ردا على الدكتور وسيم السيسى..

خبير آثار يوضح «النسب الصحيح» لسيدنا محمد عليه الصلاة والسلام 

الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو المجلس الأعلى للثقافة
الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو المجلس الأعلى للثقافة

 

أشار  الدكتور وسيم السيسي وفقًا لما نشرته المواقع الإخبارية إلى أن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم جذوره من مصر  ونحن من نسله من بني عبد مناف مستندًا إلى حديث شريف فسّره وفق رؤيته  بأن الله اختار الكنانة ومن الكنانة اختار بني عبد مناف ومن بني عبد مناف اختار قريش ومن قريش اختار بني هاشم.

ويرد على ذلك خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو المجلس الأعلى للثقافة لجنة التاريخ والآثار بأن الحديث الذى يستند إليه لم يشر من قريب أو بعيد إلى نسب النبى محمد عليه الصلاة والسلام إلى مصر بل أن الحديث يؤكد نسب الرسول إلى الجزيرة العربية بما لا يقبل الشك حيث أن كنانة المذكورة فى الحديث الشريف هى قبيلة بني كنانة بكسر الكاف وفتح النونين، قبيلة خندفية مضرية عدنانية ينتمي إليها النبي محمد عليه الصلاة والسلام موطنها الأصلي في الجزيرة العربية ويتواجد معظم أفرادها اليوم في العراق والأردن ومصر والسودان وفلسطين وبشكل أقل في تونس والمغرب وسوريا واليمن.

وأمّا قبيلة قريش فهي فرع من قبيلة كنانة استقل بذاته عن سائر بني كنانة ولهذا إذا أطلق لقب الكناني فإنه يقصد به بنو عبد مناة بن كنانة وبنو مالك بن كنانة وبنو ملكان بن كنانة وأما لقب القرشي فيختص ببني النضر بن كنانة.

و النضر هو قريش بن كنانة وإليه تنتسب قبيلة قريش وقد قال النبي محمد: «نحن بنو النضر بن كنانة لا نقفوا أمنا ولا ننتفي من أبينا»، وقد تزوج النضر عاتكة بنت عدوان بن عمرو بن قيس عيلان وأشهر بطون قريش بنو هاشم بن عبد مناف.

وكنانة هو الجد الثالث عشر في عمود النسب الشريف للنبي محمد، فالنبي محمد قرشي كناني وكان كنية كنانة أبو قيس وقيل أبو النضر ولا خلاف بينهما فإن ابنه قيس كان لقبه النضر واشتهر بلقب قريش.

والنسب الصحيح فهو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان من ذرية إسماعيل بن إبراهيم.

وأمّا من ناحية الأم فإن السيدة هَاجَر المِصرية هي أم النبي إسماعيل أكبر أولاد النبي إبراهيم والذي من نسله النبي مُحَمَد بن عَبْد الله صلى الله عليه وسلم، ومن المعروف أن النسب يؤخذ من ناحية الأب وحتى الآن  

كما أشار الدكتور وسيم السيسي إلى لوحة جدارية تبين قدماء المصريين ساجدين على ذقونهم، وربط بينهم وبين من ذكروا فى القرآن الكريم في سورة الإسراء آية107 

"قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لَا تُؤْمِنُوا ۚ إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا" .

ويرد الدكتور ريحان على ذلك بأن هذا الربط لا يمت إلى الدين أو التاريخ أو الآثار بصلة وهو تفسير وفق رؤية شخصية لأحد آيات القرآن الكريم كان يجب عرضها على الأزهر الشريف.

ويتابع الدكتور ريحان بأنه قرأ كل التفسيرات التى وردت عن هذه الآية الكريمة ولم يجد هذا التفسير الغريب جدًا واتفق معظم المؤرخين على المقصودين فى هذه الآية وهم من مؤمني أهل الكتاب ممن آمن في وقت النبي صلى الله عليه وسلم .

ويخرون للأذقان هذه مبالغة في صفتهم ومدح لهم وحق لكل من توسم بالعلم وحصل منه شيئًا أن يجري إلى هذه المرتبة فيخشع عند استماع القرآن وخص الأذقان بالذكر لأن الذقن أقرب شيء من وجه الإنسان ويجوز السجود على الذقن لأن الذقن هاهنا عبارة عن الوجه وقد يعبر بالشيء عما جاوره وببعضه عن جميعه فيقال: خر لوجهه ساجدًا وإن كان لم يسجد على خده وعينه .

وفسّرها الطبرى بأن هؤلاء الذين أوتوا العلم من مؤمني أهل الكتاب وفي قول ابن جريج ومجاهد  إنهم قوم من اليهود إذا يتلى عليهم يعني القرآن في قول مجاهد وكانوا إذا سمعوا ما أنزل الله - تعالى - من القرآن سجدوا وقالوا: سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا وقالوا  هذا هو المذكور في التوراة وهذه صفته ومن هؤلاء عبد الله بن سلام، وكان من علماء اليهود وكان يعلم أوصاف رسول الله وزمن بَعْثته؛ لذلك قال: لقد عرفته حين رأيته كمعرفتي لابني ومعرفتي لمحمد أشدّ.