أسرار العائلة الملكية البريطانية من مذكرات الأمير هارى 

مذكرات الأمير هارى
مذكرات الأمير هارى

 

طرح مؤخرا كتاب في المكتبات،يحوي مدكرات الأمير هاري من بين نسخة مسموعة تصل مدتها إلى 15 ساعة و 37 دقيقة، وأربع مقابلات تلفزيونية، كما نشرت مقابلة خاصة أجرتها إحدى المجلات. والسؤال ما هي تداعيات مذكرات الأمير هاري على العائلة الملكية البريطانية؟

يقدم الكتاب صورة متعاطفة إلى حد كبير مع الملك تشارلز. فهو الأفضل شكلا من بين جميع أفراد العائلة الملكية.

وجاءت ملاحظات الأمير هاري، التي تناولت موضوعات بشأن والده، مكمّلة لما نعرفه عنه بالفعل، كما تعزز صورته التي كوّنها كثيرون عنه.

ويصف الأمير والده بأنه رجل مرهف الحس ومحب للكتب، بذل قصارى جهوده للحفاظ على ترابط عاطفي مع هاري في أعقاب وفاة الأميرة ديانا.

بيد أن الملك حاليا يمثل رأس العائلة الملكية والدولة، وعلى الرغم من أنه نجا مما يحمله الكتاب، إلا أنه يتعين عليه أن يقرر كيفية التعامل مع الانتقادات الموجهة ضد آخرين داخل كيان العائلة.

فما يقوله هاري عن الملكة القرينة من الصعب على والده تحمله، وإن كان هناك أي نوع من المصالحة، فينبغي أن يأتي من رأس العائلة.

لذا يتعين على الملك أن يبادر أولا بطرح غصن الزيتون على الأرجح، ولا تظهر حاليا أي بوادر لذلك علنا.
بالنسبة لكاميلا، الملكة القرينة، فالأمر صعب، بيد أن تعامل هاري مع زوجة أبيه مليء أيضا بالتناقضات.

فهو يدير غضبه من وسائل الإعلام نحوها، متهما إياها بمغازلة الصحافة الشعبية لتحسين صورتها العامة بعد تصويرها على أنها "شريرة". وقال إنها استراتيجية جعلتها "خطرة".

هذه التعليقات تبدو صعبة جدا بالنسبة لكاميلا التي طالما عانت للحصول على أي دعم شعبي ولم يكن يأتي ذلك بسهولة.

وفي نفس الوقت، في فصل آخر من الكتاب، وفي إجابة على سؤال خلال مقابلة، يكون المزاج أكثر ميلا إلى درجة الرقة والإعجاب. فهو يدرك حجم السعادة والسلام التي جلبتها (كاميلا) لوالده، ويشيد بعملها مع ضحايا العنف المنزلي.
ويتعرض الأمير وليام لبعض الانتقادات الشديدة وبصفة متكررة. لقد غيّر الكتاب الطريقة التي ننظر بها إلى علاقة الأخوين، كما نعرف الآن أنهما يناديان بعضهما بويلي وهارولد.

بيد أن الأمور لم تكن على ما يرام في الفترة الأخيرة. ألم يكن الشقيقان تربطهما خسارة مؤلمة ويعتمدان على بعضهما بعضا؟

وأيضا يبدو أن الأمر ليس كذلك وفقا لما يقوله هاري.،حيث  يعود التوتر بينهما إلى عقود كما يقول، وتقطر الكتابة في بعض الأحيان غضبا وتركز على صغائر الأمور في أحيان أخرى.

ويرسم الكتاب صورة لوليام على أنه الشقيق الأكبر، الغاضب، والمحبط، ويعاني من كبت. إنها صورة لا تتطابق مع شخصيته العامة المتمثلة في كونه لطيفا وأنيقا ومتعاطفا.

ولم يرد قصر كنزنغتون على أي شيء كتبه هاري، بل يترك ويليام عمله الملكي يتحدث نيابة عنه، فهو لديه واجبات، كما يركز على المجتمعات المعرضة لخطر، ساعيا قدر الإمكان إلى الابتعاد عن الصخب.

ويتحدث الكتاب عن أشياء كثيرة بين كيت وميغان. وبالنسبة إلى هاري، فإن زوجة شقيقه هي كيت دائما، وليست كاثرين إطلاقا.

وتأتي الإشارة إليها غالبا بصفة شخصية، ومن ذكريات تحمل لحظات خاصة. بهذه الطريقة فإن كل ما يقال عنها يُكشف لأول مرة.

ولم يحب هاري تصوير المرأتين في وسائل الإعلام على أنهما متنافستان، لكن هذا هو السياق الذي غالبا ما يكتب عنه الكتاب بشأن أميرة ويلز. إذ يمكن أن تقرأ عن كيت، المتوترة والرسمية، إلى جانب ميغان البسيطة حافية القدمين.

كيت لا تحب مشاركة ملمع الشفاه، وكان هناك سوء تفاهم سيئ بشأن فساتين وصيفات العروس، كما يخبرنا هاري.كما ان  ومن الصعب تصور قدر ما يجرح به ذلك مشاعر أميرة ويلز شخصيا، لا سيما الكشف عن تفاصيل من حياتها الخاصة وحياة أطفالها، وهي تفاصيل حافظت عليها بشدة وظلت متحكمة فيها.

مرة أخرى، مثلها مثل زوجها، لن نتوقع سماع أي رد عام من الأميرة أو أي استجابة لدرء الضرر. بل ستترك واجباتها العامة تتحدث بدلا منها وبالنسبة لزوجها، هي "ميغ"، التي غيرت حياة هاري. وعلى نقيض التوقعات لا يتحدث الكتاب والمقابلات إلا قليلا عن الدوقة.

فمعظم ما ذكرته مذكرات هاري تناولت حياته قبل ميغان. بيد أن تأثيرها يبرز جليا بمجرد ظهورها في المشهد.

ويقول هاري إن كتابة مذكراته كانت من المستحيل "لوجستيا وبدنيا وعاطفيا وروحيا" أن تحدث بدونها.

ومن المرجح أن يعزز الكتاب وجهات النظر بشأن ميغان. فالبعض يراها أنقذت هاري وهربت إلى حياة الحرية والسعادة. وآخرون يرونها استدرجته بعيدا عن الواجب والعائلة ولن يُغفر لها ذلك مطلقا. وربما لن تؤثر التغطية الإعلامية هذا الأسبوع على وجهة نظرك.
من أين نبدأ؟ لم يتوقع أحد من هاري التراجع. فقصته، وكلماته، حملت مفاجأة.

فالقصة تحمل الماء والكلمات تتسم بالحميمية، فضلا عن كراهية شديدة للصحافة الصفراء البريطانية الأمر الذي فاق التوقعات. كانت كتابة المذكرات تجربة "مؤلمة" و "مريحة" بالنسبة له.

وسيكون الكتاب الآن عقبة عالقة بقوة على طريق المصالحة التي يقول هاري إنه يريدها مع عائلته. كما يبدو أن التوصل إلى هدنة أمر غير وارد في الوقت الحالي، بعد فقدان الثقة.

وقال هاري في مقابلاته إنه لم يتحدث إلى والده أو شقيقه منذ فترة. هناك حزن من جميع الأطراف هنا ولكن الأمور أصبحت شخصية وهذا ليس وضعا مريحا بالنسبة للعائلة الملكية.

ولا يزال الاهتمام بهاري وميغان كبيرا، ولكن من الصعب الحكم على ما إذا كان ذلك سيستمر في الأشهر والسنوات المقبلة.
تجمع للصحافة في مكتبة في لندن في منتصف ليل 10 يناير قبل طرح كتاب "البديل" للبيع
بصرف النظر عن بعض أفراد العائلة الملكية، يوجد عدد قليل من الرابحين الآخرين، على نحو واضح، من نشر مذكرات هاري.

وبناء على ذلك أصبح لدى الناشرين، "ترانسوورلد وبنغوين راندام هاوس"، الكتاب الأكثر مبيعا خلال شهر يناير الثاني، في وقت يتسم بهدوء حركة البيع بعد عيد الميلاد.

كما كان مشروعا مربحا لقناة "آي تي في" أيضا، والتي باعت مقابلتها مع هاري الآن إلى 77 منطقة في شتى أرجاء العالم، من فرنسا إلى نيوزيلندا.

ويذكر هاري امتنانه لـ "قوة العلاج"، التي يصفها بأنها هيأت له فرصة التعامل مع الماضي وكتابة المذكرات.

وتسلط سطور العرفان في بداية الكتاب الضوء على فريق وراء هاري شمل اختصاصيين في الطب النفسي، وأخصائي وخز بالإبر، ومعلمي تمارين بيلاتيس، ومتخصصين في تقويم العمود الفقري، ومدربين شخصيين، وممارس للطاقة، ويشكرهم جميعا لأنهم ساعدوه على البقاء متمتعا بقوة نفسية وبدنية طوال سنوات.

ومن بين أولئك الذين شملتهم دعاية غير متوقعة عشاق إطلاق اللحى في جميع أنحاء العالم. إذ يفكر نادي أصحاب اللحى البريطاني في أن يصبح الأمير هاري راعيا له أو على الأقل منحه عضوية مجانية بعد أن كتب دعما للحى في كتابه.