أوضحت الوكالة الدولية للطاقة المتجددة في تقريرها "نظرة مستقبلية لتحولات الطاقة حول العالم 2023" أن تحول الطاقة أصبح خارج المسار الصحيح المقدر بنحو 1.5 درجة مئوية بحلول عام 2050، وذلك بفعل عواقب جائحة COVID-19 والآثار المترتبة على الأزمة الروسية- الأوكرانية. فعلى الرغم من وصول الاستثمار العالمي في جميع تقنيات تحويل الطاقة إلى مستوى قياسي بلغ نحو 1.3 تريليون دولار أمريكي في عام 2022، إلا أنه في ظل الوضع الجديد يجب أن يتضاعف الاستثمار السنوي أكثر من أربعة أضعاف للبقاء على مسار 1.5 درجة مئوية، بما يعني الحاجة إلى مقدار استثمار تراكمي قدره 150 تريليون دولار أمريكي بحلول عام 2050، بمتوسط يزيد عن 5 تريليون دولار سنويًا.
وبناءً عليه أوضحت الوكالة أن تحقيق التصحيح اللازم في انتقال الطاقة سيتطلب العديد من التدابير؛ حيث أن التعهدات والخطط الحالية أقل بكثير من مسار 1.5 درجة مئوية، لذا فهناك حاجة لتنفيذ العديد من السياسات واللوائح، وأن تكون مدعومة بالتمويل الكافي. وفقًا لسيناريو الطاقة المخططة للوكالة الدولية للطاقة المتجددة.
ويبين التقرير أنه تم إنتاج نحو 83% من إجمالي سعة الطاقة المضافة العام الماضي من خلال مصادر الطاقة المتجددة، في وقت تظهر فيه إحصاءات الطاقة المتجددة 2023 الصادرة عن الوكالة الدولية للطاقة المتجددة، أن الطاقة المتجددة تستمر في النمو بمستويات قياسية على الرغم من عدم اليقين العالمي، ما يؤكد الاتجاه التنازلي لتوليد الطاقة بالوقود الأحفوري.
ويبين التقرير أن حالة الأعمال القوية لمصادر الطاقة المتجددة إلى جانب السياسات التمكينية في القطاع، حافظت على اتجاه تصاعدي لحصتها في مزيج الطاقة العالمي عامًا بعد آخر. وعلى الرغم من أن هناك العديد من الدول زادت من قدرتها المتجددة في العام 2022، إلا إنه لا يزال النمو الكبير للطاقة المتجددة يتركز باستمرار في عدد قليل من الدول والمناطق، مثل: آسيا والولايات المتحدة الأميركية وأوروبا.
