خلق الله الأنسان من علق .. الدودة الحكيمة (العلقة) تعيد الحياة للخلايا

الدودة الحكيمة  تعيد الحياة للخلايا
الدودة الحكيمة تعيد الحياة للخلايا

 

سمى الله  سبحانه أول سورة نزلت في القرآن سورة (العلق) باسم هذه المرحلة، ليُذكِّرنا بتلك اللحظات التي كان فيها الإنسان عبارة عن كتله دم عالقة بجدار الرحم تستمد منه الدفء والغذاء والسكن، قال تعالى: ﴿ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الإنسان مِنْ عَلَقٍ ﴾ صدق الله العظيم

يعتبر استخدام العلق في التطبيقات الطبية، هو الأقدم تاريخيا، وقد سجل التاريخ بأن المصريين من أقدم الشعوب على الأرض التي كانت تستخدم العلق كعلاج طبي لأمراض شتى منذ أكثر من 3500 ، العلقة مستعمل منذ القرون الوسطى للقضاء على الالتهابات و لقد استخدم أطباء أوروبا العلقة الطبية منذ حوالي 2000 عام حيث كانوا يستخدمونه أثناء الجراحات الطبية ليساعد على تدفق الدم في الشعيرات الدموية الدقيقة ولا يتجلط دم المريض أثناء إجراء الجراحة له. اما في الهند فيستخدمونه كبديل للحجامه

كما كان العلاج بالعلق يمارس تطبيقيا في أميركا منذ عام 1800 لعلاج الكثير من الأمراض السارية، ووصل استغلالها إلى ذروته في عام 1830، عندما استخدمها الأطباء في امتصاص الدم، في محاولة لعلاج كل شيء بدءا من البواسير إلى الصداع والاكتئاب.

وكما قال العالم أريان خومجانيالاحتفاظ بالعلقات الطفيلية كحيوانات أليفة أصبح هواية عند البعض، يسمحون لها بشرب دمائهم

والعلق نوع من الحيوانات يتبع جنس العلقة من الفصيلة العلقية، وهي دودة معروفة علميا باسم (Hirudo medicinalis)، تعيش في مياه البرك والمستنقعات وتتغذى على الضفادع والأسماك واللافقاريات الأخرى، وهي قادرة على استيعاب كمية من الدم قد تصل من 5-10 أضعاف وزنها تقريبا.

وتضعها المراكز المتخصصة فوق جسم المريض فتتحرك فوق جسم المريض حتى اذا وصلت الى مكان التليث والصديد حيث تشق الجلد وتمتص القيح والصديد فقط والخلاياء التألفه ثم تفرز الدوده الحكيمه مادة لقتل البكتيريا الضاره في ذاك المكان حسب نوع البكتيرياء ثم تغادر المكان مع العلم انها حين تمتص من المكان المصاب في الجسم تفرز مادة بلازما لمنع النزيف ومخدرة ايضاً كما لها العديد من الأستخدامات

- يقوم الأطباء الصيادلة باستخراج مادة العلقين (Hirudin) من لعاب العلقة والتي تدخل في صناعة أدوية مانعة لتجلط الدم.

-  تدخل مادة العلقين في صناعة أدوية لعلاج ألتهاب الأذن الوسطى.

-  تدخل مادة Vasodilator التي تفرزها العلقة في أدوية توسيع الأوعية الدموية.

- تفيد العلقة في توزيع الدم بكفاءة عالية أثناء عملية الترقيع بعد استئصال الورم السرطاني من الثدي

وفي عام 1985 وأثناء إجراء أحد أطباء جامعة هارفارد عملية جراحة دقيقة في أذن طفل صغير عمره خمس سنوات بعد أن حدث قطع عميق بها، واجهه الطبيب مشكلة وهي أن الشعيرات الدموية الدقيقة يتجلط دمها أثناء العملية وبالتالي لا يستطيع الطبيب رؤية هذه الشعيرات الدموية لكي يوصلها ببعضها فاستعان بأحد ديدان العلقة ووضعها على أذن الطفل مكان انسداد الشعيرات الدموية فتدفق الدم بها واستطاع توصيل الشعيرات الدموية والشرايين ببعضها ونجحت العملية نجاح كبير.

ولكن تواجه الأطباء مشكلة عند استخدام العلقة في الجراحات الطبية هو انه أثناء إفراز اللعاب في جسم المريض تنتقل البكتيريا الموجودة في حوصلته إلى الإنسان وهذه البكتيريا رغم فوائدها الكبيرة للعلقة إلا أنها تسبب ارتفاع في حرارة جسم الإنسان وألم في المعدة ولكن يتغلب الأطباء على ذلك بإعطاء المريض مضاد حيوي قبل استخدام العلقة في الجراحة.

و لا تزال العلقات تُحفظ للاستخدام في كل من الطب البشري والحيواني في جميع أنحاء العالم وتمت الموافقة عليها من قبل إدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA) في عام 2004 باعتبارها "أجهزة طبية".

وكنموذج للإعجاز القرآني عرض الدكتور إبراهيم خليل في كتابه ” لماذا أسلم صديقي ”   لكلمة ” علق ” الواردة في قوله تعالى {خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ} [العلق: 2] فلمادة ” علق ” في اللغة واحداً وثلاثين معنىً ذكرها ابن منظور في قاموسه ” لسان العرب “، وهذه المعاني كما يرى إبراهيم خليل تنطبق جميعاً على الإنسان فقد “وصفت جميع صفات الإنسان التشريحية والفسيولوجية والنفسية والعاطفية والاجتماعية منذ كان جنيناً في بطن أمه حتى صار رجلاً يحب و يكره…فالإنسان بحق من علق قد خلقه الله من السائل المنوي (العلوق)، وعلقت بأمه (حملت به)، فأصبح علقة كدودة حمراء تكون في الماء تعلق بالبدن وتمتص الدم ثم إذا خرج من بطن أمه احتاج إلى الشراب واللبن والطعام وحاول المشككون أن يأتوا بكلمة بديلة لـ ” علق ” تقوم مقامها أو تعطي نصف المعاني التي تعطيها كلمة “علق “،ولم يستطيعوا

والعلقة: هي القطعة من العلق وهو الدم الجامد وقد أشار العلماء بأن التعلق هنا فيه حياة فتعلق العلقة فى دار الرحم لتستمر الحياة وتتعلق الدودة بكتل الدم الخاثرة فى جسم الأنسان لتستمر حياتها وتحافظ على حياة المريض كما أكد القرآن الكريم حيث ورد ذكر لفظ العلقة في القرآن الكريم في خمس آيات:

قال  تعالى : ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ ﴾ الحج: 5

قال تعالى : ﴿ هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ﴾ غافر: 67

قال تعالى : ﴿ ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ﴾ المؤمنون: 14

قال تعالى: ﴿ ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى ﴾ القيامة: 38.

قال تعالى: ﴿ خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ ﴾ العلق: 2.

والعلقة هى المرحلة الثانية ، ويبدأ فيها العلوق في اليوم الخامس عشر، وفي هذه المرحلة يفقد الجنين شكله المستدير فيأخذ الشكل المستطيل، فبعد عملية الحرث تبدأ عملية تعلق الجنين بالمشيمة وتستمر في التعلق مدة أربع وعشرين ساعة، وتتميز العلقة من طبقتينِ؛ هما: طبقة خارجية "آكلة ومغذية"، وطبقة داخلية، ومنها يخلق الله الجنين.

ترشيحاتنا