تجدد الاشتباكات المسلحة في غرب ليبيا بعد دعوة باتيلي لمبادرة جمع الشمل

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

 

 

بعد فشل كافة المحاولات المحلية والدولية خلال الاثني عشر عاما الماضية، في  إجراء انتخابات في ليبيا بسبب الخلافات الحادة  بين السياسيين حول قاعدة دستورية تنظمها.

أكد رئيس المجلس الرئاسى الليبى، محمد المنفى، العزم على تطبيق كامل لخارطة الطريق ومخرجات مؤتمر برلين وتوصيات وقرارات مجلس الأمن بما يضمن سيادة ليبيا واستقرارها الأمنى والنفطى، وتوحيد مؤسساتها السيادية والاقتصادية، وضمان حيادها السياسى كأساسيات لإنجاز انتخابات حرة ونزيهة.

جاء ذلك بعدما أعلن رئيس بعثة الأمم المتحدة إلى ليبيا عبد الله باتيلي عن مبادرة جديدة لجمع الأطراف السياسية الليبية على طاولة حوار بهدف انجاز قاعدة دستورية لإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية قبل نهاية العام الجاري.

وخيمت أجواء مشحونة على منطقة تاجوراء الساحلية في طرابلس غربي ليبيا، التي شهدت  قتل اثنتين من الميليشيات، يرجح أنها على خلفية الصراع على النفوذ في العاصمة طرابلس.

وقتل 5 مسلحين تابعين لميليشيا "رحبة الدروع" على يد آخرين من ميليشيات "أسود تاجوراء"، في مناوشات وقعت بشارع شيل الزروق وقرب معسكر النعام، لم يعرف سبب اندلاعها حتى الآن.

 ورجحت مصادر محلية وجود خلافات بشأن مناطق النفوذ والسيطرة التي تتقاسمها المجموعتان في تاجوراء، الواقعة شرق العاصمة طرابلس.

 

وكان من بين القتلى في المواجهة علي عبيدة خلف الله، أحد أقرباء القائد الميليشياوي البارز بشير خلف الله، وهو آمر ميليشيا "51 مشاة"، التي تعد "رحبة الدروع" إحدى الفصائل التابعة له.

وهذه المواجهات هي أول اشتباكات تقع بين الطرفين التابعين لوزارة الدفاع بالحكومة المنتهية ولايتها التي يرأسه عبد الحميد الدبيبة، حيث تقاسما النفوذ في تاجوراء لأكثر من عامين، وبالتحديد بعد تمكنهما من طرد مجموعات مسلحة منافسة أخرى نهاية أكتوبر 

2020. 

بعد تلك المناوشات، حشدت المجموعتان الآليات والسيارات المسلحة في منطقة الباعيش وبئر الأسطى ميلاد، في حين تدخلت أطراف حاولت نزع فتيل الأزمة ومنع وقوع صراع مفتوح في المنطقة، خاصة مع اقتراب دخول شهر رمضان.

 

ورغم قبول ميليشيا "أسود تاجوراء" بتسليم المتورطين في تلك الوقائع، فإن القلق ما زال يسيطر على الأهالي الذين يخشون من أن تأتي ضربات انتقامية لأصدقاء القتلى في ميليشيا "رحبة الدروع"، 

 

ولا تختلف هذه الأحداث عن التطورات الخطيرة التي شهدتها مدينة الزاوية غربي ليبيا مؤخرا، حيث تصارعت المجموعات المسلحة على النفوذ وأنشطة التهريب، ليستمر شلال الدماء من دون توقف، وفقا للناشط السياسي من تاجوراء عبد الرحمن مهنى.

 

ويشكك مهنى في الحديث عن "تسليم المتورطين"، حيث إن الوقائع الماضية تظهر أن ما يحدث مجرد تعهدات لا تترجم على أرض الواقع، الأمر الذي يؤدي في النهاية إلى احتكام المتصارعين إلى السلاح من جديد .