في ذكرى ميلادها.. حكاية بهيجة حافظ مع أهم فيلم صامت وأول فيلم ناطق في تاريخ السينما

في ذكرى ميلادها.. حكاية بهيجة حافظ مع أهم فيلم صامت وأول فيلم ناطق في تاريخ السينما
في ذكرى ميلادها.. حكاية بهيجة حافظ مع أهم فيلم صامت وأول فيلم ناطق في تاريخ السينما

تحل اليوم ذكرى ميلاد بهيجة حافظ فهي من مواليد الرابع من أغسطس في العام 1908، وهي من مواليد الإسكندرية، ودرست في مدارس الرهبان والراهبات هناك، ثم سافرت إلى فرنسا في سن الـ15 عاماً، لتدرس الموسيقى.

 

دخلت بهيجة حافظ عالم السينما من باب الموسيقى، حيث نُشرت صورتها في مجلة «المستقبل» التي كان يصدرها إسماعيل وهبي المحامي شقيق النجم الكبير يوسف وهبي، وقد نُشرت صورتها على غلاف المجلة، بالبرقع والطرحة، وكُتب تحتها عبارة «أول مؤلفة موسيقية مصرية»، حينها كان المخرج الرائد محمد كريم يبحث عن بطلة لفيلمه الأول «زينب» الصامت، رحبت بهيجة حافظ رغم معارضة أهلها، بل قامت بوضع الموسيقى التصويرية للفيلم، والتي تكونت من 12 مقطوعة موسيقية.

 

وهو الفيلم الذي تدور أحداثه حول الحب الذي جمع بين قلبي زينب والتي تعمل أجيرة بالأراضي الزراعية، وبين إبراهيم الذي يتولى متابعة الزراعة في تلك الأراضي، إلا أن أهلها يرفضوا حبها ويرغمونها على الزواج من شخض أخر لأنه من الأثرياء وهو حسن، وفي نفس الوقت يسافر إبراهيم لتأدية الخدمة العسكرية تاركًا حبيبته خلفه.

 

كان فيلم «زينب» واحدًا من التجارب السينمائية المصرية الهامة في مرحلتها الصامتة، وتم عرض الفيلم بسينما جوزي بالاسر بالأسكندرية يوم الأربعاء 14/7/1930، كما تم تصويره في بعض المزارع و القرى وخرجت الرواية من تأليف (فلاح مصري) عام 1914، لكن مؤلفها الحقيقي هو الكاتب (محمد حسين هيكل) لكنه خجل من ذكر اسمه لحساسية مركزه ولنظرة المجتمع للمؤلفين وقتها.

 

ولم يتسن للفنان (يوسف وهبي) تحقيق حلمه بالتمثيل في الفيلم، بالرغم من كونه منتجًا له من خلال الشركة المنتجة التي أنشأها (رمسيس فيلم)، حيث نصحه مخرج الفيلم وصديقه (محمد كريم) بضرورة إجراء عملية تجميل لأنفه، والتي قام بإجرائها بعد ذلك في ألمانيا.

 

لم يتوقف عطاء بهيجة حافظ الفني، بل أنشأت شركة إنتاج سينمائي تحت اسم «فنار فيلم» لتنتج واحدا من الأفلام المختلف في تصنيفها للسينما المصرية وهو فيلم «ليلى بنت الصحراء»، الذي قيل إنه كان أول فيلم مصري ناطق وتور أحداثه حول زياد وعمر اللذين يدبران مكيدة لاختطاف الفتاة البدوية ليلي بمساعدة (كسري)، بعدما وعداه بليلى أن تكون له، وكل هذا للنيل من ابن عم ليلي البراق الذي يحقدان عليه دومًا، ثم تأتي عبلة اللعوب وتبلغ البراق بأن عمه والد ليلي قد باع ليلى لكسري، في الوقت الذي يفشل فيه كسرى في استمالة ليلى إليه.

 

هذا الفيلم رُشح للعرض في مهرجان البندقية السينمائي الدولي، وعندما سافرت بهيجة وزوجها إلى إيطاليا للاشتراك في المهرجان، فوجئا بصدور قرار من وزارة الخارجية المصرية بمصادرة الفيلم، ومنع عرضه في الداخل والخارج لأسباب سياسية، بعد مُضي عام على عرضه الأول، وذلك بسبب احتجاج الحكومة الإيرانية على اعتبار أن الفيلم يسيء إلى تاريخ كسرى أنوشروان ملك الفرس القديم، وبمصادرة الفيلم، تكبدت شركة «فنار فيلم» خسائر فادحة، وبعد ست سنوات رفع الحظر عن ليعرض في كل مكان.

 

ترشيحاتنا