البنك الدولي يتخوف من تعثر نمو ملايين الأطفال والشباب بسبب كوفيد - 19

أرشيفية
أرشيفية

تعمل مجموعة البنك الدولي بشكل وثيق مع الحكومات لحماية الأفراد والاستثمار فيهم في إطار سعيهم لمواجهة الجائحة والتعافي من آثارها. ووصلت ارتباطات الإقراض من البنك الدولي لأنشطة التصدي للجائحة 72.8 مليار دولار خلال عامين من انتشار الفيروس، منها 37.6 مليار دولار من البنك الدولي للإنشاء والتعمير، و35.1 مليار دولار من المؤسسة الدولية للتنمية. وخلال الفترة نفسها، وصل تمويل مجموعة البنك الدولي لأنشطة التنمية البشرية إلى 47.5 مليار دولار لمساندة 300 مشروع في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل.

كما أشار تقرير جديد للبنك الدولي بعنوان: "الانهيار والتعافي": كيف قلَّصت جائحة "كوفيد-19" رأس المال البشري، وما العلاج الذي يجب القيام به" إلى آثار الجائحة على الأطفال والشباب في المراحل العمرية المختلفة: الطفولة المبكرة (0-5 أعوام)، وسن المدرسة (6-14 عامًا)، والشباب (15-24 عامًا).

وقد وجد التقرير أن طلاب اليوم قد يخسرون ما يصل إلى 10% من أجورهم المحتملة في المستقبل بسبب صدمات التعليم التي أحدثتها الجائحة. وقد يؤدي نقص المهارات الإدراكية والمعرفية لدى أطفال اليوم الصغار إلى نقصان نسبته 25% في الدخل المحتمل حينما يصل هؤلاء الأطفال إلى مرحلة البلوغ. وبحسب التقرير، فإن الجائحة تلحق الضرر بالنمو الإدراكي والمعرفي والأجور المكتسبة مدى الحياة للأطفال والشباب، الأمر الذي يُعرِّض رفاهة الأجيال ونمو الاقتصادات للخطر.

وأشار أول تحليل للبيانات عن الشباب الذين كانت أعمارهم دون 25 عامًا عند بداية جائحة "كوفيد-19" على مستوى العالم، أن الجائحة أدَّت إلى انهيار هائل لرأس المال البشري في أوقات حرجة في دورة الحياة، مُتسبِّبةً في تعثر نمو ملايين الأطفال والشباب في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل.

ويمثل رأس المال البشري بمختلف مكوناته - المعرفة والمهارات والصحة - التي يكتسبها الإنسان على مدار حياته عاملًا رئيسًا لإطلاق العنان لإمكانات الطفل، وتمكين البلدان من تحقيق تعافٍ قادرٍ على الصمود ونمو قوي في المستقبل. ولكن الجائحة تسبَّبت في إغلاق المدارس وأماكن العمل، وعطَّلت خدمات رئيسة أخرى تحمي رأس المال البشري وتُعزِّزه مثل الرعاية الصحية للأمومة والطفولة، والتدريب أثناء العمل.

ونتيجة للجائحة، فقد الأطفال في سن ما قبل المدرسة في بلدان متعددة أكثر من 34% من المعرفة المبكرة باللغة ومبادئ القراءة والكتابة، وأكثر من 29% من التعلم في الرياضيات بالمقارنة بما حصل عليه من سبقوهم قبل الجائحة. وفي كثيرٍ من البلدان، حتى بعد إعادة فتح المدارس، لم تعد نسب الالتحاق بمرحلة رياض الأطفال إلى سابق عهدها بنهاية عام 2021، فقد انخفضت أكثر من 10 نقاط مئوية في العديد من البلدان، وتعرَّض الأطفال أيضًا للمزيد من الحرمان من الأمن الغذائي أثناء الجائحة.

وعلى مستوى الأطفال في سن المدرسة، فقد الطلاب في المتوسط نحو 32 يومًا من التعلم مقابل كل 30 يومًا من إغلاق المدارس، وذلك لأن إغلاقات المدارس وتدابير التعلم عن بُعد غير الفعالة تسبَّبت في انقطاع الطلاب عن التعلم، وأيضاً في نسيان ما تعلَّموه بالفعل. وفي البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل، انقطع قرابة مليار طفل لمدة سنة كاملة على الأقل عن الدراسة الحضورية بسبب إغلاقات المدارس، وانقطع أكثر من 700 مليون طفل لمدة سنة ونصف. ونتيجةً لذلك، سجَّل فقر التعلم -الذي كانت نسبته بالفعل 57% قبل الجائحة- زيادة أخرى في هذه البلدان، ويُقدَّر أن 70% من الأطفال في سن العاشرة لا يستطيعون قراءة نص مكتوب بسيط.

لقد وجَّهت جائحة "كوفيد-19" ضربة موجعة لتشغيل الشباب، إذ لم يتمكن 40 مليون شخص، كان من الممكن لو لم تقع الجائحة أن يحصلوا على وظيفة، من دخول سوق العمل بنهاية عام 2021، واشتدت اتجاهات البطالة في صفوف الشباب، وتقلَّصت أجور الشباب بنسبة 15% في 2020، و12% في 2021. وسيشهد الداخلون الجدد إلى سوق العمل ولديهم مستويات تعليمية أقل نقصان أجورهم المحتملة 13% خلال العقد الأول لالتحاقهم بسوق العمل. وأظهرت شواهد مستقاة من البرازيل وإثيوبيا والمكسيك وباكستان وجنوب أفريقيا وفيتنام أن 25% من جميع الشباب كانوا محرومين من التعليم والتوظيف والتدريب في 2021