أسدل الستار عن حفل الكرة الذهبية "البالون دور" الذي تنظمها مجلة "فرانس فوتبول" الفرنسية في نسختها رقم 66، بتتويج الفرنسي كريم بنزيما، كأفضل لاعب في العالم 2022.
وأقيم حفل "البالون دور" على مسرح شاتيلييه بالعاصمة الفرنسية باريس، وسط حضور كوكبة من ألمع نجوم الكرة، بتاريخ يوم الاثنين 17 أكتوبر.
وجاء تتويج بنزيما المولود في 19 ديسمبر 1987 بالكرة الذهبية لأول مرة خلال مسيرته الكروية، وهو في عمر 34، ليحقق حلمه بأن يصبح مثل عشقه الأول الأسطورة البرازيلية الظاهرة رونالدو نازاريو.
وولد بنزيما ذو الأصول الجزائرية وتربى في فرنسا تربية صارمة من قبل أبيه حافظ وأمه وحيدة، في عائلة تضم 8 أبناء، لتضعه هذه التربية على المسار الصحيح في أحد أحياء ليون المتواضعة.
وألحقه أبوه بمدرسة كاثوليكية لإبعاده عن الشارع وضمان الحصول على أفضل تعليم، وقاده الرفض في مدرسته والتمييز بسبب أصوله إلى النضال منذ خطواته الأولى.
وظهر حبه لكرة القدم سريعًا، فتميز من خلالها الفتى الصغير عن بقية أقرانه، إذ كان يمارسها في ملاعب صغيرة قرب منزله، وعمل على ضبط عاداته الغذائية ليشق طريقه منذ البداية من أكثر الأحياء تواضعًا في مدينته.
وزاد شغفه بالساحرة المستديرة مع تألق زين الدين زيدان مع المنتخب الفرنسي وكذلك المهاجم البرازيلي رونالدو، الذي كان هو الآخر مصدر إلهامه بشكل كبير، وكان يتمنى أن يصبح مثلهما.
وبدأ كريم في اللعب وهو في الثامنة في أشبال نادي برون تيراليون، حيث تغيرت مسيرته بثنائية سجلها في أولمبيك مارسليا.
وبعدها بشهور أصبح لاعبًا في ناشئي أحد أكثر الأندية الشهيرة في البلاد، ليون، والذي استضافه في مركزه للتدريب، المخصص للأطفال القادمة من مناطق أخرى.
باستضافته في مركز ليون، ابتعد كريم الشباب عن الصحبة السيئة في حيه وراح يصعد درجات السلم بسرعة. ففي سن السادسة عشر كان يلعب في الفريق الثاني، مع اشتهاره بكونه هداف كل فئة عمرية.
وسريعًا راح يتدرب مع الفريق الأول وخاض أول مباراة في الدوري في 2005 تحت إمرة المدرب بول لو جين.
وبعد موسمين في الفريق، عرف كريم التوهج حين سجل 31 هدفًا في 51 مباراة، ليكون هداف الدوري، ويصبح ركيزة أساسية في ثنائية ليون التاريخية.
وفي ذلك الحين، بدأ هذا اللاعب الذي كان لا يزال يعيش في حي برون المتواضع يخطف انتباه كبار أندية أوروبا.
واستمر لعام آخر في ليون بعد تجديد عقده وتحسين أحواله المادية عدة مرات، ليصبح أفضل لاعب في الدوري الفرنسي، وتم ترشيحه للمرة الأولى للكرة الذهبية في وقت كان يهيمن فيه كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي عليها.
وكان أعين إدارة ريال مدريد عازمة على ضم الجوهرة الجديدة في كرة القدم الفرنسي وكان يجري المفاوضات رئيس النادي فلورنتينو بيريز بنفسه.
واستمر بنزيما لـ 13 عامًا في ريال مدريد شهدت مراحل متقلبة في مسيرته، كان أبرزها بعد رحيل كريستيانو رونالدو حين أصبح القائد الملهم للفريق.
وأصبح بنزيما ثاني أكثر لاعب تتويجًا ببطولات في ريال مدريد (24) وأصبح يهدد عرش البرازيلي مارسيلو، وفاز مع الملكي ببطولات دوري الأبطال خمس مرات والدوري المحلي أربع مرات ومونديال الأندية أربع مرات وكأس السوبر الأوروبي أربع مرات وكأس الملك مرتين وكأس السوبر الإسباني أربع مرات ودوري الأمم مرة مع منتخب فرنسا.
ويعد ثاني الهدافين التاريخيين للنادي الملكي بـ 328 هدفًا بعدما تجاوز أساطير مثل راؤول ودي ستيفانو، ولا يتجاوزه إلا كريستيانو رونالدو.
وهو أيضًا صاحب المركز السادس في عدد المباريات مع النادي بواقع 615 مباراة.
ويأتي تتويج بنزيما بالكرة الذهبية كثمرة لموسم لا ينسى، سجل فيه أكبر عدد من الأهداف في تاريخه بـ 44 هدفًا وصنع فيه 17 هدفًا في 46 مباراة. وهو أيضًا هداف دوري الأبطال (15 هدفا) والدوري المحلي (27 هدفا).
وأصبح بنزيما ثامن لاعب من ريال مدريد يفوز بجائزة الكرة الذهبية، بحسب شبكة "أوبتا" للإحصائيات.
وأضافت شبكة "أوبتا"، أن بنزيما بات أول لاعب فرنسي يفوز بالجائزة منذ عام 1998، عندما حققها زين الدين زيدان.
وتابعت "فرنسا تمتلك الآن 5 فائزين مختلفين بالكرة الذهبية، لا توجد أي دولة أخرى لديها أكبر من هذا العدد. إنجاز ذهبي".
وسبق بنزيما لهذا الإنجاز الرباعي الفرنسي: ريمون كوبا "1958"، ميشيل بلاتيني "1983، 1984، 1985"، جان بيير بابان "1991" وزين الدين زيدان "1998".
وجاء ترتيب العشرة الأوائل في الكرة الذهبية 2022، كالآتي:-
1- كريم بنزيما
2- ساديو ماني
3- كيفين دي بروين
4- روبرت ليفاندوفسكي
5- محمد صلاح
6- كيليان مبابي
7- تيبو كورتوا
8- فينيسيوس جونيور
9- لوكا مودريتش
10- إيرلينج هالاند
فيما جاء النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، المتوّج بالجائزة 5 مرات من قبل، في المركز العشرين، معادلًا أسوأ تصنيف له الذي حققه عام 2005.
في المقابل خرج الأرجنتيني ليونيل ميسي، صاحب الرقم القياسي في عدد مرات التتويج بالجائزة برصيد 7 مرات، من قائمة أفضل 30 لاعبًا على مستوى العالم.
وأبدى بنزيما، سعادته الغامرة بحصد جائزة الكرة الذهبية، وسط حفاوة طاغية من عائلته وأقاربه وأصدقائه.
وقال بنزيما عقب فوزه بالجائزة "فخر كبير الفوز بهذه الجائزة، أتذكر العمل والمثابرة منذ طفولتي".
وشدد "الكرة الذهبية كانت في ذهني دائما، ثم جاء الإلهام والرغبة، حيث كان لدي مثل أعلى وهما زيدان ورونالدو".
وأضاف "كنت أعمل ولا استسلم مرارًا وتكرارًا، المهم أن تبقي هذا الحلم في ذهنك، رغم أنني مررت بظروف صعبة ولم أكن مع المنتخب الفرنسي لفترة، لكني نجحت في تخطي ذلك".
وتابع "عاشت عائلتي فترات صعبة معي، لأول مرة أفوز بهذه الجائزة، راض عن العمل الذي قمت به، سأواصل بالطبع، أشكر كل زملائي في ريال مدريد ومنتخب فرنسا ومدربي ورئيس النادي العظيم فلورنتينو بيريز الذي منحني فرصة كبيرة".
وأتم "الكرة الذهبية جائزة فردية، لكنها بالنسبة لي جائزة جماعية، أهديها لكل الشعب".
