واشنطن أسقطته.. وبكين: نحتفظ بحق الرد

منطاد صيني يعكر أجواء أمريكا.. هل يقود إلى حرب عالمية ثالثة؟

المنطاد الصيني
المنطاد الصيني

تعد المناطيد من أقدم وسائل الرقابة والتجسس، تلتحق به كاميرا معلقة في منطاد يحلّق فوق منطقة معينة، تحمله تيارات الرياح، وقد تشتمل المعدات المرفقة بالمنطاد على رادار وتعمل بالطاقة الشمسية.

وتعمل المناطيد عادة على إرتفاع يتراوح بين 24 ألف متر و37 ألف متر (80 ألف إلى 120 ألف قدم)؛ وهو إرتفاع أعلى بكثير من الحركة الجوية التجارية حيث لا تطير الطائرات على ارتفاع يزيد عن 12 ألف متر.

وفي السابق استخدم الجيش الياباني المناطيد في إسقاط قنابل حارقة فوق الولايات المتحدة خلال الحرب العالمية الثانية، واستخدمتها أيضاً الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي السابق خلال الحرب الباردة.

ذعر أمريكا

أصيبت أمريكا بالذعر الشديد جراء تحليق المنطاد الصيني فوق جزر ألوتيان في ألاسكا، وعبر كندا قبل أن يظهر فوق مدينة بيلينغز في مونتانا.

وزادت حدة التوتر والقلق من تحليق المنطاد فوق ولاية "مونتانا"، التي تضم عددا من مواقع الصواريخ النووية الحساسة، ووصفت ذلك بالخرق الواضح للسيادة والقانون الدولي. 

وخلال ساعات تم اكتشاف منطاد تجسّس صينيّ آخر يُحلّق فوق أميركا اللاتينيّة.

إسقاط المنطاد

وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية أن مقاتلاتها أسقطت منطادا صينيا فوق المياه الإقليمية الأمريكية.

فيما أعربت وزارة الخارجية الصينية في بيان عن "استيائها الشديد واحتجاجها على استخدام القوة من جانب الولايات المتحدة لإسقاط المنطاد المدني غير المأهول"، مشددة على أنها "تحتفظ بحق اتخاذ مزيد من الردود الضرورية".

وكانت الحكومة الأمريكية قد استعدت بكل وسائل الدفاع القتالية لإسقاط المنطاد في حال إصدار تعليمات من البيت الأبيض بإسقاطه، إلا أن البعض رجحوا التأني في اتخاذ هذه الخطوة، نظراً للخطر الذي قد يتسبب فيه الحطام على سكان الأرض، بسبب حجمه الضخم.

وهدأ روع الأمريكان بعد تحديد مكان المنطاد، وباتوا يؤكدون أنه لا يوجد تهديد خطير بشكل كبير، وأن الطيران المدني في أمان ، نظرا لأن المنطاد أعلى "بشكل كبير" من الارتفاع الذي تستخدمه شركات الطيران التجارية، وأنه من غير المرجح أن يعطي المنطاد معلومات أكثر بكثير مما يمكن أن تجمعه الصين بالفعل عبر استخدام الأقمار الصناعية.

زيارة بلينكن للصين 

وأدت أزمة المنطاد إلى توتر كبير بين واشنطن وبكين، فأرجأ أنتوني بلينكن وزير الخارجية الأمريكي، زيارته إلى بكين، بعدما تم رصد المنطاد الصيني الأوّل الذي تشتبه واشنطن في أنّ أغراضه تجسّسية. 

وزيارة بلينكن، التي تعد الأولى لوزير خارجيّة أميركي إلى الصين منذ عام 2018، كان هدفها تخفيف التوتّر بين الولايات المتحدة والعملاق الآسيوي الذي تعتبره واشنطن منافسها الرئيسي في العالم. 

رد الصين 

وأكدت الصين على أن تحليق المنطاد جاء لأغراض مدنية خاصة بالأرصاد الجوية بشكل أساسي.

وأبدت الصين أسفها لانجرافه إلى الأجواء الأمريكية، مؤكدة أنها لم تنتهك أبدا أراضي ومجال أي دولة ذات سيادة، وأن المتسبب في حدوث هذه البلبلة ضدها الضجة الإعلامية التي افتعلها بعض السياسيين ووسائل الإعلام في الولايات المتحدة الذين قاموا باستخدام الحادث كذريعة لمهاجمة الصين وتشويه سمعتها.