجميل.
كما أن ماقدمه فى مسلسل "بابا المجال" لم يكن بالسئ الذى وصفوه به فهو عمل فى المجمل مقبول فنيا وأيضًا على مستوى الأداء فجاء هذا التقييم ظالما لفنان يملك من الامكانيات والخبرات ما يؤهله ان يقدم وهو فى أسوأ حالاته أداء تمثيلى متميز.
ومن المسلسلات التى نجحت جماهيريا وفنيا طبعا مسلسل "رشيد" لمحمد ممدوح تايسون، ومسلسل "الصفارة" للموهوب أحمد أمين، ومسلسل "تحت الوصاية" للنجمة منى زكى والذى لاقى نجاحا كبيرا جدا على المستوى الجماهيرى وعلى المستوى النقدى على حد سواء.
أما عن مسلسل "رسالة الامام" فرغم مااثير حوله من لغط وشد وجذب ورفض وتأييد الا ان الفكرة فى مجملها ناجحة بوجود عمل يقدم قيم واخلاقيات يحتاجها المجتمع الان بشكل جاد وكبير..فالعمل هو عودة للاعمال الدرامية ذات الصبغة الدينية والتاريخية والتى افتقدناها منذ فترة كبيرة ووجودها مهم من اجل بث افكار وقيم اخلاقية يحتاجها المجتمع وخاصة الشباب الذى يحتاج الى وجود قدوة ورمز اخلاقى مهم..وحتى لو تدخلت الدراما فى وضع بعض الرؤى الغير موثقة تاريخيا ولكنها تتماشى مع فكر وتغير الواقع المعاش حاليا لتطوير هدف اخلاقى يساعد على زرع اخلاقيات محترمة لدى المشاهد فهذا فى حد ذاته مجهود لابد ان يحترم.
ومن المسلسلات التى ظلمت بسبب زحمة الاعمال مسلسل مذكرات زوج للنجم طارق لطفى والذى لم يحظى بنسب مشاهدة يستحقها لما يقدمه من فن وفكر متميز..ولكن مثل هذه المسلسلات تأخذ حقها مع العرض الثانى بعد انتهاء ماراثون دراما رمضان.
وحتى المسلسلات التى عرضت فى القنوات الفضائية المصنفة B فهى ايضا مسلسلات بذل فيها جهدا كبيرا مثل مسلسل تلت التلاتة للنجمة غادة عبد الرازق التى وضح تراجع نجوميتها على المستوى الجماهيرى حيث لم تصبح كما كانت نجمة شباك..ولكنها قدمت عمل مختلف ودور مختلف وجديد عليها..كما ان وجود نجمة كبيرة بحجم النجمة سهير رمزى من خلال مسلسل ليل ام البنات فهذا يعد فكرة متميزة فى تواجد مثل هؤلاء النجوم الكبار الذين طالما اثروا الحركة الفنيةوامتعونا على مدار تاريخ طويل..وحتى لو لم يشاهد المسلسل الكم الكبير من الجمهور الا ان فرص متابعته بعد رمضان ستكون كبيرة..ويكفى صناع العمل فخرا بإعادة مثل هذه النجمة الكبيرة الى الساحة الفنية من جديد.
ومن الواضح ايضا أن أعمال مثل "الكتيبة 101" و"حرب" رغم اهميتها فيما تقدمه من تضحيات ابطالنا الحقيقين، إلا أن مسلسل مثل الاختيار بكل أجزائه وتفاصيله العظيمة عمل تشبع لدى المشاهد من مثل هذه النوعية من الاعمال الدرامية.
أما مسلسل "رمضان كريم" الجزء الثانى فهو العمل الوحيد الذى خالف قاعدة ان لكل عمل فنى لابد من ان يكون له ايجابياته وسلبياته، فهذا العمل كسر كل قواعد الفن حيث ان كل مافيه سلبيات ولا وجود لأى ايجابيات بل انه اذى كل من شارك فيه حتى ولو كان فنان كبير بحجم وموهبة سيد رجب الذى هاجمه الجمهور بشكل لم يحدث معه من قبل.
وكذلك صبرى فواز الذى كان قد وصل لمرحلة من الثقة بينه وبين الجمهور الا انه فقد الكثير بمشاركته فى مثل هذا العمل الغير مصنف..فالعمل اساء حرفيا الى الحارة الشعبية بكل تفاصيلها وشخوصها والتى كان زمان الناس ينظروا اليها على انها مصنع للرجال والاحترام.
ولايختلف هذا الكلام كثيرا عن مسلسل "الأجهر" لعمرو سعد الذى يعد من اكثر الاعمال عشوائية والتى تبث فن وفكر عشوائى مضر للمجتمع..فليس البطولة فتح صدر وبلطجة وفرض سياسة قانون الغاب وبطل طويل الناب خرج من عشوائيات.
