أكدت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك على ضرورة وجود سلام شامل وعادل ودائم في أوكرانيا فالحرب العدوانية الروسية لم تجلب فقط معاناة رهيبة لشعب أوكرانيا فلقد خلفت هذه الحرب جروحاً عميقة في جميع أنحاء العالم فهناك عائلات في كل قارة لا تعرف كيف تكسب قوتها بسبب إرتفاع أسعار الغذاء والطاقة. جاء ذلك فى كلمة لها اليوم أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.

وأضافت أنالينا بيربوك: 45 ثانية لتنقل جدتك إلى بر الأمان و45 ثانية للوصول إلى البدروم  45 ثانية هذا هو الوقت الذي تستغرقه بعد سماع صفارات الإنذار قبل أن تضرب الصواريخ القادمة من روسيا مدينة خاركيف  فلقد قابلت مراهقين في خاركيف بشرق أوكرانيا  وأصبح العد إلى 45 جزءًا لا يتجزأ من حياتهم اليومية  والمراهقون والجدات والآباء الذين لا يريدون أكثر من نهاية لهذه الحرب يريدون السلام.

وقالت وزيرة الخارجية الألمانية أعتقد أنكم جميعًا - ومعظمنا هنا - متفقون على شيء واحد بسيط للغاية: نريد أن تنتهي هذه المعاناة؛ في أوكرانيا، وفي كل مكان في العالم  نريد أن تنتهي هذه الحرب. نحن نريد السلام والشيء الجيد هو: لدينا خطة سلام كهذه أمامنا مباشرة، تتمثل في ميثاق الأمم المتحدة. ومبادئه، التي تنطبق على كل دولة، بسيطة للغاية: المساواة في السيادة، السلامة الإقليمية، وعدم استخدام العنف.

وهذا هو السبب في أن الطريق إلى السلام واضح للغاية: يجب على روسيا سحب قواتها من أوكرانيا. يجب أن تتوقف روسيا عن القصف. يجب أن تعود روسيا إلى ميثاق الأمم المتحدة.

كل فرد هنا اليوم لديه الفرصة للمساهمة في خطة السلام هذه، من خلال أن نُخبر المعتدي بأن عليه أن يتوقف عما يفعل، ومن خلال توضيح أنه لا يوجد سلام عندما يقترح المعتدي أن على الضحية أن تستسلم ببساطة. لا يوجد سلام عندما يكافأ المعتدي على عنفه الوحشي هذا هو السبب في أننا ندعم حق أوكرانيا في الدفاع عن النفس، على النحو المنصوص عليه في المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة.

لقد قال بعضكم للتو أننا من خلال تسليح أوكرانيا نصُب الزيت فوق النار. دعوني أطرح سؤالاً: بصراحة، لماذا يمكن أن نريد ذلك بحق السماء؟ لم نكن نريد هذه الحرب. لم نختر هذه الحرب. نحن أيضًا نفضل تركيز كل طاقاتنا وأموالنا على تجديد مدارسنا ومعالجة أزمة المناخ وتعزيز العدالة الاجتماعية.

لكن الحقيقة هي أنه إذا توقفت روسيا عن القتال، فإن ذلك سيعني نهاية هذه الحرب. وإذا توقفت أوكرانيا عن القتال، فإن ذلك سيعني نهاية أوكرانيا.
المعاناة الإنسانية من شأنها أن تستمر: الخطف والاغتصاب والتعذيب. سيواصل الأطفال العد إلى 45 كل يوم لإنقاذ حياتهم. الدمار الذي تحدثه هذه الحرب في جميع أنحاء العالم سيستمر: التضخم ونقص الطاقة والجوع.

هذا هو السبب في أن التصويت الذي تم في 23 فبراير يتعلق بمستقبلنا جميعًا. اليوم، يجب على كل واحد منا أن يقرر: الوقوف وحيدا إلى جانب الظالم - أم الوقوف متحدين من أجل السلام. التزام الصمت - أم حماية ميثاق الأمم المتحدة. حتى يتمكن الميثاق من حمايتنا.