تعاني عدة دول أوروبية من جفاف غير مسبوق هذا الصيف بسبب التغيرات المناخية التي دفعت بعض الحكومات إلى البدء في اتخاذ إجراءات لمواجهة شح المياه.
حيث واجهت أجزاء كبيرة من أوروبا أسابيع من درجات الحرارة المرتفعة التي تسببت في اندلاع حرائق غابات كبيرة وأدت لانخفاض منسوب مياه نهر الراين في ألمانيا، بينما زاد معدل جفاف منبع نهر التيمز عن السنوات الماضية.
وقد أعلنت “تايمز ووتر” وهي أكبر شركة لخدمات المياه والصرف في بريطانيا، أنه اعتباراً من الرابع والعشرين من آب/ أغسطس الجاري، ستعتمد لندن قيوداً على استخدام المياه نتيجة موجة الجفاف الحالية.
وبموجب هذا القرار، سيتعذّر على نحو 15 مليون شخص في العاصمة ومنطقة أكسفورد ريّ حدائقهم وملء أحواض السباحة التابعة لهم، كبيرة كانت أم صغيرة، وتنظيف السيارات والزجاج والباحات الداخلية باستخدام خراطيم المياه.
وأشارت “تايمز ووتر” إلى أن مستوى المياه في الخزانات والأنهر بات أدنى بكثير من العادة، في ظل انخفاض التساقطات في الأشهر العشرة إلى الاثني عشر الماضية واشتداد الجفاف وأكدت الشركة التي وجهت إليها انتقادات بسبب تسربات كثيرة في شبكة المياه أنها تعمل على حلّ هذه المشكلة ومن المتوقع أن تطال هذه القيود نحو 30 مليون شخص بحلول نهاية الأسبوع المقبل.
يُذكر أن بريطانيا سجلت حرارة قياسية في يوليو الفائت وصلت إلى 40,3 درجة مئوية، كما شهدت موجات حرة عديدة وعواصف رعدية ضربت جنوب البلاد، وحذرت السلطات من خطر الفيضانات كون التربة جافة جداً لامتصاص المياه.
وفي مدينة ليون الفرنسية، قررت السلطات حظر استخدام المياه في غسيل السيارات أو ري الحدائق المنزلية و قررت السلطات في جنوب فرنسا إغلاق عدد من الأماكن المخصصة لاستحمام زوار الشواطئ كذلك انخفض منسوب المياه في بحيرة آنسي الشهيرة بمقدار 33 سم منذ بداية الصيف.
وفي المجر، تشهد البلاد أشهر من الجفاف هي الأكثر منذ عام 1901 وهو ما أدى إلى انخفاض هطول الامطار بنهر الدانوب بنسبة 25%.
وكان عام 2021 أكثر جفافاً من المتوسط في المجر، وزادت الأشهر السبعة الأولى من عام 2022 من هذا العجز حتى أصبحت عشر من المديريات الـ12 لإدارة المياه في البلاد في حالة تأهب لنقص المياه.
