كيف تكافح الوفاة بسرطان الأمعاء.. أشد الأمراض فتكا خلال السنوات القادمة

صورة موضوعية
صورة موضوعية

سرطان الأمعاء أشد السرطانات فتكًا يُقدر الباحثون أنه بحلول عام 2030، سيصبح سرطان الأمعاء أكثر أنواع السرطانات فتكًا بالأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و49 عامًا، وتشتبه منظمات مرض السرطان في أن عوامل نمط الحياة مثل السمنة، والكحول، واستهلاك اللحوم المصنعة قد تؤدي دورًا في الظهور المبكر لهذا المرض.
 
و يتم تشخيص نحو 340 ألف شخص كل عام بسرطان الأمعاء في دول أوروبا وحدها، والمعروف أيضًا باسم سرطان القولون والمستقيم، ويموت نحو 160 ألف شخص بسبب هذا المرض.
 
ووفقًا لـ"منظمة مرضى سرطان الجهاز الهضمي" ، فإن المرضى الذين تم تشخيص إصابتهم بالمرحلة الرابعة من المرض -الذين وصل سرطانهم إلى مرحلة النقائل أي انتقال الخلايا السرطانية من عضو إلى آخر- لديهم فرصة أقل من 10% للبقاء على قيد الحياة لمدة خمس سنوات، بينما المرضى الذين يتم تشخيصهم في المرحلة الأولى، يمكن إزالة الورم بسهولة أثناء تنظير القولون ومن ثم العيش لفترة أطول.
 
ومن جانبها، صرحت "زورانا مارافيتش" (Zorana Maravic) -رئيسة منظمة مرضى سرطان الجهاز الهضمي في أوروبا- بأن المشكلة في الوقت الحالي هي أن أوروبا تقوم بتشخيص عدد أكبر بكثير من المرضى في المرحلة الرابعة مقارنة بالمرحلة الأولى، لكنها يمكن أن تنقذ عشرات الآلاف من الأرواح من خلال ممارسات الفحص المبكر والجيد.
 
هذا، وقد استشهدت "مارافيتش" بدولتي هولندا وسلوفينيا، باعتبارهما تمكنتا من تشخيص ما يقرب من نصف مرضاهم في المرحلة الأولى، وبالتالي كانت الوفيات من المرض أقل بكثير؛ حيث يتم تشخيص المريض، ويخضع لتنظير القولون، وتتم إزالة الورم ولا يتلقى العلاج الكيميائي، ومن ثم يعود إلى أسلوب حياته المعتاد.
 
وعليه، إذا تم تطبيق نفس الممارسات في جميع أنحاء الدول، فيمكن خفض معدلات الوفيات هذه بمقدار النصف، كما يمكن أن يوفر الفحص الأفضل أيضًا المال؛ حيث تقدر "منظمة مرضى سرطان الجهاز الهضمي في أوروبا" فرقًا يقارب عشرة أضعاف في تكاليف العلاج؛ حيث تكلف المرحلة المبكرة نحو 4000 يورو فقط، بينما المرحلة المتأخرة تكلف 40 ألف يورو.
 
ما الفحص الجيد لسرطان الأمعاء؟
 
يبدأ الفحص الجيد لسرطان الأمعاء بتوافر قاعدة بيانات جيدة التنظيم للسكان الذين يحتاجون إلى فحص -عادة الأشخاص من سن الخمسين-؛ حيث ينبغي أن يتلقى هؤلاء الأشخاص إرشادات بضرورة إجراء "اختبار البراز الكيميائي المناعي" (Faecal Immunochemical Test)، والذي يستخدم الأجسام المضادة للكشف عن الدم في البراز. 
 
وعليه، إذا جاءت نتيجة الاختبار سلبية فهذا أمر رائع، ولا يوجد شيء آخر لفعله. بينما إذا كانت إيجابية، فلا بد أن يقوم الطبيب العام بجدولة متابعة تنظير القولون للمريض، وقد يرجع اختلاف معدلات المشاركة في برامج الفحص كثيرًا في جميع أنحاء أوروبا إلى الخوف من تنظير القولون.
 
وقد حدد "الاتحاد الأوروبي" هدفًا بنسبة 65% لإجراء الفحص، لكن قلة من الدول تصل إلى هذه النسبة؛ حيث يشارك ثلث السكان المستهدفين في فرنسا والمملكة المتحدة فقط في برامج الفحص، مقارنة بنحو 60% في هولندا وسلوفينيا.
 
وختامًا، فإن رسائل التوعية هي المفتاح لجذب الأفراد لإجراء الاختبار وزيادة الوعي لديهم بخطورة سرطان الأمعاء، ليس فقط بين السكان، ولكن أيضًا بين الأطباء الذين قد يرفضون إجراء الفحص لبعض المرضى بحجة أنهم أصغر من أن يقلقوا من الإصابة بسرطان القولون والمستقيم.
 
 
 
 

ترشيحاتنا