محمود عبد الشكور ناعيا رجاء حسين: نجمة أدوار الطبقات الفقيرة والمتوسطة

رجاء حسين
رجاء حسين

نعى الناقد السينمائي محمود عبد الشكور الفنانة الكبيرة الراحلة رجاء حسين التي وافتها المنية منذ قليل عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك قائلا: "مع السلامة يا ست رجاء .. الممثلة الموهوبة، التي كانا تصنع من أدوارها دائما بصمات لا تنسى، في المسرح والسينما والتليفزيون.
أول مرة أعرف اسمها، وأتعلّق بمتابعة أعمالهأ، كانت بعد دورها فى مسلسل "أحلام الفتى الطائر" من إخراج محمد فاضل، صاحبة البنسيون الوفية، والعاشقة الابدية للفتى الطائر، نعيمة امرأة وحيدة فى منتصف العمر، بنت بلد حقيقية، لعلها شعاع النور الوحيد فى حياة الشاب المطارد الذى أحببناه.

كان أداء رجاء حسين رائعا، يبدو أن الشخصية بها الكثير من ملامح شخصيتها الحقيقية، فى مرحلة تالية اكتشفت أنها ممثلة مسرحية بالأساس، كان التلفزيون يذيع مسرحيات الأبيض والأسود، لأجد رجاء شابة نحيفة تمثل بثقة بجوار كبار نجوم المسرح القومى أدوارا هامة فى أعمال من الكلاسيكيات مثل "كوبرى الناموس" و"السبنسة" و"سكة السلامة".

لم تتوقف رجاء عن إدهاشنا بأدوار مميزة فى مسلسلات شهيرة كنا نتابعها فى عرضها الأول كما فى حلقات "على باب زويلة" من إخراج نور الدمرداش، ودور إحسان رضوان فى مسلسل "الشهد والدموع" ، وفى السينما اكتشفناها فى أعمال يوسف شاهين كما فى "العصفور" و"عودة الابن الضال" و"حدوتة مصرية"، كما قدمت دورا لاينسى أمام فاتن حمامة فى "أفواه وأرانب"، الزوجة البائسة لرجل سكير( فريد شوقى) والتى تنجب أطفالا لا تعرف عددهم، ظلت تدهشنى حتى فى أداوار سينمائية أخيرة كما فى فيلم "عائلة ميكى" من إخراج أكرم فريد، جدة كفيفة تمزج المأساة بالملهاة، رائعة دوما هذه الممثلة.

قدمت رجاء حسين عددا معتبرا من الأعمال الفنية، بدأت بأدوار صغيرة فى المسرح والسينما، يمكنك أن تراها مثلا فى أفلام الأبيض والأسود مثل "الخرساء" و"الليالى الدافئة"، هذا الوجه المصرى والذى يمكن أن ترى المئات مثله بين بنات الطبقات الفقيرة والوسطى، جعلها اختيارا نموذجيا فى أعمال الدراما الواقعية.


أفلامها محدودة ولكن أدوراها لافتة، بالإضافة الى أعمالها مع شاهين، تستطيع أن تتوقف لتشاهد دورها فى فيلم مثل "أريد حلا" حيث شخصية المرأة التى تبحث عن حقها فى المحكمة، ثم تتغير أحوالها بعد أن انحرفت، عملت رجاء فى أفلام مثل "المتوحشة" "أبناء وقتلة" و"امرأة آيلة للسقوط"، ومن مسلسلاتها الأخرى الهامة "غدا تتفتح الزهور" و"مارد الجبل" و"ذئاب الجبل" و"زيزينيا" و"المال والبنون" و"ألف ليلة وليلة" و"عايزة أتجوز"، ومن مسرحياتها "عيلة الدوغرى" و"فى بيتنا رجل" و"بداية ونهاية".
 نجمة فى كل أدوارها، تعبر باقتدار عن نساء الطبقات الفقيرة والوسطى، فى مختلف الأعمار والأعمال، مجرد وجودها كان يذكرنا بعصر الكبار.


ربنا يرحمك يا ست الكل، ويعوضك خيرا عن سنوات وأيام كثيرة صعبة، في الفن، وفي الحياة".

 

ترشيحاتنا