مشكلة الدواجن تتكرر مع الماشية والابقار

القومى للبحوث :الإعتماد على الجمال واللحوم المستوردة لعدم توفر الجاموس..وتغيير الثقافة مطلوب

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

ذكر  تقرير وزارة الزراعة الأمريكية  ، إن معظم المستهلكين المصريين من ذوي الدخل المنخفض. لا تزال الثقافة الغذائية  حول اللحوم في مصر دون تغيير وأي اختلاف في معدل الاستهلاك يرجع إلى القدرة على تحمل تكاليف اللحم البقري.
 
ويرتبط استهلاك لحوم البقر إلى حد ما بالتكلفة ، بدلاً من تناول البروتين اليومي الموصى به.
 
وتعمل وزارة التموين والتجارة الداخلية على توسيع قنوات توزيع لحوم البقر ، مما يزيد من توافر لحوم البقر بأسعار معقولة واوضح التقرير : ان المصريين يستهلكون  اللحوم الحمراء من لحوم الأبقار الطازجة المنتجة محليًا ، والأبقار الجاهزة للذبح المستوردة ، وواردات لحوم الجاموس المجمدة من الهند ، واللحوم البقرية المجمدة بشكل رئيسي من البرازيل. ومع ذلك ، يرى المستهلكون الأكثر ثراءً أن لحوم الأبقار المستوردة المجمدة منتج رديء.
 
وتقول  د.نوهى  حسن استاذ مساعد بمعهد بحوث الحيوان : ان نفس مشكلة الدواجن تتكرر فى الماشية وهى ازمة الاعلاف لان إنتاج اللحوم اقل من احتياجات المواطنين بكثير لانخفاض اعداد الجاموس بمصر ورغم صدور قرار من ١٠ سنوات بوقف ذبح الجاموس لتزيد اعداده الا ان اعداده لم تزد ولذا زاد الاعتماد على لحوم الجمال والابقار المستوردة ومع نقص الاعلاف تزداد المشكلة اكثر .
 
وترى د.نوهى : ان. حل مشكلة الاعلاف يكون بالاعتماد على منتجات طبيعية تحافظ على صحة الحيوان مثل إنتاج اعلاف من البلح والشيه والرومان وكل هذه المكملات للاعلاف تحمى الحيوان من الامراض وبالتالى لن يحتاج لادوية وتزيد بالوقت ذاته إنتاجية الحيوان من اللحوم والالبان.
 
وتابعت د.نوهى قائلة :ان هناك مخلفات زراعية مثل قش الارز ونباتات مثل ورد النيل يمكن إضافتها للاعلاف لتحل ازمة استيرادها من ناحية ولها تاثير إيجابى على صحة الحيوان من ناحية اخرى.
 
واوضحت د.نوهى : ان ازمة ارتفاع اسعار اللحوم ظهرت بسبب عدم توفر الاعلاف سواء كانت للاسماك او الدواجن واذا تم عمل مشروع لتربية الجاموس المصرى يقوم على هذه الاعلاف مثل مخلفات قشر البطاطا وقشر الفواكه ويتم تجفيفها وطحنها فهذه الانواع من الاعلاف ستنقذ صغار المربين مع استخدام الادوية المضادة للطفيليات والفطريات فانها تحسن من إنتاجية  اللحوم.
 
وكشفت دراسة حديثة لمنظمة الأغذية والزراعة بعنوان "سوق الأعلاف في مصر - النمو والاتجاهات والتوقعات (2023 - 2028 " : انه من المتوقع أن يسجل سوق العلف في مصر معدل نمو سنوي  يبلغ 4.3٪ خلال فترة التنبؤ (2022-2027). 
 
واوضحت الدراسة  : انه تم تجهيز الدولة بـ 100 مطحنة علف بإجمالي إنتاج علف مركب يبلغ 7.4 مليون طن  في عام 2019 ، منها 3.1 مليون طن للدجاج ، و 164 مليون طن  ،  2.6 مليون طن للأبقار الحلوب 
و كان سوق العلف  لقطاع لحوم الأبقار والخنازير في مصر في حده الأدنى في عام 2019  ، و زاد عدد مزارع الألبان والأعلاف الحديثة بشكل كبير. يتم إنتاج غالبية اللحوم المحلية المستهلكة في البلاد محليًا ، مما يجعل مصر سوقًا جذابة لتوريد واستيراد الأعلاف المركبة.
 
وتعد الدواجن واحدة من الصناعات الزراعية الرئيسية في مصر وتساهم بنسبة 10 ٪ من القيمة المضافة الزراعية ، حيث تنتج الدولة أكثر من مليون طن من لحوم الدواجن. وطبقا للدراسات ، فإن نصيب الفرد من الاستهلاك يبلغ حوالي 15 كجم من لحوم الدواجن سنويا. هذا القطاع غير متجانس إلى حد كبير، ويتألف قطاع انتاج الدواجن  من كبار المنتجين المتخصصين والمتكاملين، بالاضافة ان ما  لا يقل عن 11 مليون أسرة تربي الدجاج والطيور الداجنة الأخرى. 
ووفقًا لتقرير أضواء نظام الإنتاج الحيواني الذي نشرته منظمة الأغذية والزراعة بالتعاون مع الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ،  : هناك ما يقرب من 30000 مزرعة دواجن مكثفة مسجلة وتقريبًا نفس العدد من المزارع غير المسجلة. الغالبية ، ما يقرب من 80 ٪ ، تقع في الوجه البحري.
 
يعتبر نظام الدواجن المكثف محوريًا لتزويد المصريين بالبروتين الحيواني بأسعار معقولة ومع ذلك ، فهي تعتمد بشكل كبير على استيراد الأعلاف بشكل رئيسي الذرة وفول الصويا وغيرها من المدخلات والمعدات ، مما يجعل أسعار المستهلك شديدة التقلب.
 
وتقول  د.نادية  ابو العز  استاذ الطفيليات بالمركز القومى للبحوث : انه لا مفر من تحقيق تنمية بقطاع الماشية وخاصة تنمية الجاموس لان اقدم انواع الجاموس كانت بمصر وايطاليا والهند ويتمز الجاموس بانه من الحيوانات التى تقاوم الامراض ويتحمل ظروف البيئة التى يعيش فيها كما ان الجاموس يعطى انتاجية عالية من الالبان اكبر بكثير من الابقار المستوردة كما ان الجاموس يتحمل الظروف التى يعيش بها ، كما ان اللبن الجاموسى تصل نسبة الدهون به ل٧بالمائة لذا يمكن عمل قشدة وزبد من البانه.
 
واوضحت د.نادية : ان الجاموس ايضا يتميز بانخفاض استهلاكه للاعلاف ولذا كثير من المزارعين يفضلون تربية الجاموس اكثر من الابقار لان الابقار تكون مستوردة ولها ظروف خاصة بالمعيشة فهى تحتاج لمكان مكيف وظروف صحية معينة كما انها تستهلك كميات كبيرة جدا من الاعلاف لذا فالابقار المستوردة لها مزرعة نموذجية جدا يصعب على الفلاح المصرى توفيرها ليحصل من. هذه الابقار على انتاجية  وسعر رخيص عند بيعها ولذا فالمربى المصرى يناسبه الجاموس.
 
واكدت د.نادية : ان ازمة الاعلاف وقعت بعد الحرب الروسية الاوكرانية لان روسيا واوكرانيا اكثر دولتين منتجتين لفول الصويا والذرة لذا الانتاج من هذه المحاصيل قليل للغاية ولذا تاثرت انتاجية الاعلاف بمصر والعالم كله لعدم توفر هذه المحاصيل  كما ان ارتفاع. سعر  الدولار تسبب فى خفض الكميات المستوردة من الذرة وفول الصويا كما خفض من كميات الاعلاف المنتجة ولذا يجب على الحكومة والمصانع ان تقوم بانتاج بدائل للذرة وفول الصويا وهى بدائل سهل الحصول عليها ورخيصة الثمن كما يمكن استخدامها كاضافات للاعلاف
 
وتابعت د.نادية قائلة : ان من بدائل الاعلاف قشر البرتقال فهو يستخدم فى التغذية ويمكن اطعام الماشية به كقشر برتقال طازج او مجفف لانه ملئ بفيتامين" سى" الذى يرفع المناعة  ويزيد انتاج الحيوان ويجعله يقاوم الامراض ،كما يمكن استخدام "تفل" الزيتون بعد عصره ، كما يمكن استخدام. قشر الرومان كاضافات اعلاف لما له من قيمة علاجية عالية لانه مضاد للطفيليات والفطريات التى تصيب الحيوان وتتسبب فى جعل الحيوان ياكل كثيرا وانتاجية اللحوم والالبان تكون لديه قليلة كما يمكن استخدام التمر ونواة البلح وتجفيفها واضافتها وهى مطحونة وجافة وتكون مفيدة للحيوان والانسان الذى يتناول لحم والبان هذا الحيوان.