أخر الأخبار

مسئول بالجامعة العربية: المجتمع الدولي والاحتلال مسئولان عن إعمار غزة

صورة من اللقاء
صورة من اللقاء

 

قال الدكتور جمال الدين جاب الله ، مدير إدارة الإسكان والموارد المالية والحد من مخاطر الكوارث بجامعة الدول العربية، إن الدمار الذي لحق بفلسطين خاصة في قطاع المياه والصرف الصحي كان مدمر ،  مضيفاً خلال كلمته باجتماع  " عرض دراسة تقييم اضرار قطاع المياه والصرف الصحي في غزة جراء العدوان الاسرائيلي الغاشم الأخير " المنعقد اليوم الأحد بمقر جامعة الدول العربية ، أن قضية إعادة الإعمار  لها أكثر من بعد، فهي ذات بعد حقوقي، وسياسي، وإنساني، وتنموي. - يتمثل البعد الحقوقي في أن إعمار ما دمره العدوان الأخير على قطاع غزة، وهو واجب ومسؤولية وليس منحة من أحد، كما أن المتسبب في الضرر هو المتكفل بجبرة قانونا، والمجتمع الدولي مسؤول أيضاً مسؤولية مشتركة مع الاحتلال في إعادة الإعمار. ه فيما يتمثل البعد السياسي في قضية الإعمار في أن ما دمره الاحتلال خلال العدوان كان هدفه إضعاف المشروع الوطني الفلسطيني برمته ، وتدمير إمكانية تسوية الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي الرامي إلى إقامة الدولة الفلسطينية في سياق حل الدولتين المعتمد دوليا.

وتوجه جمال الدين جاب الله  بالتحية إلى رئيس الاجتماع الدكتور وليد فياض وزير الطاقة والمياه بالجمهورية اللبنانية رئيس الدورة 13 المجلس الوزاري العربي للمياه  والمهندس مازن غنيم رئيس سلطة المياه الفلسطينية رئيس شبكة خبراء المياه العربية ، والمهندس حازم الناصر مستشار شبكة المياه العربية والسفير سعيد أبو على الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية رئيس قطاع فلسطين والأراضى العربية المحتلة على الجهود المشهودة فى إنجاح هذا الاجتماع

 

وأوضح الدكتور جمال الدين جاب الله ، لقد شنت "إسرائيل" في 2021/5/10 عدواناً رابع على قطاع غزة، على مدى 11 يوما. مثل العدوان الإسرائيلي الشرس والضروس صدمة قوية على الاقتصاد الفلسطيني وتحديداً في قطاع غزة، يضاف هذا العدوان إلى ما سبقه من صدمات تعرض لها القطاع والتي تمثلت في الحصار الإسرائيلي المشدد على قطاع غزة منذ سنة 2007 وتعمدت قوات الاحتلال الاسرائيلي استخدام صواريخ ذات قدرات تدميرية كبيرة ومبالغ فيها تنتهك مبدأ التناسب فضلا عن انتهاكها لمبدأ التمييز والضرورة الحربية.

 

وأوضح أن القصف الجوي الإسرائيلي لغزة تسبب في مقتل 243 فلسطينيا بينهم 66 طفلا وإصابة أكثر من 1900 وفي إسرائيل، وأودت الهجمات الصاروخية بحياة 12 شخصا وأصابت المئات. وبلغت الخسائر العادية الأولية في عزة مئات الملايين من الدولارات. فوفق وكالة "أونروا" فإن الهجمات الإسرائيلية أدت إلى نزوح أكثر من 75 ألف فلسطيني لجأ منهم 28 ألفا و700 إلى مدارس تابعة للوكالة.

وتابع الدكتور جمال الدين جاب الله ، من ناحية أخرى تسبب قصف غزة بأضرار بنحو 400 مليون دولار للمصانع والمنطقة الصناعية للقطاع ومنشآت صناعية أخرى، بالإضافة إلى أضرار بلغت 22 مليون دولار لقطاع الطاقة كما قدرت وزارة الزراعة في غزة الأضرار بنحو 27 مليون دولار شملت الأراضي الزراعية. وتعرض 75 مقرا حكوميا ومنشأة عامة للقصف الإسرائيلي، تنوعت ما بين مرافق خدماتية، ومقار أمنية وشرطية، وتضررت 68 مدرسة، ومرفقا صحيا، وعيادة رعاية أولية، بشكل بليغ وجزئي بفعل القصف الشديد في محيطها، ولم تسلم بيوت العبادة من العدوان، حيث تعرضت 3 مساجد للهدم الكلي، بفعل الاستهداف المباشر، و40 مسجدا وكنيسة واحدة تعرضت لدمار يشكل بليغ، فيما تضررت 490 منشأة زراعية من مزارع حيوانية، وحمامات زراعية، وآبار، وقصف جيش الاحتلال أكثر من 300 منشأة اقتصادية وصناعية وتجارية، وهدم 7 مصانع بشكل كلي، وألحق أضرارا بأكثر من 60 مرفقا سياحيا كما تضرر 31 محولا للكهرباء في غزة، بفعن هجمات الاحتلال الإسرائيلي، وتعرضت 9 خطوط رئيسية للقطع. ومن أكبر القطاعات التي تضررت شبكات الصرف الصحي، وإمدادات المياه تحت الأرض وشبكات الري وذلك نتيجة لاستهداف مباشر.

 

واستطرد الدكتور جمال الدين جاب الله ، وتتجلى قضية الإعمار في بعدها الإنساني في الحصار المشدد وتداعياته المؤلمة على حياة الناس وتبديد سبل عيشهم واستقرار حياتهم الاجتماعية، وتواصلهم الذي يرقى إلى مستوى جرائم الحرب وحرب إبادة جماعية ما يجعل من قضية إعادة الإعمار قضية إنسانية ملحة لتطلب بشكل أساسي أن يتوازي حجم الضرر الذي وقع على الإنسان مع عملية إعادة الإعمار وبشكل أفضل اتساقاً مع مخرجات كافة مؤتمرات الأمم المتحدة في هذا الصدد . ويتمثل البعد التنموي لقضية إعادة الإعمار في إعداد برنامج لإعادة الإعمار يهدف بشكل أساسي إلى إيجاد فرص عمل وإعادة تفعيل قدرة الاقتصاد، بعد الدمار الذي لحق بكافة القطاعات

 

وقال الدكتور جمال الدين جاب الله ، ورغم مرور عامين تقريبا على هذه الحرب، إلا أن القطاع لم يتعاف بعد من تداعياتها لذا فان هذا الاجتماع يعتبر فرصة سانحة لإرسال رسالة قوية للاحتلال الإسرائيلي ان الهمم ما زالت متقدة وان غزة سيتم إعادة اعمارها ولن تترك فلسطين تواجه هذا الظلم وحدها، ونحن قادرين على بلوغ هذه الأهداف، فأتمنى النجاح لهذا الاجتماع والخروج بنتائج عملية تصب في مصلحة الشعب الفلسطيني الصامد وتدعم استدامة موارده التي هي جزء لا يتجزأ من الموارد العربية.

 

وشدد جمال الدين جاب الله ، ان التحدي ما زال كبير، فتداعيات، وأضرار هذا العدوان لم تطال فلسطين فحسب بل امتدت الى كافة الأراضي العربية المحتلة التي تحتاج بدورها الى دعم أكبر لاستعادة النظم التي فقدتها نتيجة الهجوم. وما خلفة من مشاكل اقتصادية واجتماعية وبيئية تؤثر على حياة المواطن وسبل عيشة، لذا لا بد من ان تعمل معه بالتوازي بين السياق الإنساني وسياق التنمية وتأمين بيئة مواتية لتمكين المواطن في الاراضي العربية المحتلة من العيش بكرامة في وطنه وبيئته.

 

وتوجه بالشكر لفريق العمل الذي أعد لهذا الاجتماع من الدول والمنظمات والخبراء ودعمهم المستمر للجامعة العربية ولأمانة المجلس الوزاري العربي للمياه. متطلعاً لنتائج ملموسة لتقوم بعرضها على المجلس الوزاري العربي للمياه في دورته القادمة في نوفمبر 2022. وتقديم التقرير للأمم المتحدة

ترشيحاتنا