«إبتسامة من وحي الوباء» كتاب يناقش أحداث ما بين الموت والحياة 

الناقدة أمينة اوتموحين 
الناقدة أمينة اوتموحين 

صدر للدكتور يوسف ابوعلي أولى أعماله باللغة العربية "إبتسامة من وحي الوباء"  وذلك بعد اصداه عدة مؤلفات باللغة الفرنسية  حيث حاز المؤلف علي دكتوراه في الأدب الفرنسي و له عدة مؤلفات منها رواية "الرجل العادي" باللغة الفرنسية ولكنه قرر أن يقوم  بتجربة إبداعية ثانية باللغة العربية ليعانق جمهورا أوسع،وهم  قراء العالم العربي  حيث يخوض في كتابة بعض الأحداث التي  حاصرته بالتزامن مع إنتشار  وباء العصر ،كوفيد، وتم تقييد  حريته لينبثق من وحي سجنه، هذا العمل الذي يحمل عنوان "ابتسامة من وحي الوباء"وهي  ابتسامة أراد لها أن تكون تارة ساخرة مرة وتارة اخرى حالمة حيث  لامس فيها تلابيب النفس البشرية المترنحة بين الخوف من الموت و التشبت المستميت بالحياة.


وتقول الناقدة والأديبة المغربية أمينة اوتموحين أن عمل المؤلف  يندرج ضمن ما بات يعرف بأدبيات الجائحة،والكتاب   يقع في ٢٠٠ صفحة، هو ما يشبه يوميات شخصية ابتكرها الكاتب ليجعل منها نافذة تطل علينا من ذروة الجائحة والحجر الصحي الذي فرض على المغاربة كاغلب شعوب العالم، حجر صحي غير مسبوق تاريخيا وبهذا الحجم.


الكاتب يوسف ابوعلي يؤرخ لحقبة زمنية قصيرة جدا لا تتعدى الستون يوما، حقبة عرفت شللا على جميع مستويات المعيشة اليومية لكتها أيضا زاخرة بالاحداث، بالتوجسات وبالاحداث الاليمة، فترة زمنية زاخرة بالحياة، حياة من نوع آخر. 


النص رغم عنوانه "إبتسامة.." فهو من نواح كثيرة نص فلسفي يطرح ماهية الوجود الانساني، قوته و ضعفه، إمكانياته و حدوده عبر الأحداث اليومية التي واكبت ظهور و انتشار الفيروس من داخل الحجر حيث لم يعد من وجود الا للعالم الافتراضي كنافذة ضيقة على العالم الواقعي.


"ابتسامة من وحي الوباء" هي شهادة عصر على ما اعتقد البعض أنها نهاية العالم أو بداية عصر جديد تحكمه قوى جديدة و أفكار جديدة. هو كتاب يرصد التفاصيل اليومية المعيشية في تماه تام مع الأحداث العالمية الكبرى.

"إبتسامة من وحي الوباء" حتى لا ننسى كل تلك الأحاسيس والأحداث التي عشناها في فترة من الزمن ، فترة يحوم شبحها فوق رؤوسنا إلى الآن.

ترشيحاتنا