وعن عالم الرواية يقول الكاتب: لا أحد يعرف بالضبط متي بدأت سيطرة الغريب بن نعمان، ولكن المؤكد أنه كالعولمة يعرف الكثير والكثير، ليس عن حياة سيد عبد الرحيم الجوهري وحده، بل عن الآخرين أيضا، ساعده على ذلك فقدان إحساس ابن (الجوهري) بالزمن، واستسلامه التام لكل الظروف والعوامل  المحيطة به ( الداخلي منها والخارجي)، ليصل به الأمر إلى تلك الحالة المزرية، تلك التي تتكشف شيئا فشيئا في رواية "لا أحد يعرف لون عينيها" ، ويكون الفأر هو نقطة الانطلاق للأحداث؛ ففي اللحظة ذاتها التي يقرر فيها المعلم التخلص منه يسقطه ذلك الضئيل ذو الصرير المقرف في الفخ، وتخرج الدولارات من الجحر، ليتحول ذلك العداء التاريخي بين المعلم والفأر إلى صداقة غير مفهومة وغير متكافئة؛ تأخذ بأكثر ما تعطي ، ويكون ذلك إيذانا بظهور الغربب، ثم تظهر الفئران الأخرى؛ فيظهر أتباع (ابن نعمان).