أخر الأخبار

مصر الملجأ الأخير لها.. الأسباب الحقيقيه لإنقراض الشعاب المرجانية بالعالم

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

تعتبر أهمية الشعاب المرجانية في قدرتها على الحفاظ على النظام البيئي من التدهور، فضلًا عن كونها العمود الفقري لاقتصادات بعض دول العالم، فهي تجذب الغواصين، والصيادين، بالإضافة إلى محبي الشواطئ الرملية البيضاء. وبالرغم من أهميتها الكبيرة وإسهاماتها الاقتصادية، فقد أصبحت مُهددة بالانقراض بسبب الصيد الجائر، والتنمية الساحلية غير المستدامة، وارتفاع درجات الحرارة بسبب تغير المناخ، بالإضافة إلى تحمض المحيطات (زيادة حموضتها)؛ نتيجة امتصاصها ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي.
 
 وفي ضوء ذلك، صدر تقرير عن منظمة (Inside Climate News)، في 31 يناير 2023، بعنوان (The Red Sea Could be a Climate Refuge for Coral Reefs)، والذي سلَّط الضوء على احتمالية أن يُصبح البحر الأحمر أحد الأماكن الأخيرة على كوكب الأرض التي تمتلك شعابًا مرجانية، وذلك بسبب وجود العديد من المؤشرات المناخية التي تُشير إلى موت معظم الشعاب المرجانية بحلول نهاية هذا القرن بسبب ارتفاع درجة حرارة المحيطات بشكل غير مسبوق، مُشيرًا إلى أن الشعاب المرجانية يُمكن أن تعيش لفترة زمنية أطول في حال تمكنت مختلف دول العالم من الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري وتحقيق الاستقرار المناخي.
 
وتطرق التقرير إلى تصريحات "لينا شاليتا" (Lina Challita) مُنسقة شؤون البيئة في "غرفة سياحة الغوص والأنشطة البحرية" (Chamber of Diving & Watersports) (وهي منظمة غير ربحية أسستها وزارة السياحة والآثار المصرية عام 2007، بهدف تحسين جودة الخدمات الخاصة بصناعة الغوص والأنشطة البحرية، فضلًا عن الحفاظ على النظام البيئي في البحر الأحمر)، والتي أكَّدت فيها أن الشعاب المرجانية بالبحر الأحمر لا تزال في حالة جيدة مُقارنة بالشعاب المرجانية بالمناطق الأخرى التي دمرتها التغيرات المناخية. مضيفة أن وجود خطط لحماية الشعاب المُرجانية قد يسهم في إبقائها على حالتها الراهنة لبضعة عقود أخرى، وذلك في حال تم الشروع في تنفيذ هذه الخطط في غضون خمس سنوات من الآن، لا سيما وأن جميع التوقعات تُشير إلى ارتفاع درجة حرارة الأرض بمقدار 1.5 درجة مئوية بحلول عام 2030، الأمر الذي يفرض على المجتمع الدولي تعزيز قدرة الشعاب المرجانية على مواجهة ارتفاع درجات الحرارة.
 
وأشار التقرير إلى أنه نظرًا لقُرب الشعاب المرجانية من الشواطئ بسبب وقوعها في منطقة "المياه الضحلة"، وهي المنطقة الواقعة بين الشاطئ وبداية جدار الشعاب المرجانية، فهي معرضة دائمًا للتأثر بالسلب جراء ارتفاع درجة حرارة البحار والمُحيطات، موضحًا في الوقت ذاته وجود أكثر من 50 مقالًا علميًّا تقدم دليلًا على أن الشعاب المرجانية المصرية يمكن أن تكون واحدة من الملاجئ الأخيرة للشعاب المرجانية في جميع أنحاء العالم حتى نهاية القرن الحالي.
 
ونوه التقرير إلى أن الاحتباس الحراري، وممارسة أنشطة الصيد في المناطق غير المسموح بها، وتزايُد معدلات التلوث في المحيطات والبحار، قد أدت إلى تدهور ما يقرب من 14% من الشعاب المرجانية حول العالم، مُشيرًا إلى أهمية حماية الشعاب المرجانية باعتبارها من النظم البيئية المهمة للحفاظ على الكائنات الحية في المحيطات، وذلك بالنظر إلى أنها تعمل كحاضنة للعديد من أنواع الأسماك التي تُعَد مصادر غذائية مهمة للمجتمعات الساحلية.
 
وفي هذا الإطار، شدد التقرير على أهمية أن يعمل المجتمع الدولي على الحد من جميع الإجراءات التي تُهدد الشعاب المرجانية، والتي يتمثل أبرزها في مشروعات تحلية المياه، ومد خطوط أنابيب نفط جديدة، والسياحة غير المُستدامة.
 
وأوضح التقرير أن مجموعات حماية البيئة العالمية (Global conservation groups)، والتي تُركز على النظم البيئية للبحار والمحيطات وتهدف للحفاظ على البيئة وتعزيز الاستخدام المُستدام للموارد الطبيعية، أكّدت أن الشعاب المرجانية في منطقة البحر الأحمر تُمثل "بقعة أمل" (Hope spot) عالمية، الأمر الذي شجع الولايات المتحدة الأمريكية، في نوفمبر 2022، على إطلاق مبادرة البحر الأحمر لـ"المساعدة في حماية الشعاب المرجانية والنظام البيئي الساحلي ضد تأثيرات تغيُر المناخ والنشاط البشري".
 
واعتبر التقرير أن هذه المبادرة تُعَد عنصرًا في تعزيز التعاون الثنائي بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية، لا سيما في المجال الاقتصادي، موضحًا أن الحفاظ على الشعاب المرجانية وحمايتها ليسا مهمة محلية فقط وإنما مهمة عالمية تستوجب تضافر جميع الجهود الدولية للحفاظ عليها.
 
وحذر التقرير من أن التنمية الساحلية غير المُستدامة التي تقوم بها بعض الدول على شواطئ البحر الأحمر قد تؤثر على مستقبل الشعاب المرجانية، مُشيرًا إلى أن مصر قد بذلت جهودًا حثيثة في الفترة الماضية للحفاظ على الشعاب المرجانية في البحر الأحمر، لا سيما في مدينة "شرم الشيخ".
 
وأشار التقرير إلى أن الحفاظ على الشعاب المرجانية يعد أمرًا أكثر منطقية بدلًا من التفكير في استزراعها من جديد من خلال تكنولوجيا غير متوفرة حتى الآن؛ حيث توجد صعوبة حقيقية في زراعة الشعاب المرجانية، لافتًا الانتباه إلى أن جميع الشعاب المرجانية التي تم زراعتها تعيش لمدة عام أو عامين على الأكثر.
 
وختامًا، أكَّد التقرير أنه بالرغم من وجود العديد من التقارير التي تُشير إلى قدرة الشعاب المُرجانية في البحر الأحمر على تحمل درجات الحرارة المرتفعة التي تصل إلى 1.5 درجة مئوية، وذلك في الوقت الذي سيكون قد اختفى فيه ما يقرُب من 70% أو أكثر من بقية الشعاب المرجانية حول العالم، فإن مصير الشعاب المرجانية في البحر الأحمر سيعتمد بدرجة كبيرة ليس فقط على درجة حرارة المياه، بل أيضًا على مدى التغيُر الذي سيطرأ على الطريقة التي يتم التعامل بها مع الكائنات البحرية، مُشيرًا إلى أنه في حال تم الحد من الأسباب التي تؤدي إلى تدمير الشعاب المرجانية، فإنها ستكون قادرة على التعافي من تلقاء نفسها دون تدخل بشري.

ترشيحاتنا