في ذكرى ميلاده

محمد فوزي اتهم عبدالحليم بأنه السبب في كساده الفني

صورة موضوعية
صورة موضوعية

تمر اليوم ذكرى النجم الكبير محمد فوزي، فهو مواليد 15 أغسطس من العام 1918، ويقال إن ميلاده مختلف عليه، حيث يجعله البعض في يوم 26 من أغسطس، وليس 15.

إلا أن الشائع هو منتصف هذا الشهر، ولأن فوزي كان أحد نجوم زمنه الكبار، فإن الصحافة كانت تهرول وراءه لمعرفة الجديد.

ولم يكن هناك جديد في زمن الستينيات إلا البحث حول الحالة الصحية لمحمد فوزي، التي بدأت حينها في التدهور، ما أى إلى ابتعاده عن عالم النجومية.

مجلة «الاثنين والدنيا» أجرت حوارا مع فوزي في 24 يناير سنة 1960، وكشف فيه عن حجم أمواله. اسمه محمد فوزي الحو، عمره حينها (38 سنة)، طفش من طنطا ليلتحق بفرقة عزيز عيد، واكتشفه يوسف وهبي، فأسند إليه بطولة فيلم (سيف الجلاد)، الشاب الذي هرب من رحاب (السيد البدوي) وصلت ثروته إلى 220 ألف جنيه، وإيراده الشهري ألف جنيه كاملة.

تلك كانت هي مقدمة الحوار، الذي كان عنوانه الرئيسي «محمد فوزي على كرسي الاعتراف: عبدالحليم حافظ هو سبب كساد فني».

يقول فوزي إنه تقاضي عن دوره في فيلم «سيف الجلاد» أول فيلم يشترك فيه 80 جنيهًا نظير التمثيل والتلحين والغناء، وفقز أجره بعدها إلى 1500 جنيهًا نظير قيامه ببطولة الفيلم الثاني «أصحاب السعادة»، في حين وصل أكبر أجر له في الأفلام الستين التي يتذكر بالكاد عددها، 5000 جنيه، مؤكدًا أنه لا يستطيع أن يتحصل على هذا المبلغ وقت إجراء الحوار (سنة 1960) لأن «الإقبال على فني الآن هبط عما كان عليه»، والسبب هو ظهوره في فيلمين فاشلين، اللذين كانا بمثابة درس قاس له، حيث قرر ألا يظهر في أي فيلم دون أن يدرس موضوعه دراسة وافية، ويعجبه أولاً.

ولا ينكر فوزي في الحوار أن ظهور عبدالحليم حافظ هو السبب في كساد فنه، فيقول «ظهر عبدالحليم في وقت كنت أنا في قمة نجاحي، وحاول عبدالحليم تأدية نفس اللون الذي أغنيه فنجح، والناس يحبون الجديد دائمًا، فضلاً عن الدعاية التي قامت بها الإذاعة والصحافة لتركيز الأضواء عليه، وأحب أن أقول أن عبدالحليم أخذ مكانة أكبر منه، بدليل أن كثيرين يفضلون سماعه على عبدالوهاب، وهذا بالطبع شيء غير معقول، بل يمكنني أن أقول أن إحساس عبدالحليم أقوى من صوته، وعتقد ن ظهور التليفزيون سيغير كثيرًا من هذا الوضع».

فوزي يؤكد أنه انسحب من ساحة الغناء بإرادته ومحض رغبته، لأنه كان مشغولاً بمشروع مصنع الاسطوانات، ولكي ينجح هذا المشروع لابد أن يتفرغ له، ولقد انتهى منه. ويعود إلى موضوع عبدالحليم فيقول: «إن انسحابي كان سببًا في نجاح عبدالحليم بدليل أنني عندم أشترك معه في إحدى الحفلات نتزع إعجاب الجميع».

ويتطرق فوزي إلى زوجه من مديحة يسري في الحوار الذي أجرته معه الصحفية فاطمة حجاج، فيقول: «الحقيقة أن زواجي بمديحة يسري كان قد شغلني فترة طويلة، ولقد أثر على وقتي وحالتي النفسية ومشاكل الفنان تؤثر على إنتاجه لقد بدأت أتفرغ لنشاطي بعد الانفصال عن مديحة، فقد كنت أحبها زمان، ولكن المشاكل الكثيرة قتلت عواطفي نحوها. أنا لم أفهم مشاكلنا، ولو أني فهمتها لوجدت لها الحل، لقد بدأت هي بمقاطعتي عاطفيًا، فانخفضت على الفور درجات حبي لها. إن عدم مبادلة الزوجة للزوج الحب والأنانية وتجاهلها لمسؤولياته الأساسية هي أكبر الذنوب التي ترتكبها الزوجة في حق زوجها».

التلحين لأم كلثوم حلم كان يراود الجميع، ومن بينهم فوزي بكل تأكيد، وعن هذا الأمر تطرق في حديثه فقال: «أنا أعد لحناً لأم كلثوم، وأنا واثق أنه سيعجبها لأنها حساسة وفنانة».

ربما قصد فوزي هنا لحن «أنساك يا سلام» تلك الأغنية التي خرجت إلى النور في 1961، والتي لحنها بليغ حمدي، ويحكي بليغ في إحدى لقاءاته التليفزيونية عن فضل فوزي وعظمته كإنسان وفنان أن فوزي بالفعل أعد لحنا للأغنية، وأعطى بليغ الكلمات ليلحنها كذلك، وعندما سمعها فوزي من بليغ، أخفى لحنه عن أم كلثوم، وأعطاها لحن بليغ، لأنه أعجبه أكثر من لحنه.

تلك الصفة يسميها هو في الحوار أنه «متسامح لدرجة كبيرة»، وأن فلسفته هي أن يضع نفسه دائمًا مكان غيره ليحكم حكمًا صحيحًا، وأن ميزته الأساسية أنه ذكي، وصوته «صوت أوبرا».

سألته حجاج عن حجم ثروته فقال فوزي: «عندي عربية شيفروليه 58، وفيلا ثمنها 150 ألف جنيه، وباقي أموالي المستغلة في مشروعات تقدر بـ70 ألف جنيه، وإيرادي الشهري 1000 جنيه».

أما عن أحسن ممثلة في رأيه فقال أنجريد برجمان وفاتن حمامة، وأحسن ممثل فذكر جيمس ماسون وفريد شوقي، أما عن أجمل ممثلة فقال بكل تأكيد أخته هدى سلطان!

وبخصوص المطربين قال إن أفضل المطربات أم كلثوم، ثم نجاة الصغيرة وفايزة أحمد وهدى سلطان وليلى مراد، ثم تأتي صباح وشادية (مع بعض)، وفقًا لكلامه، أما المطربون فعبدالوهاب في المقدمة، ثم يأتي فريد الأطرش وعبدالحليم وفوزي (مع بعض)، ثم محمد قنديل وعبدالمطلب وكمال حسني.

مات فوزي بعد ست سنوات فقط، في اكتوبر من العام 1966، تاركاً علامة فارقة في تاريخ الفن المصري.

ترشيحاتنا