الغاز والهجرة ومكافحة الإرهاب... ومستقبل علاقات الجزائر وروما بعد صعود اليمين المتطرف في إيطاليا

جورجيا ميلونى
جورجيا ميلونى


يثير صعود اليمين المتطرف في إيطاليا بعد فوز جورجيا ميلوني زعيمة حزب "فراتيلي ديتاليا" أو "إخوة إيطاليا" بالانتخابات التشريعية، مخاوف داخلية وأوروبية وإقليمية. في هذه الفترة التي تغرق فيها دول الاتحاد في أزمة الطاقة الناجمة عن الحرب في أوكرانيا، تراقب الجزائر -وهي من الشركاء الأبرز لروما في المتوسط- تطورات المشهد السياسي الإيطالي، ويتوجس مراقبون من تداعيات هذا التغيير المدوي على العلاقات الدبلوماسية بين البلدين وعلى التعاون الأمني والاقتصادي وخصوصا ملف واردات الغاز.

أدخل فوز جورجيا ميلوني، زعيمة حزب من "الفاشيين الجدد" بالانتخابات التشريعية الإيطالية، بلادها وأوروبا والمنطقة مرحلة مفتوحة على المجهول.

وينبغي على الائتلاف المنقسم الذي ترأسه عقد تفاهمات لتشكيل حكومة لن ترى النور قبل نهاية أكتوبر/تشرين الأول على أقرب تقدير، أن يواجه الأزمة الاقتصادية الخانقة ويطمئن مخاوف الشركاء ويخفف قلق الأسواق. 

كما أثار صعود زعيمة اليمين المتطرف (حزب "فراتيلي ديتاليا" أو "إخوة إيطاليا") تساؤلات في الجزائر الشريك الهام والأساسي للإيطاليين بالضفة الجنوبية للمتوسط، خصوصا في ضوء الاتفاقيات الموقعة بين الجانبيين في مجالات حيوية أبرزها الأمن والهجرة والغاز. 

لكن ميلوني التي ستصبح أول زعيمة منبثقة من حركة ما بعد الفاشية في دولة مؤسسة لأوروبا، حرصت على طمأنة المخاوف سواء في داخل البلاد أو في الخارج، وأكدت: "سنحكم من أجل جميع" الإيطاليين. 

وستخلف الحكومة الإيطالية المقبلة حكومة الوحدة الوطنية التي قادها رئيس الوزراء الإيطالي السابق ماريو دراغي، الرئيس السابق للبنك المركزي الأوروبي، منذ يناير 2021، حين استدعي لإنقاذ ثالث اقتصاد في منطقة اليورو المنهار بفعل أزمة فيروس كورونا. 

وكان دراغي وقع مع الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون في 18 يوليو 2022 على 15 مذكرة تفاهم واتفاقا شملت مجالات القضاء والمؤسسات الصغيرة والشركات الناشئة والتعاون في مجالات الصناعة والطاقة والتنمية المستدامة. كما تم الاتفاق خلال القمة الجزائرية-الإيطالية الرابعة على زيادة إمدادات الغاز الجزائري إلى روما.